قصة نبي الله يوسف بن يعقوب عليه وعلى أبيه السلام

قصة نبي الله يوسف بن يعقوب عليه وعلى أبيه السلام

2 المراجعات

سيدنا يوسف عليه السلام هو واحد من أعظم الأنبياء وقصته من أعظم القصص الأسلامية في التاريخ الإسلامي واليهودي والمسيحي. قصته تُروى في القرآن الكريم في سورة يوسف، وهي القصة الوحيدة التي نُقلت بالتفصيل من بدايتها حتى نهايتها في سورة واحدة

مولده ونشأته:

وُلد يوسف عليه السلام في كنف نبي الله يعقوب عليه السلام، وكان يعقوب محبًا ليوسف حبًا شديدًا. وُلد يوسف في بيت يعقوب مع إخوته العشرة الأكبر سنًا، وكان يعقوب يُفضله على إخوته، مما أثار الغيرة والحقد في قلوبهم.

رؤيا يوسف:

كانت بداية القصة مع رؤية يوسف عليه السلام رؤية في منامه، حيث رأى أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر يسجدون له. عندما قصّ هذه الرؤية على أبيه يعقوب، عرف يعقوب أن ليوسف شأنًا عظيمًا في المستقبل، ولكنه طلب منه أن لا يخبر إخوته بالرؤيا خوفًا من أن يكيدوا له.

كيد الإخوة:

قرر إخوته، بدافع الحسد والغيرة، أن يتخلصوا منه. وفي أحد الأيام، ذهبوا مع يوسف إلى الصحراء وألقوه في بئر مهجور بعد أن تجردوا من مشاعر الأخوة والرحمة. وعادوا إلى أبيهم قائلين إن الذئب أكله، وأخذوا قميصه ملطخًا بالدماء كدليل على صدقهم.

بيع يوسف:

بعد أن تُرك يوسف في البئر، مرّ قافلة من التجار الذين عثروا عليه وأخذوه ليبيعوه في مصر. وبيع يوسف كعبد لرجل مصري من كبار الدولة يُدعى "العزيز"، والذي رأى في يوسف خصالاً مميزة فجعله مسؤولًا عن بيته.

فتنة امرأة العزيز:

وفي قصر العزيز، تعرض يوسف لمحنة كبيرة، حيث حاولت امرأة العزيز أن تُغريه. ولكن، بسبب إيمانه وورعه، رفض يوسف ذلك وفضل السجن على الوقوع في الخطيئة. ولكن، رغم براءته، أُلقي في السجن بعد أن اشتكت امرأة العزيز زورا وبهتانا.

سجن يوسف:

في السجن، لفت يوسف انتباه الجميع بأخلاقه وحكمته، وكان يفسر الأحلام لرفقائه في السجن. وذاع صيته حتى وصل إلى مسامع الملك، الذي حلم حلمًا عجز كل مستشاريه عن تفسيره. وبهذا، أُتي بيوسف من السجن ليفسر حلم الملك.

تفسير حلم الملك:

كان حلم الملك عبارة عن سبع بقرات سمان يأكلهن سبع بقرات عجاف، وسبع سنابل خضر وأخرى يابسات. ففسر يوسف عليه السلام هذا الحلم بأن مصر ستمر بسبع سنوات من الرخاء والازدهار يعقبها سبع سنوات من القحط والجفاف. ونصح الملك بتخزين الحبوب خلال سنوات الرخاء تحسبًا لسنوات الجفاف.

التمكين ليوسف:

أُعجب الملك بحكمة يوسف وعيّنَه على خزائن مصر، ليصبح يوسف بذلك المسؤول الأول عن إدارة البلاد في فترة الجفاف. وخلال هذه الفترة، عانت مصر والدول المجاورة من قلة الموارد الغذائية، ما دفع الناس للتوجه إلى مصر لطلب المساعدة، وكان من بينهم إخوة يوسف.

لقاء يوسف بإخوته:

عندما جاء إخوته إلى مصر لطلب الطعام، لم يتعرفوا على يوسف، ولكنه عرفهم. وبعد سلسلة من الأحداث، قرر يوسف أن يكشف عن هويته لهم بعد أن رأى توبتهم وندمهم. وأعلن عن نفسه، وسامحهم على ما فعلوه به في الماضي.

اللقاء بأبيه:

بعد لقاء يوسف بإخوته، طلب منهم أن يُحضِروا والدهم يعقوب إلى مصر. وعندما جاء يعقوب وأُسرته إلى مصر، عادت الأسرة إلى الاتحاد والفرح بعد سنوات من الفراق والحزن. وخرّ يعقوب وإخوته ساجدين ليوسف تعظيمًا له، وهنا تحقق حلم يوسف الذي رآه في صغره.

الدروس والعبر:

قصة يوسف عليه السلام مليئة بالدروس والعبر. فمنها نرى كيف أن الصبر والاعتماد على الله يمكن أن يؤدي إلى الخلاص من أصعب المحن. كما نرى فيها أهمية التسامح والعفو، حيث سامح يوسف إخوته على الرغم من أنهم أرادوا قتله. كما تعلمنا هذه القصة أن الحسد والغيرة يمكن أن يقودا الإنسان إلى ارتكاب أفعال مشينة.

قصة يوسف هي قصة إنسانية تعكس الصراع بين الخير والشر، وتظهر كيف يمكن للإيمان بالله والعمل الصالح أن ينتصرا في النهاية. هي قصة تبعث الأمل في النفوس وتُعلّمنا أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، وأنه مهما كانت المحن والصعاب، فإن الفرج قريب بإذن الله.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

15

متابعين

14

متابعهم

14

مقالات مشابة