لماذا أقدّم لابني في المعاهد الأزهرية ؟
ما أجمل العمل في صمت.. بعيدا عن الناطرين🕶
بعيدا عن الحاقدين.. بعيدا عن الحاسدين..
طلاب أزهرنا الشريف..
درسوا مواداً شق على أقرانهم تحملها.. وحملوا قرآنا في زمن لا يحمد فيه حامله.. ونالو شرف الدفاع عن الإسلام متحضرين بأزهرنا الشريف ومحتضرين لتعاليمه السمحاء.. فدرسوا الحديث وعلومه، والتفسير وفروعه، والفقه وأصوله، وجعلوا من مسائل العقيدة أملا في زيادة أعداد المسلمين، فبها تتضح الأمور ويجيء المستور، فيصبح سهلا على المشكك التراجع، وعلى المتكبر التواضع.. فما أجمله من شرف!
ولم تكتف علومهم على الشرعية فحسب، بل زادت اللغةُ جمالا بهم وأزهرت بأزهريتم.. فدرسوا النحو بشدته، والصرف بعلته، والبليغ بمتعته، وجعلوا من النصوص الشعرية مفراً يرتكنون إليها في أوقات فراغهم.
..وبذلك اُقترنت الدعوةُ باللغة، وصار للإسلام أهمية بالغة، فأصبح لدينا الآن في ربعه نابغُ ونابغة.
وباتت علوم الشرع واللغة كفيلة بأن تفضل طالب الأزهر على أقرانه وأعوانه من زملائه الذي يشترك معهم مقرراتِهم العلمية والأدبية الأخرى.
فهو طالب قويم اللسان.. سليم البيان.. فهيمُ القرآن.
فتلك الصفات لو اجتمعن في غيره،فحتما لن تجتمع كلهن!
فلو لم يكن للأزهرين مكانُ في منصات الإعلام بدافع التشجيع والتربيع.. فحسبهم بقلوبنا مكانا!
بارك الله في أزهرنا الشريف الذي كان منذ أبد الدهر مصونا للإسلام في كل بقعة ورقعه..فاستحق بها رفعة طابت لها قلوبُنا. ومبارك لكل من حقق مراد سعيه، وحصيل علمه، وجميل فهمه بدرجات لم تك لتفرق بين عزيمة فاقديها.
فما أفحم به الأزهريون من جهد وجد.. كفيل بأن نفتخر بهم على أي حال
فمن سخّر حياته لكتاب الله وفهم آياته يجد محاسن ذالك في حياته ، فييسر الله له أمره ، ويزيد الله له عمره ، ويوّفق الله له مسلكه وغايته
كما أنّ منهج الأزهر الشريف يقوم مبدؤه على تأصيل العقيدة في أذهان طلابه حتى في المستوى الجامعي ، فتجد طلاب الكليات العلمية مثلا كالطب والهندسة تتقرّر عليهم مناهجٌ شرعية كالحديث والتفسير . مع أن الظاهر أن هذه العلوم لن يستفيدَ منها المهندس أو الطبيب. ولكنّ الأزهر يريد أن يعلّم أبناءه أن الغاية الأساسية من طلب العلم هو نيل رضا الله تعالى لا جمع المال .. فيعْلم الطالبُ الأمانة مع هندسته والصدق مع طبه وبهذا يجمع بين علوم الدنيا والآخرة ويحقق غاية وجوده بنفع الناس واستعمار الأرض “ هُوَ الّذِي أَنشَأَكُم فِي الأَرضِ واستَعمَرَكُم فِيها ”
