صله الرحم في الاسلام
صله الرحم في الاسلام
في أحد الأيام، جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله عن أفضل الأعمال التي تقربه من الله وتزيد في عمره وبركته. فأجابه الرسول صلى الله عليه وسلم قائلاً: "من أحب أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه" (رواه البخاري ومسلم).
في قرية صغيرة عاش رجل كان يعاني من ضيق في الرزق، ولم يكن يجد من يعينه في حياته الصعبة. كان هذا الرجل قد قطع صلته بأقاربه منذ سنوات عديدة، ولم يعد يزورهم أو يسأل عنهم. كان دائماً مشغولاً بأعماله وبمشاكله الخاصة، حتى نسي تماماً واجب صلة الرحم.
وذات يوم، وهو جالس يفكر في حياته الصعبة وفي الأزمات التي تلاحقه، تذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صلة الرحم. قرر الرجل أن يعيد علاقته بأقاربه وأن يزورهم ويسأل عن أحوالهم. بدأ بزيارة أخيه الأكبر، الذي فوجئ بزيارته بعدما غاب عنه طويلاً. استقبل الأخ زيارته بترحاب كبير، وفرح برؤية أخيه بعد هذا الغياب الطويل.
ثم زار الرجل عماته وخالاته وأبناء عمومته، وأصبح يتواصل معهم بانتظام. لاحظ الرجل أن حياته بدأت تتحسن بشكل ملحوظ. بدأت مشاكله تقل، وأصبح رزقه أوسع وأبرك. ليس ذلك فحسب، بل شعر بسعادة وراحة نفسية لم يعهدها من قبل.
وتدريجياً، بدأت علاقة الرجل بأقاربه تقوى وتزداد متانة، وأصبحوا يقفون إلى جانبه في السراء والضراء، ويعززون من مكانته بين الناس. أدرك الرجل حينها قيمة صلة الرحم وأثرها العظيم في الدنيا والآخرة. كانت هذه التجربة دليلاً حياً على أن من يصل رحمه فإن الله يبارك له في رزقه ويطيل له في عمره، ويجعله محبوباً بين الناس، كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهكذا، أصبحت صلة الرحم جزءاً لا يتجزأ من حياة هذا الرجل، وأوصى بها أبناءه وأحفاده من بعده، ليكونوا دائماً في عون أقاربهم ويستمدوا بركة الله في حياتهم. صلى الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد على اهلي وصحبه وسلم( صلى الله عليه وسلم) امين يا رب العالمين