دروس وعبر من السيرة النبوية

دروس وعبر من السيرة النبوية

0 reviews

دروس وعبر من السيرة النبوية

دروس وعبر من عبادة الرسول ودعائه

عندما نحتاج إلى شيء معين أو نطلب النصر من الله تعالى، يجب أن نتوجه بالقنوت إليه. فقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم شهرًا كاملًا في قنوته ضد الكفار الذين قتلوا المسلمين في حادثة بئر معونة، وكان يقول: "اللهم العن بني لحيان ورعلًا وذكوان وعصيّة عصوا الله ورسوله". وكان هذا الموقف منه صلى الله عليه وسلم دليلاً على استحباب القنوت في الدعاء.

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص على شكر الله تعالى بتعبده. فقد غفر الله له ما تقدم وما تأخر من ذنبه، ومع ذلك كان يصلي حتى تتورم قدماه. وعندما سئل عن ذلك، قال: "أفلا أكون عبدًا شكورًا". وهذا يدل على أهمية تزكية النفس والتواضع أمام الله تعالى.

للوصول إلى تزكية النفس، يجب أن نكون صادقين في نيتنا وأن نتوكل على الله تعالى وأن ندعوه. كما يجب أن نسلك طرق الترغيب والترهيب وأن نعمل على صلاح قلوبنا من خلال التخلص من أمراضها مثل الحقد والحسد والكراهية. يجب أيضًا أن نقوم بالعبادات المفروضة والنفل وأن نحاسب أنفسنا باستمرار ونسعى للحكمة في التعامل مع أنفسنا وأن نصاحب الصالحين.

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو قائلاً: "اللهم آتِ نفسي تقواها وزكّها، أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها".

دروس وعبر من الاستعداد للهجرة النبوية
 

يجب أن نأخذ بالأسباب ونتحلى بالحذر من الأعداء وخطرهم. في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، اختار علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن ينام في فراش النبي بدلاً منه، حتى يعتقد قريش أن النبي لا يزال في فراشه. وكان علي بن أبي طالب سيقوم بتسليم الأمانات إلى أصحابها في الصباح التالي. ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم متوجهاً إلى أبي بكر الصديق الذي كان قد أعد راحلتين واستأجر عبد الله بن أريقط ليقودهما في طريق غير المعروف إلى المدينة. سلم النبي الناقتين لأبي بكر وتوجها إلى غار ثور، حيث كان من المقرر أن يأتي بالناقتين بعد ثلاث ليال للانتقال إلى المدينة. علي بن أبي طالب قدم نفسه كتضحية من أجل نجاح رسالة الإسلام ودعوة النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا هو حال الجندي الذي يدافع عن قائده ويعتبر حماية الداعية جزءًا من حماية الدعوة. قدم علي بن أبي طالب حياته مقابل حماية حياة النبي، حيث كان من المتوقع أن يقتله أعداء قريش. كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على إعادة الأمانات إلى أصحابها، حتى وإن كان معظمهم من كفار قريش. وكان إيداع الكفار لأماناتهم عند النبي صلى الله عليه وسلم يدل على أنهم يعرفون في قلوبهم أمانة النبي وصدقه وحسن سيرته ونسبه. ومع ذلك، رفضوا دعوته بسبب العناد والتكبير والتمسك بتقاليد آبائهم وأجدادهم. وانتشر هذا الأمر ليشمل جميع سكان مكة المكرمة. فكان النبي صلى الله عليه وسلم مُستودعًا لأماناتهم.

