
بالبر تنال رضا الله،وبالدعاء لهما تفتح لك أبواب الجنة
بر الوالدين… عبادة لا تسقط حتى بعد وفاتهما
لماذا بر الوالدين بهذه الأهمية؟
لأنهما السبب في وجودك، ولأنك مهما فعلت لن تستطيع أن ترد جميلهما. فالأم حملتك في بطنها تسعة أشهر، عانت الآلام والسهر، ثم سهرت الليالي لتراك سعيدًا. والأب كدّ وتعب، تحمل المشاق حتى يوفر لك حياة كريمة، ربما حرم نفسه من أشياء ليمنحك أنت الأفضل.
وقد جاء رجل إلى رسول الله ﷺ يسأله: "أي العمل أحب إلى الله؟" فقال: "الصلاة على وقتها". قال: ثم أي؟ قال: "بر الوالدين". قال: ثم أي؟ قال: "الجهاد في سبيل الله" [رواه البخاري ومسلم].
في زمن كثرت فيه الانشغالات وتزاحمت فيه المسؤوليات، يظل بر الوالدين تاجًا على رأس كل مسلم و مسلمه، وسببًا لرضا الله تعالى ومفتاحًا للجنة. فالله سبحانه وتعالى قرن طاعته ببر الوالدين.
فقال:
> "وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا" [الإسراء: 23].
ثانيا»بر الوالدين بعد وفاتهما

حتى لو رحلا عن الدنيا، لا يسقط حقهما، بل يمكنك برهما بعد الوفاة بالدعاء لهما، وإخراج الصدقة عنهما، وصلة أرحامهما، وتنفيذ وصاياهما.
قال ﷺ: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له" [رواه مسلم].
فكن أنت ذلك الولد الصالح الذي لا ينسى والديه من دعاء الليل والنهار.
واجبات الأبناء نحو بر الوالدين
بر الوالدين لا يقتصر على المشاعر الطيبة، بل هو التزام شرعي وأخلاقي بمجموعة من الواجبات التي أمر الله ورسوله ﷺ بها، ومنها:
1. طاعتهما في المعروف
على الابن أو الابنة طاعة الوالدين فيما يأمرانه به ما دام لا يخالف أمر الله، مع الالتزام بالأدب في الحديث وعدم الجدال بحدة.
2. التحدث معهما بأدب واحترام
قال تعالى: "فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا" [الإسراء: 23]، أي اختيار الكلمات اللطيفة والابتعاد عن أي لفظ قد يجرح مشاعرهما.
3.خدمتهما ورعايتهما
خصوصًا في الكبر أو وقت المرض، ومن ذلك توفير احتياجاتهما، ومساعدتهما في شؤون حياتهما، وإشعارهما بالحب والاهتمام.
4. الدعاء لهما.
الدعاء من أعظم صور البر، قال تعالى: "وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا" [الإسراء: 24]، والدعاء لهما مطلوب في حياتهما وبعد وفاتهما.
5. . صلة أرحامهما وإكرام أصدقائهما
استمرار العلاقات التي كانا يقدرانها، فقد أوصى النبي ﷺ ببر أصدقاء الوالدين بعد وفاتهما.
6. تنفيذ وصايا هما.
إذا أوصى الوالدان بأمر لا يخالف الشرع، وجب على الأبناء العمل به وفاءً لهما.
7. البر بعد الوفاة:
بإخراج الصدقات عنهما، وإهداء ثواب الأعمال الصالحة، وزيارة قبريهما، والدعاء المستمر لهما.
ثالثاً »عاقبة العقوق.
كما أن بر الوالدين سبب لرضا الله وسعة الرزق، فإن عقوقهما من الكبائر التي تجلب سخط الله وتضيق الصدر وتذهب البركة. قال ﷺ: "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟" قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "الإشراك بالله، وعقوق الوالدين" [رواه البخاري ومسلم].
وفي النهاية:
> والداك هما جنتك ونارك، وهما بابان من الرحمة لا يُغلقان إلا بالموت. فاغتنم وجودهما، واملأ أيامهما حبًا ورضا، قبل أن تبكي على فراقهما. كن لهما كما كانا لك، وازرع بدعائك وبرك بذورًا تجني ثمارها في الدنيا وتراها نورًا في الآخرة.