قصة يوسف عليه السلام كاملة

قصة يوسف عليه السلام كاملة

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

قصة يوسف عليه السلام كاملة

 

 

تُعدّ قصة النبي يوسف عليه السلام من أروع قصص الأنبياء التي وردت في القرآن الكريم، فهي تحمل بين طيّاتها دروسًا وعِبَرًا عظيمة لأولي الألباب، وتؤكد صدق ما جاءت به الكتب السماوية السابقة. وقد خُصِّصت لها سورة كاملة هي سورة يوسف، وذُكر اسم يوسف عليه السلام في القرآن الكريم ستًّا وعشرين مرة، منها أربعٌ وعشرون مرة في هذه السورة المباركة.

 

لنبدأ

………………………………………………………………………

الفصل الأول: الرؤيا التي غيّرت القدر

في ليلة هادئة، بينما النجوم تلمع في السماء، رأى يوسفُ الصغير رؤيا غريبة ومذهلة... رأى أحد عشر كوكبًا، والشمس والقمر يسجدون له!
هرع يوسف إلى والده يعقوب عليه السلام، يقص عليه ما رأى بعينين تلمعان بالدهشة. ابتسم الأب الحكيم، واحتضن ولده بحنان، وقال له بلطف:

> "يا بني، لا تقصص رؤياك على إخوتك، فيكيدوا لك كيدًا، إن الشيطان للإنسان عدوّ مبين."

لكن الخبر انتشر كالنار في الهشيم بين الإخوة، وغلت قلوبهم بالحسد والغيرة، فبدأوا يدبّرون مؤامرة ستقلب حياة يوسف رأسًا على عقب...

وهنا... تبدأ أول شرارة في رحلة يوسف المليئة بالابتلاءات والمعجزات.


فإلى أين ستأخذه أيدي الغدر؟

---

الفصل الثاني: البئر المظلم

تظاهر الإخوة بالودّ والمحبة، وألحّوا على والدهم أن يرسل يوسف معهم ليلعب. وبعد ترددٍ، وافق يعقوب، وهو يوصيهم بحذرٍ شديد.
لكن ما إن ابتعدوا عن البيت، حتى تغيّرت الوجوه... واشتعلت نار الغيرة في القلوب. أخذوا يوسف البريء إلى بئرٍ عميق، وهناك، دون رحمة، ألقوه في الظلام!

جلس يوسف وحيدًا في قاع البئر، يسمع صدى بكائه يرتدّ إليه...
وفي تلك اللحظة، أضاء الإيمان قلبه، فقال في نفسه:

> "إن ربي معي، وهو لن يضيعني."

وفي المساء، عاد الإخوة إلى أبيهم، وقد لطخوا قميص يوسف بالدم الكاذب، وقالوا بصوتٍ متباكٍ: "أكله الذئب!"
لكن يعقوب، بعين الأب وبصيرة القلب، قال:

> "بل سوّلت لكم أنفسكم أمرًا، فصبرٌ جميل، والله المستعان."

وفي البئر المظلم... كانت عيون السماء تراقب، وتدبير الله يعمل في الخفاء.


فهل يكون هذا البئر بداية النهاية أم بداية المجد؟

---

الفصل الثالث: من البئر إلى القصر

مرت قافلة من التجار قرب البئر، فأرسلوا أحدهم ليستقي الماء... وما إن أنزل دلوه حتى عاد يصرخ مدهوشًا:

> "يا بشراي! هذا غلام!"

فرح التجار بما وجدوه، وباعوه بثمنٍ بخس، وهم لا يعلمون أن هذا الغلام سيصبح يومًا سيدًا في أرض مصر!
اشتراه رجل عظيم من مصر، هو **العزيز**، وقال لزوجته:

> "أكرمي مثواه، عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدًا."

وهكذا، بدأت حياة يوسف الجديدة في قصرٍ فخم... لكنه لم يكن يعلم أن هذا القصر سيشهد أعنف فتنة في حياته.

وفي زوايا القصر، كانت العيون تراقب، والقلوب تُفتن…


فما الذي ينتظره بين الجدران المزخرفة؟

---

الفصل الرابع: الفتنة العظيمة

كبر يوسف، واشتدّ عوده، وازداد جماله وبهاؤه حتى فُتن به كل من رآه.
وذات يومٍ، أغلقت زوجة العزيز الأبواب، وقالت له بصوتٍ متلهف:

> "هيت لك!"

ارتجف المكان بصوتها، لكن قلب يوسف امتلأ بنور الإيمان، وقال بثبات:

> "معاذ الله! إنه ربي أحسن مثواي، إنه لا يفلح الظالمون."

حاولت الإمساك به، فركض نحو الباب، فتمزق قميصه من الخلف... وفجأة فُتح الباب، فإذا بالعزيز أمامهما!

بادرت المرأة باتهامه، لكن الله أظهر الحقيقة حين تبيّن أن قميص يوسف قد مُزق من الخلف، فبرأه العزيز.
ومع ذلك، صار الخبر حديث نساء المدينة، وبدأت الفتنة تكبر...

وفي قلب القصر، كانت عاصفة الشهوة والكيد تتأجج من جديد.


