"مع الانبياء و الرسل " ما قبل الانسان
ان الاسلام اخر الاديان السماويه نزولا ، فاذا اتجهنا اليه ، في نظره كليه لنري فيه الصله بين الكون وما وراء الكون ، اي ان بين الله والعالم ، بين الخالق و المخلوق ، بين الكون والمكون .. فنري نظرته الي الكون المادي و الكون الحسي و الكون الاجتماعي و الكون الاخلاقي ، ونحن في رحاب الكون نحتاج الي معرفه زواياه واركانه ، ماديه كانت او روحيه ، ونحتاج الي معرفه صلته بما وراءه ، مما هو فوق الطبيعه ، ونحن سنبتعد كل البعد عن الخرافات والاساطير والاوهام ، وانما سندرس الامر من منابعه الاصليه وهي القرءان الكريم و السنه النبويه الشريفه.
ونبدأ اول ما نبدأ من ذلك الابتداء الطبيعي العادي النظري هو ان هذا الكون لم ينشأ صدفه ولم يكون اتفاقا ولا مصادفه ، اننا نحن نشاهد الترابط بحيث يمكن ان يقال في يقين جازم ان الكون كله سماواته و ارضه وما بين السماوات و الارض ، ان الكون بحاره ومحيطاته وانهاره و جباله.
ان جميع اجزاء الكون تؤلف وحده كامله مترابطه هذا الكون المترابط في ملايين الجزيئات ينفي في تأكيد مؤكد فكره الطبيعه العمياء او فكره المصادقه و الاتفاق.
ونبدأ الحديث بمساله وجود الله سبحانه و تعالي
فيقول الله سبحانه و تعالي
( فلينظر الانسان الي طعامه ان صببنا الماء صبا ثم شقننا الارض شقا ، قانبتنا منها حبا وعنبا وقضبا ، وزيتونا ونخلا وحدائق غلبا وفاكهة وابا كتاعا لكم ولانعامكم )
انظر الي الترابط بين السماء والارض ، وبين الماء والنبات في قول الله تعالي ( الم تر ان الله انزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الارض ثم يخرج به زرعا مختلف الوانه ، ثم يهيج فتراه مصفرا ، ثم يجعله حطاما ، ان في ذلك ذكري لاولي الالباب )
هذا الترابط بين بلاايين اجزاء الكون الذي يعتبر دليلا باهرا علي وجود الله وانما هو غاني علي حد تعبير الفلاسفه اي ترابط له غايه ، انه ليس مجرد فقط ترابط بل هو ترابط هادف فيه القصد و فيه الغايه من اجل ذلك اعتبر هذا دليلا علي وجود الله وذلك ان كل ما في العالم مقصود لا دخل للاتفاق فيه