زوال الدنيا وفناء الخلق ووجه الحق

زوال الدنيا وفناء الخلق ووجه الحق

0 reviews

بسم الله الرحمن الرحيم..

معشر الإخوة القراء ..

 

الا إن من أعظم نعم الله على خلقه تبصيرة بحقيقة الدنيا وحقارتها وسرعان زوالها وقرب فنائها

وما أجمل قول رسول الله صلى الله علية وسلم  عن ابن عمر رضي اللَّه عنهما قَالَ: أَخَذ رسولُ اللَّه ﷺ بِمَنْكِبِي فقال: كُنْ في الدُّنْيا كأَنَّكَ غريبٌ، أَوْ عَابِرُ سبيلٍ.
وَكَانَ ابنُ عمرَ رضي اللَّه عنهما يقول: "إِذَا أَمْسَيْتَ فَلا تَنْتَظِرِ الصَّباحَ، وإِذَا أَصْبَحْتَ فَلا تَنْتَظِرِ المَساءَ، وخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لمَرَضِكَ، ومِنْ حياتِك لِمَوتِكَ" رواه البخاري.

والنبي ﷺ أوصى بالتَّقلل من الدنيا، وعدم الركون إليها؛ لأنَّك إذا ركنتَ إليها قد تُبْتَلَى بمحنٍ كثيرةٍ: من ترك الواجبات، وركوب المحرَّمات، وقد قال عليه الصلاة والسلام في حديث سهل بن سعدٍ: ازهد في الدنيا يُحِبَّك الله، وازهد فيما عند الناس يُحِبَّك الناس، فإذا تعلَّقْتَ بما في أيدي الناس أبغضوك، وإذا زهدتَ فيه وأعرضتَ عنه ولم تسألهم أحبُّوك؛ فإنَّ الناس يكرهون مَن يسألهم ويطلب من أموالهم، فإذا استغنيتَ عنهم بما يسَّر الله لك أحبُّوك، فاطلب الرزق كما قال ﷺ: احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجزن.

ودخل رجل على أبي ذر رضي الله عنه فجعل يقلب بصره في بيته فقال: [يا أبا ذر ! أين متاعكم؟ لا أرى أثاثاً في البيت ولا متاعاً! أين متاعكم؟ قال: إن لنا بيتاً نوجه إليه صالح متاعنا وليس هذا. قال: لا بد لك من متاع ما دمت هاهنا. قال أبو ذر : إن صاحب المنزل لا يدعنا فيه، لا بد أن يأخذه منا ويأخذنا منه يوماً من الأيام].

وقد حصر الله الدنيا في هذه الأشياء الخمسة: لعب، ولهو، وزينة، وتفاخر، وتكاثر، ثم مثلها بمثل الغيث إذا نزل على الأرض الميتة، ثم أنبتت ثم اصفر نباتها، ثم تحطم وصار هشيما تذروه الرياح، وختم القول ببيان من هذه حاله بأنه متاع الغرور..

كما قال أحدهم الدنيا كلها قليل . ونصيبك من القليل قليل . وصفا قليل القليل من المنغصات أقل القليل .. 

إنها قليل من قليل من قليل فلا تهدم الآخرة بمتاع من الدنيا قليل ..

فلو استشعرنا وأيقنا بحقارتها وقلتها وحقيقتها والله لما تقاتلنا حتى على عود الأراك 

فالموفق من أخرج حب الدنيا من قلبه وجعل حبه لربه فما متاع الحياة الدنيا إلا قصير 

نسأل المولى بمنه وكرمه أن يخرج حب الدنيا من قلوبنا فمن خالط حب الدنيا قلبه كاد يهلك

 

يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك

 

والحمد لله ..

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

0

متابعهم

3

مقالات مشابة