فهل سينجو يوسف من هذه النار؟

---

الفصل الخامس: السجن طريق إلى العزة

جمعت امرأة العزيز نساء المدينة في مجلسٍ فاخر، وقدّمت لهن الفاكهة والسكاكين، ثم دعت يوسف للدخول...
وما إن رأينه حتى صُدمن بجماله، وقطّعن أيديهن دون أن يشعرن!
قالت المرأة بثقةٍ وغرور:

> "فذلك الذي لمتنّني فيه! ولئن لم يفعل ما آمره ليسجننّ وليكونًا من الصاغرين!"

اختار يوسف طريق الطهارة على طريق الهوى، ورفع يديه إلى السماء قائلًا:

> "ربِّ السجن أحبّ إليّ مما يدعونني إليه."

فاستجاب الله له، ودخل يوسف السجن، وهو يعلم أن في كل محنة منحة...
وفي السجن، بدأ فصل جديد من قصته العجيبة.

وفي ظلمة الزنزانة، كان النور يقترب أكثر فأكثر…


فهل سيكون السجن بابًا للحرية؟

---

الفصل السادس: من السجن إلى القصر من جديد

في السجن، أحب الناس يوسف لحكمته وصبره، وصاروا يلجأون إليه في تفسير أحلامهم.
وحدث أن رأى الملك رؤيا أرّقته، فلم يجد من يفسرها... حتى تذكر أحد خدامه يوسف!

جاءه الحارس مسرعًا، ففسّر يوسف الرؤيا بأنها سبع سنوات رخاء، تليها سبع سنوات من الجفاف، وأوصى بتخزين الطعام استعدادًا لتلك السنين.
أعجب الملك بعقله وحكمته، وطلب لقاءه، لكن يوسف رفض الخروج حتى تظهر براءته كاملة.

وبعد التحقيق، اعترفت امرأة العزيز بذنبها، وقالت:

> "الآن حصحص الحق، أنا راودته عن نفسه، وإنه لمن الصادقين."

خرج يوسف مكرّمًا مبرّأ، وعيّنه الملك على خزائن مصر.
لقد خرج من السجن إلى القصر، ومن العبودية إلى القيادة.


لكن هل انتهت القصة هنا؟ لا… فالقَدَر يُخفي اللقاء المنتظر!

---

الفصل السابع: اللقاء المدهش

حلّ القحط في بلاد كنعان، وجاء إخوة يوسف إلى مصر يطلبون الطعام.
لم يعرفوه، لكنه عرفهم، فاختبرهم بلطف، وطلب منهم أن يحضروا أخاهم الصغير في المرة القادمة.

عادوا إلى أبيهم، وأخبروه، فوافق بحذر.
وعندما عادوا بأخيهم، احتضنه يوسف سرًا، وأخبره بالحقيقة. ثم دبّر أمرًا ليبقيه معه، فوُجد صواع الملك في رحله، واتُّهم بالسرقة!

توسل الإخوة إلى يوسف أن يأخذ أحدهم بدلًا عنه، لكنه رفض.
عادوا إلى أبيهم منكسرين، فأصيب بالحزن، لكنه قال بثقةٍ المؤمن:

> "يا بنيّ، اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه، ولا تيأسوا من روح الله."

وفي مصر... كان القدر يتهيأ لواحدٍ من أعظم اللقاءات في التاريخ.
 

هل سيعرف الإخوة الحقيقة؟ وهل سيغفر يوسف؟

---

الفصل الثامن: النهاية التي تبكي القلوب

عاد الإخوة إلى مصر للمرة الثالثة، متوسلين ليوسف أن يرحمهم.
ابتسم يوسف، ونظر إليهم بعينٍ يغمرها الحنين، وقال:

> "هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون؟"

تجمّدوا في أماكنهم، وتهدّجت أصواتهم:

> "أإنك لأنت يوسف؟!"
> قال:
> "أنا يوسف، وهذا أخي، قد منّ الله علينا، إنه من يتقِ ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين."

غمرهم الندم، لكن يوسف قابل الإساءة بالعفو، وقال:

> "لا تثريب عليكم اليوم، يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين."

أرسل قميصه إلى أبيه، وما إن أُلقي على وجه يعقوب حتى عاد إليه بصره، وها هو الآن يسافر إلى مصر ليرى ابنه الحبيب بعد سنين طويلة من الفقد!

وفي قصر مصر، اجتمع شمل العائلة، وخرّ الإخوة سجودًا شكرًا لله.
رفع يوسف بصره إلى السماء وقال بخشوع:

> "رب قد آتيتني من الملك، وعلّمتني من تأويل الأحاديث، فاطر السماوات والأرض، أنت وليي في الدنيا والآخرة، توفني مسلمًا وألحقني بالصالحين."

وهكذا... انتهت رحلة يوسف من البئر إلى القصر، ومن المحنة إلى المنّة، ومن الحزن إلى السعادة الخالدة.
 

*رحلة تُعلّمنا أن الصبر مع الإيمان يصنع المعجزات.*

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

9

متابعهم

6

متابعهم

3

مقالات مشابة
-