
حب النبي باتباع النبي وليس باتباع بدع المولد النبوي
حب النبي باتباع النبي وليس باتباع بدع المولد النبوي
يحتفل كثير من الناس في شهر ربيع الأول بما يُعرف بـ"المولد النبوي"، فيقيمون الاحتفالات ويظهرون الزينة، وربما ينشدون الأناشيد ويتبادلون الحلوى. ورغم أن النية في ظاهرها تعظيم النبي ﷺ، إلا أن الحب الحقيقي للنبي لا يُقاس بهذه المظاهر، وإنما بالاتباع الصادق لسنته، والعمل بما جاء به.
معنى محبة النبي ﷺ
المحبة الصادقة للنبي تعني طاعته فيما أمر، واجتناب ما نهى عنه، وتصديق ما أخبر به، وألا يُعبد الله إلا بما شرع. قال الله تعالى:
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31].
فالآية الكريمة جعلت علامة المحبة الصادقة لله ورسوله هي الاتباع، لا مجرد الادعاء أو الابتكار في الدين.
بدع المولد النبوي
لم يُعرف عن الصحابة الكرام، ولا عن التابعين، ولا عن الأئمة الأربعة أنهم احتفلوا بالمولد النبوي، مع أنهم كانوا أشد الناس حبًا له ﷺ وتعظيمًا لسنته. وإنما ظهرت هذه البدعة بعد القرون المفضلة بقرون عديدة.
وقد قال النبي ﷺ:
"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" (رواه البخاري ومسلم).
أي أن كل عبادة لم يشرعها الله ولا رسوله فهي مردودة على صاحبها مهما كانت نيته حسنة.

كيف نُظهر حبنا للنبي ﷺ؟
إذا أردنا حقًا أن نُظهر محبتنا للنبي، فلنلتزم بما يلي:
اتباع سنته ﷺ في العبادات والمعاملات والأخلاق.
الإكثار من الصلاة والسلام عليه امتثالًا لقوله تعالى:
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
تعلم سيرته العطرة ونقلها للأبناء ليقتدوا به في حياتهم.
العمل بسنته في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
إحياء ما اندثر من سننه العملية والأخلاقية في واقعنا.
خطورة البدع في الدين
البدع في حقيقتها تُضعف السنة، وتُبعد الناس عن العمل بما شرع الله ورسوله. فإذا اكتفى الناس بالاحتفال بالمولد على أنه علامة محبة، فقد يغفلون عن جوهر المحبة الحقيقي وهو الطاعة والاتباع.
ولذلك كان السلف يحذرون من البدع أشد التحذير، لأنها تبدأ صغيرة ثم تكبر حتى تطغى على السنن.
المحبة الحقيقية تظهر في التطبيق
لقد ضرب الصحابة أروع الأمثلة في حب النبي ﷺ، لكنهم لم يحتفلوا بمولده يومًا واحدًا. كانوا يُظهرون حبهم له بالسمع والطاعة، والتضحية في سبيل الدعوة، ونشر الإسلام في أصقاع الأرض. وهكذا ينبغي أن يكون حبنا اليوم: اتباع بلا ابتداع، عمل لا ادعاء.
الخلاصة
إن محبة النبي ﷺ لا تعني إقامة احتفالات لم يشرعها الله، بل هي التزامٌ بطاعته، وتمسكٌ بسنته، وإحياءٌ لهديه في حياتنا. وكل بدعة في الدين مردودة، أما السنة فباقية ما بقي الإسلام. فلنكن صادقين في محبتنا، ولنجعل اتباعه سبيلنا إلى رضا الله والفوز بالجنة.