من قال هذا الذكر أحبه الله وثقَّل ميزانه يوم القيامة ‘‘سبحان الله وبحمده‘‘

من قال هذا الذكر أحبه الله وثقَّل ميزانه يوم القيامة ‘‘سبحان الله وبحمده‘‘

Rating 5 out of 5.
2 reviews

فضل قول "سبحان الله وبحمده" من القرآن والسنة

مقدمة

الذكر هو حياة القلوب، وراحة النفوس، وزاد المؤمن في رحلته إلى الله تعالى. ومن أعظم الأذكار التي ورد فضلها في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة قول المسلم: "سبحان الله وبحمده"، وهي كلمات يسيرة على اللسان، عظيمة في الميزان، محبوبة إلى الرحمن. وفي هذه المقالة سنتعرف على مكانة هذا الذكر المبارك، وما ورد فيه من فضائل عظيمة، وكيف يمكن أن يكون سببًا في رفعة الدرجات ومغفرة السيئات ومقربة للرحمن .

معنى "سبحان الله وبحمده"

كلمة "سبحان الله" تعني تنزيه الله عز وجل عن كل نقص أو عيب، وإثبات الكمال له سبحانه في أسمائه وصفاته وأفعاله.

أما "وبحمده" فهي إثبات الحمد الكامل لله تعالى، أي الثناء عليه بما هو أهله، فهو المستحق للحمد على كل حال، في السراء والضراء، في العطاء والمنع، فهو سبحانه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.

إذن فقول العبد "سبحان الله وبحمده" يجمع بين التنزيه لله و الثناء عليه، وهو من أكمل أنواع الذكر.

فضل "سبحان الله وبحمده" في السنة النبوية

1. غفران الذنوب

ثبت في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ أنه قال:

"مَن قال سبحان الله وبحمده مائة مرة في يومه، غُفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر" [رواه البخاري ومسلم].

وهذا يدل على أن هذا الذكر سبب لمغفرة الذنوب مهما عظمت، بشرط إخلاص النية وحضور القلب.

2. ثقله في الميزان

image about من قال هذا الذكر أحبه الله وثقَّل ميزانه يوم القيامة ‘‘سبحان الله وبحمده‘‘

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قال ﷺ: "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم" [متفق عليه].

فالعبد يوم القيامة يحتاج إلى ما يثقل ميزانه بالحسنات، وليس هناك أعظم من كلمات يحبها الله ويثقل بها الميزان.

3. بناء القصور في الجنة

image about من قال هذا الذكر أحبه الله وثقَّل ميزانه يوم القيامة ‘‘سبحان الله وبحمده‘‘

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

جاء في بعض الأحاديث أن الذكر عمومًا، ومنها "سبحان الله وبحمده"، سبب لبناء غراس الجنة. فالذكر هو زاد المؤمن في الدنيا، وثمرته تكون قصورًا وأشجارًا في الجنة.

إشارات من القرآن الكريم

القرآن الكريم لم يرد فيه النص المباشر بقول "سبحان الله وبحمده"، لكنه حث على التسبيح والحمد في مواضع كثيرة، منها قوله تعالى:

﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ﴾ [ق: 39].

﴿وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَـٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ﴾ [الإسراء: 44].

وهذا يدل على أن التسبيح بحمد الله عبادة عظيمة لا تنقطع، تشترك فيها المخلوقات كلها، فكيف يغفل عنها الإنسان الذي كرمه الله بالعقل والبيان؟

أثر هذا الذكر في حياة المسلم

يملأ القلب طمأنينة ورضا.

يبعد عن العبد وساوس الشيطان.

يجعل اللسان رطبًا بذكر الله بدلًا من الغفلة.

يذكر المسلم بضعفه وحاجته الدائمة إلى ربه.

قصة مع "سبحان الله وبحمده" والرزق

كان رجلٌ فقيرًا يمر بضيق شديد في رزقه، فدخل يومًا إلى المسجد وهو مهموم، فجلس بجانب شيخ كبير يردد بصوت خافت: "سبحان الله وبحمده، سبحان الله وبحمده...". فسأله الرجل: "يا عم، لماذا تكثر من هذا الذكر؟"

ابتسم الشيخ وقال: "يا بني، علّمني رسول الله ﷺ أن هذا الذكر يغفر الذنوب ويثقل الميزان، وهو أيضًا سبب لبركة العمر والرزق. فالعبد إذا أكثر من تسبيح الله وحمده، فتح الله له أبواب الخير من حيث لا يحتسب."

عاد الرجل يردد الذكر بقلب حاضر ولسان رطب، حتى صار ديدنه في الصباح والمساء. ومع الأيام، بدأ يشعر براحة في قلبه، وانشرح صدره، ورزقه الله من حيث لم يكن يتوقع: عملًا جديدًا، ومحبة من الناس، وسعة في ماله بعد ضيق.

ففهم أن الرزق لا يُقاس فقط بالمال، بل بالبركة في العمر، والطمأنينة في القلب، والزيادة في الخير.

 العــــــــبرة :
قول "سبحان الله وبحمده" سبب لمغفرة الذنوب، وزيادة الحسنات، وفتح أبواب البركة في الرزق والحياة، كما ورد عن النبي ﷺ: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب"، والذكر من أعظم أبواب الاستغفار والقرب من الله.

كيف نُحيي هذا الذكر في حياتـــنا ؟

تخصيص أوقات ثابتة لقول "سبحان الله وبحمده"، مثل اذكار الصباح والمساء.

ترديدها أثناء المشي أو قيادة السيارة أو انتظار شيء ما.

تعليم الأطفال هذا الذكر ليشبوا على حب ذكر الله.

خـــــــاتمة

إن قول "سبحان الله وبحمده" ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو عبادة عظيمة تحمل في طياتها معاني التوحيد والتسبيح والشكر. وهي مفتاح لمغفرة الذنوب، وسبب لمحبة الله، وزينة لميزان العبد يوم القيامة. فلنحرص على أن يكون لساننا رطبًا بهذا الذكر، عسى أن نكون من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات الذين أعد الله لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

5

followings

4

followings

1

similar articles
-