عمربن الخطاب رضي الله عنه

عمربن الخطاب رضي الله عنه

1 المراجعات

عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو أحد أبرز الشخصيات في التاريخ الإسلامي، ويعتبر ثاني الخلفاء الراشدين بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وُلد عمر بن الخطاب في مكة في عام 586 ميلاديًا ، وينتمي إلى بني عدي، أحد فروع قبيلة قريش. كان قوي البنية، طويل القامة، يتميز بشخصية حازمة وقلبٍ مفعم بالرحمة والعدل.إسلام عمر بن الخطاب:قبل ان يدخل الاسلام، كان عمر بن الخطاب شديدًا في معاداته للإسلام والمسلمين. كان يرى في دعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم تهديدًا لتقاليد قريش ومكانتها. إلا أن الله أراد له الهداية بطريقة درامية. في يوم من الأيام، خرج عمر بن الخطاب من منزله حاملاً سيفه، عازمًا على قتل النبي محمد صلى الله عليه وسلم. في طريقه، صادف أحد أقاربه، نعيم بن عبد الله، الذي أخبره بأن أخته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد قد دخلا الإسلام. فتوجه عمر إلى بيت أخته غاضبًا، وعندما وصل سمع قراءة القرآن. دفع الباب بعنف ودخل ليجد أخته وزوجها يقرآن القرآن.في لحظة الغضب، ضرب عمر أخته فاطمة حتى سال منها الدم. عندها، شعر بندم عميق ورغبة في معرفة ما كانوا يقرؤون. طلب منهم أن يعطوه الصحيفة التي كانوا يقرؤون منها، لكنها رفضت حتى تطهر أولاً. وعندما قرأ عمر من سورة طه، تأثر تأثرًا عميقًا بالآيات، وشعر بأن هذا الكلام لا يمكن أن يكون من صنع البشر. عندها، قرر عمر الذهاب إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ليعلن إسلامه.إسلام عمر كان نقطة تحول في مسار الدعوة الإسلامية. فعندما أعلن إسلامه، خرج المسلمون من دار الأرقم وبدأوا يظهرون دينهم علانية بعد أن كانوا يتخفون خوفًا من اضطهاد قريش. قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن عمر: "اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك: بعمر بن الخطاب أو بأبي جهل بن هشام"، فكان اختيار الله لعمر بن الخطاب.عمر في الخلافة:بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، تولى أبو بكر الصديق رضي الله عنه الخلافة، وكان عمر من أقرب المستشارين له. وعند وفاة أبي بكر، أوصى بالخلافة لعمر، فبايعه المسلمون ليصبح الخليفة الثاني. امتدت فترة خلافته عشر سنوات من 13 إلى 23 هـ، وكانت فترة مليئة بالفتوحات والإصلاحات.العدالة في عهد عمر:عُرف عمر بن الخطاب بعدله الصارم. كان يُلقب بالفاروق لأنه كان يفرق بين الحق والباطل. من أشهر قصص عدله، قصة المرأة التي جاءت تشكو إليه قسوة زوجها، وكان عمر آنذاك أمير المؤمنين. كانت المرأة تخشى أن يعاقبها عمر على مجيئها إليه بدون إذن زوجها. إلا أن عمر بكى وأخذ يُطمئنها ويحثها على الصبر، ثم أمر بأن يُبلغ زوجها بما فعلته زوجته، ليكون عبرة للرجال في حسن معاملة نسائهم.ومن القصص الأخرى التي تجسد عدالة عمر، قصة القبطي الذي ضربه ابن عمرو بن العاص والي مصر آنذاك. جاء القبطي يشكو عمر بن الخطاب قائلاً: "يا أمير المؤمنين، هذا ابن الوالي ضربني بغير حق". أمر عمر بأن يُستدعى عمرو بن العاص وابنه إلى المدينة. وعندما حضرا، قال للقبطي: "اضرب ابن الأكرمين". قام القبطي بضرب ابن عمرو بن العاص بنفس العصا التي ضربه بها، ثم قال عمر لعمرو بن العاص: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟"عمر والزهد:كان عمر بن الخطاب زاهدًا في الدنيا رغم سلطته العظيمة. عاش حياة بسيطة، وكان يقول: "لو عثرت بغلة في العراق، لسألني الله عنها: لِمَ لم تمهد لها الطريق يا عمر؟". وكان يتفقد رعيته ليلاً، ويقضي حوائجهم بنفسه. كان ينفق من ماله الخاص على المحتاجين، ويحرص على ألا يغتر بمتاع الدنيا.وفاة عمر:اغتيل عمر بن الخطاب رضي الله عنه في السنة الثالثة والعشرين من الهجرة على يد أبي لؤلؤة المجوسي، وهو يؤدي صلاة الفجر في المسجد. طعنه أبو لؤلؤة عدة طعنات، وكان آخر ما قاله عمر قبل أن يُسلم روحه: "اللهم اجعل موتي في سبيلك وفي بلد نبيك". دفن عمر بجوار النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأبي بكر الصديق في الحجرة النبوية بالمدينة المنورة.الخاتمة:كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه نموذجًا فريدًا في الزهد والعدل والحكمة. أسس دولة إسلامية قوية تقوم على مبادئ الحق والعدل. ترك إرثًا عظيمًا استمر أثره عبر التاريخ، ليكون رمزًا للقيادة الرشيدة والشجاعة في نصرة الحق.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

1

متابعهم

5

مقالات مشابة