الإعجاز العلمي في سورة النمل...ياأيها النمل ادخلوا مساكنكم
من وجوه الإعجاز القرآني الإعجاز العلمي، حيث توصل العلم الحديث اليوم إلى كثير من الحقائق التي أثبتها القرآن الكريم من قبلُ، كقوله تعالى: {ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون * لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون} (الحِجر:14-15) وقوله تعالى: {أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما} (الأنبياء:30) ونحو ذلك من الآيات التي أكدها العلم الحديث وصدقها، كل ذلك تصديقًا لقوله تعالى: {سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق} (فصلت:53) وقد تحقق هذا الوعد الإلهي بما أثبته العلم وما يثبته كل يوم، و لا تزال الآيات تتوالى، فمهما تقدم العلم إلا و كشف عن حقائق جديدة تثبت قدرته تعالى في خلقه.
و من الإعجاز في كتابه تعالى ما جاء في سورة النمل في قوله تعالى: {حَتَّىٰٓ إِذَآ أَتَوْاْ عَلَىٰ وَادِ ٱلنَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّمْلُ ٱدْخُلُواْ مَسَٰكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَٰنُ وَجُنُودُهُۥ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}سورة النمل الآية 18.
البنية الهيكلية للنمل:
إن القرآن أثبت بشكل مطلق لا يقبل أي انتقاض أن النمل يتحطم و لا يدعس كباقي الحشرات، و كأن القرءان يلمح أن النمل له بنية زجاجية أو بالأحرى بنية بلورية،
فجسم النملة من الخارج يتكون من مادة الكيتين وهي سلسلة بوليمرات طويلة لكنها ليست زجاج ، لكن قوله تعالى " يحطمنكم" يعود إلى الصوت الذي يخرج من كسر مادة الكيتين الذي يشبه صوت الزجاج لكن جسم النملة ليس من زجاج.
في زمن نزول القرآن لم يكن لأحد قدرة على دراسة تركيب جسم النملة أو معرفة أي معلومات عنه، ولكن وبعد دراسات كثيرة تأكد العلماء أن للنمل هيكل عظمي خارجي صلب جداً يسمى exoskeleton ولذلك فإن النملة لدى تعرضها لأي ضغط فإنها تتحطم، ولذلك قال تعالى على لسان النملة (لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ) وبالتالي فإن كلمة (يَحْطِمَنَّكُمْ) دقيقة جداً من الناحية العلمية، فسبحان الله!
واد النمل:
لقد أشار القرآن الكريم إلى أن النمل من المخلوقات الاجتماعية، تعيش متعاونة متكاثفة في مستعمراتها ويشعر كل فرد منها بشعور الآخرين، ويظهر ذلك في سلوك النملة وفي إنذار قومها، ويعيش النمل ضمن مستعمرات يقوم ببنائها، وقد يتجاوز فتكون أعداد كبيرة من المستعمرات مدينة أو وادياً للنمل، كما سماها القرآن الكريم، حفرت فيها منازل النمل، تتخللها الشوارع والمعابر والطرق، وكل نملة تعرف طريقها إلى بيتها بإحساس غريب، فهناك حجرات للحضانة وهي الحجرة التي تعيش فيها ملكة النمل وحجرات لتخزين الطعام وحجرات للتزاوج و فتحات للتهوية و مخازن و ثكنات للجنود...
إن الله تعالى لم يذكر النمل في القرآن الكريم إلا ليلفت انتباهنا إلى عظمة وروعة هذه الكائنات التي يحسبها الإنسان مخلوقات تافهة، ولكنها بحق مخلوقات منظمة ذات قدرات خارقة، تعمل ضمن خطة عمل واضحة، من خلال البرنامج الفطري الذي أودعه الله تعالى في دماغه، فتبارك الله أحسن الخالقين.