
أسرار لاول مرة تعرفها عن آية الكرسي… تاج القرآن وحصن المؤمن
أسرار لاول مرة تعرفها عن آية الكرسي… تاج القرآن وحصن المؤمن

آية الكرسي ليست مجرد آية تُتلى في الصلاة أو تحفظها الألسنة منذ الصغر، بل هي **أعظم آية في كتاب الله**، سرّ من أسرار الحماية والسكينة، وكنزٌ من كنوز الإيمان، اجتمع فيها توحيد الله وأسماؤه وصفاته وجلاله وكماله. إنها الآية التي تقف عندها الأرواح خاشعة، والقلوب مدهوشة بعظمة الله سبحانه وتعالى.
لماذا سُمّيت بآية الكرسي؟
سُميت بهذا الاسم لورود كلمة **“الكرسي”** فيها، وهو موضعٌ عظيم يدلّ على سلطان الله وعظمته. قال تعالى: *"وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم"** (البقرة: 255)
والمعنى أن ملك الله وسلطانه يحيط بكل شيء، وأن تدبيره يسع الكون كله. والكرسي في اللغة رمزٌ للثبات والعظمة، فكيف بكرسي الله الذي وسع السماوات والأرض؟!
سرّ عظمتها كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم
روى مسلم في صحيحه عن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله:
*«يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟»*
قال: قلت: الله ورسوله أعلم.
قال: *«الله لا إله إلا هو الحي القيوم...»* حتى أتمها.
فقال النبي : *«ليهنك العلم يا أبا المنذر، والذي نفسي بيده إن لها لسانًا وشفتين تقدّس الملك عند ساق العرش»*.
فهي آيةٌ تتحدث عن الله وحده: حيّ لا يموت، قيوم لا ينام، عليّ لا يُغلب، عظيم لا يُدرك كنهه أحد.
الأسرار الخفية في معاني آية الكرسي
1. **سرّ التوحيد الكامل:
تبدأ الآية بـ **“الله لا إله إلا هو”**، أي لا معبود بحق إلا الله، وهو أصل العقيدة ولبّ الدين. كل ما بعدها تفصيلٌ لهذا التوحيد العظيم.
2. **سرّ الحياة الأبدية:**
قوله تعالى **“الحي القيوم”** يدل على أن الله هو الحي الذي لا يموت، القائم على أمر خلقه، فلا ينام ولا يغفل. وهذه الكلمات تجمع بين الحياة الكاملة والقدرة المطلقة.
3. **سرّ العلم الإلهي:**
**“يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم”** أي يعلم كل شيء في الماضي والحاضر والمستقبل، فلا يخفى عليه خافية.
4. **سرّ الحفظ والرعاية:**
**“ولا يؤوده حفظهما”** أي لا يثقل عليه حفظ السماوات والأرض، فهو القادر الذي لا يعجزه شيء.
5. **سرّ الجلال والعظمة:**
**“وهو العلي العظيم”** ختام الآية يربط القلب بخشوع، فالله هو العلي بذاته وصفاته، العظيم في سلطانه وقدرته.
آية الكرسي… الحصن الأعظم للمؤمن
من أعظم أسرار آية الكرسي أنها **حرز من الشيطان والشرور**. فقد ورد في حديث صحيح أن الشيطان قال لأبي هريرة رضي الله عنه: *«إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح».* فأخبر النبي ﷺ أنه صدق رغم أنه كذوب.
وهذا دليلٌ على أن من قرأها في الصباح والمساء، أو قبل نومه، كان في حفظ الله وأمانه، تحيط به ملائكة الرحمة، وتُبعد عنه وساوس الشيطان.
أسرارها في الحياة اليومية
* من قرأها **بعد كل صلاةٍ مكتوبة**، كان بينه وبين الجنة الموت فقط، كما جاء في الحديث الشريف.
* تُقال عند **الخوف أو القلق أو الوحدة**، فتمنح القلب طمأنينة وسكينة عجيبة.
* تُقرأ **عند الخروج من البيت** فتحفظ الإنسان في طريقه، و**قبل النوم** لتكون له وقاية من الكوابيس والهموم.
* من داوم عليها في **بيته**، فرّ منه الشيطان، وأشرقت فيه السكينة.
*لماذا تُعد آية الكرسي تاج القرآن؟
لأنها جمعت بين **أسماء الله وصفاته العُليا** في آيةٍ واحدة: الحي، القيوم، العلي، العظيم، العليم، القادر، الحافظ، الرحمن.
هي تاج القرآن لأنها تُظهر ملك الله الكامل، وقدرته على تدبير الكون، وتُربي في النفس تعظيم الخالق والثقة المطلقة به.
من يتأملها بقلبه، يدرك أن كل شيءٍ في الكون قائم بأمر الله، وأن لا ملجأ منه إلا إليه، فيعيش مطمئنًّا، متوكلًا، راضيًا بقضائه.
الخــــاتمــــة
آية الكرسي ليست مجرد آية نقرأها، بل **عهدٌ بيننا وبين الله** بالحفظ والإيمان. من واظب على تلاوتها بصدقٍ ويقين، عاش في كنف الله وأمانه، محاطًا بنوره ولطفه.
هي آيةٌ من نور، من تلاها عاش مطمئنًّا، ومن تدبرها ازداد يقينًا، ومن حفظها حُفظ من كل شر.
فاحرص أن تجعلها وردك اليومي صباحًا ومساءً، فهي **سرّ الحماية، ومفتاح الطمأنينة، وتاج القرآن العظيم-