*** أصول المُعاشرة الزوجية .. والحقوق العاطفية لكلا الزوجين *** ( 5 )
بســـم الله الرحمـــن الرحيـــم
تكملة الجزء الرابع
*** أصول المُعاشرة الزوجية .. والحقوق العاطفية للمرأة والرجل *** ( 5 )
( الجزء الخامس )
.. المصدر الصحيح والسليم ..
لاشك أن هناك خللاً فى التعريف بهذه المواضيع الحرجة الشائكة ..
فنحن نُحيط هذا الأمر بستار من الغموض الرهيب ، وبحاجز عالى ..
فنجد الولد أو البنت لا يكادان يعرفان شيئاً عن هذا الأمر ،
وفى هذه الحالة كثيراً ما يأخذون المعلومات من أصدقائهم الذين ربما كانوا أكبر منهم أو أعرف منهم ،
وغالباً ما تكون هذه المعلومات غير سليمة ، بل وتصل إلى حد المجلات والأفلام الإباحية ،
فالأولى بنا أن نُعِّرف أبناءنا ونعطيهم المعلومات الصحيحة وبطريقة صحيحة ،
كما ذكرت فى أول الكلام .....
أن يُعطىَ هذا بصورة جدية ، وفى جو من الجدية والأدب التام والملتزم ،
إنما هذا الجو من الرهبة ومن الغموض والتكتم الشديد ..
وظن العيب فيما ليس هو بـ عيب !!
هو الذى ينَّشئ هذا النوع من الأولاد والبنات ؛
الذين لا يعرفون شيئاً ،
وإذا عرفوا ..
فإنهم يعرفون أشياء غير مستقيمة وغير سليمة .
ومن ضمن المفاهيم الخاطئة ، والتى يجهلها الغالبية
حتى المتزوجين منهم ...
النقطة الهامة الآتية :
هل للمرأة الحق ؛ إذا دعت زوجها .. أن يستجيب لها !!؟
المفروض على المرأة أنها هى التى تدعو زوجها .. نعم ..
ومن حقها أن تطلب هذا بنفسها ، وإن كانت المرأة تستحى من هذا ..
وللأسف ، فبعض الرجال يعتبرون طلب المرأة لهذا .. شئ من الفجور ..
فهذا لا يفهم ، غير إن هذا دليل قاطع على صدق رغبتها فيه ، فلا مانع أبدأ ..
والمرأة عادة لا تطلب بلسانها ، لا تطلب بلسان المقال ، وإنما تطلب بلسان الحال ،
فهى تتهيئ بالأسباب التى تجعله يفهم
– ده إذا كان عنده شئ من الفهم –
فالمرأة لها حق والرجل له حق ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ) ..
ولذلك لما رأى سيدنا رسول الله " عليه وعلى آله الصلاة والسلام "
بعض الصحابة يشتغل بالصيام والقيام وتلاوة القرآن ؛ ويترك امرأته ،
مثل عبد الله بن عمرو .. حينما زوَّجه أبوه امرأة ، ثم ذهب يسأل عن زوجة ابنه ،
فقال لها : كيف عبد الله معك ، قالت له : هو صائم بالنهار قائم بالليل ،
فذهب للرسول " عليه وعلى آله الصلاة والسلام " فجاء به
وقال له : ( يا عبد الله .. ألم أُخبَر أنك تصوم النهار وتقوم الليل ) !
قال : ( بلى يا رسول الله ، وما أردت بذلك إلا الخير )
قال له : ( صُم ثلاثة أيام من كل شهر ) قال له : أستطيع أكثر من ذلك ،
فقال : ( صُم يوماً وافطر يومين ) ،
قال له : أستطيع أكثر من ذلك ،
قال : ( عليك بأحب الصيام إلى الله .. صيام داود ..
كان يصوم يوماً ويفطر يوماً ، ينام بعض الليل ويقوم بعض الليل )
ثم قال له : ( فإن لبدنك عليك حقاً ، وإن لأهلك عليك حقاً
- يعنى لزوجتك - ،
وإن لعينك عليك حقاً ، وإن لزورك عليك حقاً ) .
فهذا التوازن ، هو الذى جاء به الإسلام .
وعندما جاءت امرأة إلى سيدنا عمر " رضى الله عنه وأرضاه " ،
تقول له : زوجى يصوم النهار ويقوم الليل ،
فقال لها : ( نِعمَ المرأة أنتِ ، نِعمَ ما أثنيتِ على زوجك ) ،
وكان أحد الصحابة جالس ؛ اسمه " كعب بن سوار " ،
فقال له : يا أمير المؤمنين ؛ إنها تشكو إليك زوجها ،
قال : أما وقد فهمت عنها ، فاقضِ بينهما ،
فقال له : لنفترض أن الرجل له أربع زوجات ، فالمرأة لها فى كل أربع ليالى ليلة ..
وهذا هو الحد الأدنى فقال : والله ما قضاؤك. فى شأنهما بأعجب من فهمك لشكواها ؛ وولاه القضاء .
فمعـــنى هـــذا :
أن المرأة لها حق على زوجها ..
فينبغى على الزوج أن يراعى حق امرأته فى هذه الناحية ..
فهـو حـق أى أنثـى ..
الحـق الفطـرى .
..................................................................................................................................................................
وإن شـــــاء الله ..
للحديث بقية .. إن كان فى العمر بقية .