أصحاب الأخدود من قصص القرأن والسنة

أصحاب الأخدود من قصص القرأن والسنة

0 التقيمات

عن صُهيب رضى الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر، فلما كبر قال للملك: إنى كبرت، فأبعث إلى غُلاماً أعلمه السحر، فبعث إليه غُلاماً يُعلمه، وكان فى طريقه إذا سلك راهب، فقعد إليه وسمع كلامهُ فأعجبهُ، وكان إذا أتى الساحر مر بالراهب و قعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه، فشكى ذلك إلى الراهب فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسنى أهلى، وإذا خشيت أهلك فقل: حبسنى الساحر، فبينما هو على ذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال: اليوم أعلمُ الساحرُ أفضل أم الراهب أفضل؟

فأخذ حجراً فقال: اللهم إن كان أمرُ الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتُل هذه الدابة حتى يمضى الناس، فرماها فقتلها ومضى الناس، فأتى الراهب فأخبره، فقال له الراهب: أى بُنى أنت اليوم أفضل منى، قد بلغ من أمرك ما أرى وإنك ستُبتلى، فإن إبتُليت فلا تدل على، وكان الغلام يُبرئُ الأكمة والأبرص، ويداوى الناس من سائر الأدواء.

فسمع جليس للملك كان قد عمى، فأتاهُ بهدايا كثيرة فقال: ما هاهُنا لك أجمع إن أنت شفيتنى، فقال: إنى لا أُشفى أحداً، غنما يُشفى الله تعالى، فإن آمنت بالله تعالى، دعوتُ الله فشفاك، فآمن بالله تعالى، فشفاه الله.

فآتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال لهُ الملك: من رد عليك بصرك؟ 

قال: ربى.

قال: ولك رب غيرى؟

قال: ربى وربُك الله.

فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام، فيجئ بالغلام، فقال له الملك: أى بُنى قد بلغ من سحرك ما تبرئُ الأكمة و الأبرص وتفعلُ و تفعل، فقال: إنى لا اُشفى أحداً، إنما يشفى الله تعالى، 

فأخذهُ فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب، فجيئ بالراهب فقيل له: إرجع إلى دينك، فأبى، فدعا بالمنشار فوضع المنشار فى مفرق رأسه، فشقةُ حتى وقع شقاه، ثم جيئ بجليس الملك فقيل له: إرجع إلى دينك، فأبى، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: إذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فأصعدوا به الجب، فإذا بلغتم ذروته  فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال: اللهم إكفنيهم بما شئت، فرجف بهم الجبل فسقطوا، وجاء يمشى إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟

فقال: كفانيهم الله تعالى، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: إذهبوا به فأحملوه فى قرقور و توسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه، فذهبوا به فقال: اللهم أكفينهم بما شئت، فانكفأت بهم السفينة فغرقوا، وجاء يمشى إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟

فقال: كفانيهم الله تعالى، فقال للملك: إنك لست بقاتلى حتى تفعل ما آمرك به، قال: ما هو؟

قال: تجمع الناس فى صعيد واحد، وتصلُبنى على جذع، ثم خذ سهماً من كنانتى ثم ضع السهم فى كبد القوس، ثم قل: بسم الله رب الغلام ثم أرمنى، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتنى.

فجمع الناس فى صعيد واحد وصلبه على جذع، ثم أخذ سهماً من كنانته، ثم وضع السهم فى كبد القوس، ثم قال: بسم الله رب الغلام، ثم رماه فوقع السهم فى صدغه، فوضع يده فى صدغه فمات.

فقال الناس: آمنا برب الغلام.

فأُتى الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر قد و الله نزل بك حذرُك، قد آمن الناس.

فأمر بالأخدود بأفواه السكك، فخدت و أضرم فيها النيران ثم قال: من لم يرجع عن دينه فأقحموه فيها أو قيل له: إقتحم، ففعلوا حتى جاءت إمرأه ومعها صبى لها، فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام، يا أماه إصبرى فإنك عل  الحق. (رواه مُسلم).

                                                                                                                                                                     تمت بحمد الله وفضله 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

128

متابعين

87

متابعهم

66

مقالات مشابة