دروس وعبر من سياسة الرسول في المدينة

حرص رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على توحيد المسلمين في المدينة، وذلك من خلال إقامة علاقات المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار. كانوا يتعاونون وينصرون بعضهم البعض. فقد أخى بين كل مهاجر وأنصاري. وقد ورد في كتاب ابن سعد أن المؤاخاة كانت بين خمسين من المهاجرين وخمسين من الأنصار. وجاء في القرآن الكريم: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا ۚ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ" (الأنفال: 72). تعتبر هذه المؤاخاة أول مؤاخاة في الإسلام، ولكنها كانت موجودة في مكة قبل الإسلام. وقد تقوى بها العلاقات بين المسلمين بوقوفهم جنباً إلى جنب ومساعدة القوي للضعيف والغني للفقير. تمت المؤاخاة في بيت أنس بن مالك -رضي الله عنه-، وقيل إنها تمت في المسجد. كان الأخ يرث أخاه في الإسلام بعد وفاته، ولكن هذا الحكم تم نسخه فيما بعد. كتب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وثيقة المدينة، وفيها نص على حقوق اليهود في دينهم وأموالهم. وأكدت الوثيقة أن المسلمين من جميع القبائل أمة واحدة. ووضع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شروطًا لليهود والمسلمين على حد سواء. فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سياسات قاسية على كل من خان المسلمين وتعاون مع اليهود

دروس وعبر من غزوات الرسول

أذن الله -تعالى- لرسوله -صلى الله عليه وسلم- بالقتال بعد تعرض المسلمين لأنواع متعددة من العدوان من قبل كفار قريش. في البداية، كانت الآيات تحث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه على الصبر على هذا الأذى، وقد قال الله -تعالى-: "واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا"، وكلما نزلت هذه الآيات، زاد المشركون في عدوانهم. عندما قويت قوة المسلمين ومنعتهم، أمرهم الله -تعالى- بالقتال لصد هذا العدوان وحماية المسلمين، ونشر رسالة الإسلام، وتأمين الحرية الدينية للمسلمين وغيرهم من أصحاب الديانات السماوية الأخرى. وكان قوله -تعالى-: "أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا" أول ما أنزله الله -تعالى- في الإذن بالقتال بعد تعرض المسلمين للاضطهاد في مكة ومحاولة كفار قريش إخراجهم من ديارهم. يتحقق نصر الله -تعالى- لعباده بقوة إيمانهم وتمسكهم بعقيدتهم وحرصهم على التحلي بالأخلاق الفاضلة والتشوف للشهادة، وليس بكثرة العدد والعدة والعصبية القبلية والتمسك بدين الآباء والأجداد. مثال ذلك في غزوة بدر عندما استعد المشركون للقتال بشرب الخمور والغناء والدق على الطبول، في حين كان المسلمون يتوجهون إلى الله -تعالى- بالإخلاص والدعاء لينصرهم على أعدائهم، ورغم قلة عددهم إلا أن النصر كان حليفهم. وكذلك الأمر في غزوة أحد؛ حيث كان النصر حليفاً للمسلمين لولا مخالفة بعض المسلمين لأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالبقاء على الجبل. ومن ذلك ما رواه الربيع في الحديث المرسل: "أن رجلا قال يوم حنين: لن نغلب اليوم من قلة، فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل: ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم".

دروس وعبر من تعامل الرسول مع زوجاته

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتعامل بالعدل بين زوجاته، وقد قدم لنا مثالاً يُحتذى به في التعامل العادل بين الزوجات، وقد عرفنا هذا العدل من خلال ما روته زوجاته عنه. ومن الأمثلة على ذلك ما روته عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرع بين زوجاته عندما يرغب في السفر، ومن كانت سهمها تخرج معها تخرج معه". كما كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يشارك زوجاته في أعمال المنزل في وقت فراغه، وقد أشارت عائشة -رضي الله عنها- إلى ذلك عندما سئلت عن ما كان يفعله النبي -صلى الله عليه وسلم- في أهله، فقالت: "كان يكون في مهنة أهله، وعندما يحضر الصلاة يقوم للصلاة". ولم يرَ الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن مساعدة الزوجة في أعمال المنزل تقدح بالرجولة.

كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتعامل برفق ولين مع صغار الصحابة، حيث كان يلاطفهم ويمازحهم ويحنو عليهم، ولم تمنعه مسؤولياته وواجباته من ذلك. ومن الأمثلة على ذلك ما رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- حيث قال: "ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إنه كان يأخذ ابنه إبراهيم في عوالي المدينة ويدخل البيت وإنه ليدخن، ثم يأخذه ويقبله ثم يعود".




 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

8

followers

0

followings

4

similar articles