معرفة الله بأسمائه وصفاته

معرفة الله بأسمائه وصفاته

0 reviews

بسم الله الرحمن الرحيم

معرفة الله بأسمائه وصفاته

       إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

 أما بعد:

    - فإنَّ العلماء رحمهم الله تعالى قالوا:" شرف العلم بشرف المعلوم" فكلما كان المعلوم به شريفا كان العلم به له منزلة وشرفًا فمثلا علوم القرآن من أشرف العلوم لأنه يتعلق بكلام الله عز وجل ومثلا علوم الحديث فإن يتعلق بحديث النبي صلى الله عليه وسلم  الذي هو وحي والعلم بالله  سبحانه  أشرف العلوم  والباريء سبحانه أشرف المعلوم  إذن العلم بالله سبحانه وأسمائه وصفاته أشرف العلم والله سبحانه  له الأسماء الحسنى والصفات العليا ومن صفات الله عز وجل الرحمة والعزة والقدرة والسمع والبصر والعلم والحكمة والرضا والغضب والنزول والمجيء والعينان واليدين والقدم والرجل.

      وكل هذا جاء في كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الصحيحة ومن القواعد عند أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات إثبات ما أثبته الله عز وجل لنفسه في كتابه وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل، كما قال الله تعالى -:{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى:11].

      وقال الله تعالى-:{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}[مريم:65].وقال الله تعالى-:{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}[الإخلاص:4].هذه الآيات تدل على أن أسماء الله  وصفاته ليست كصفات المخلوق وصفات الخالق تليق به  وصفات المخلوق تليق به فهو سبحانه لا يشبه أحد من خلقه ولا يشبهه أحد من خلقه فالله سبحانه لا شبيه له ومثيل ولا ندا له ولا مكافئا له ولا مساويا.

     والعلم بأسماء الله عز وجل وصفاته أشرف العلوم وهو يعين على معرفه الله سبحانه وتعالى ومحبته وطاعته والقرب منه عز وجل هو سبب لرضاء الله عز وجل على عبده وقربه منه ومحبته له فكيف يعبد العبد إلهًا وهو لا يعرفه فهذا هذا عيب كبير ولا يليق بالعبد المسلم بل يجب على العبد المسلم أن يعرف الله عز وجل بأسمائه وصفاته على ما يليق بجلاله ويتعلم ذلك من نصوص الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح كما جاء عن السلف في آيات الصفات وأخبارها قال:" أمروها على ظاهرها كما جاءت بلا تأويل" وفي رواية:"بلا كيف".

 وهذه صفات لله سبحانه على ما جاءت في الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح من الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين وتابعيهم بإحسان.

     وكما مرَّ أن أسماء الله وصفاته لابد من إثباتها على ما جاء في الكتاب والسنة لأنها توقيفيه ولا يجوز إثبات اسم أو صفة لم تأتي في الكتاب والسنة لأن أسماء الله عز وجل وصفاته توقيفية والعلم بالله سبحانه لابد له من وحي من الله عز وجل لأنه لا يعرف الله عز وجل إلا الله جل وعلا، كما قال الله تعالى-:{ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ }[البقرة:255]. وقال تعالى-:{وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا}[110].

 وإليك بعض هذه الأسماء و الصفات:

 إثبات صفة الرحمة لله تعالى

    ومن صفات الله سبحانه و تعالى صفه الرحمة فالله سبحانه من أسمائه الرحمن الرحيم كما قال الله تعالى -:{إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ}[النمل:30].  وقال تعالى -:{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ }[الفاتحة:3،2].

     فالرحمن الرحيم إسمان دالان على اتصافه سبحانه بصفه الرحمة الواسعة العظيمة التي عمت كل حي وسعت كل شيء وكتبها الله تعالى للمتقين ، كما قال الله تعالى-:{ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[الأعراف:157].

      فالرحمن رحمة عامة للمؤمن والكافر والبر والفاجر والرحيم رحمته خاصة بالمؤمنين، كما قال الله تعالى-:{وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}[الأحزاب:43].

     فهذه رحمته سبحانه خاصة بالمؤمنين والله سبحانه يرحم عباده وهو سبحانه يرحم عباده رحمة مع قوة ليس رحمته جل وعلا كما هي رحمة المخلوق يرحم مع ضعف والله عز وجل هو القوي العزيز الرحيم.

      والله جل وعلا رحمن رحيم رحمته واسعة أرحم بعبده من الوالدة بولدها، كما جاء على النبي صلى الله عليه وسلم قال:" للهُ أرْحَمُ بِعَبدهِ مِنَ الوَالِدَةِ بِولَدِها".

     ومن قواعد أهل السنة والجماعة أن كل اسم من اسماء الله تعالى يشتق له صفه تشتق منه من تلك الصفة  خلافا لما تقوله المعتزلة أنهم يقولون في أسماء الله تعالى أنها جميع أسماء الله تعالى جامده ولا يشتق منها صفه من الصفات كما فيقولون: عليم بلا علم سميع بلا سمع بصير بلا بصر.

    فالرحمن الرحيم اسمان من أسماء الله تعالى يدلان على الرحمة فالرحمان يدل على اسم وعلى ذات الله عز وجل ويدل على الرحمة وأنه يرحم عباده وليس في نصوص الوحي الكتاب والسنه لبس أو اشتباه أو تضليل أو تعميه بل تمر على ظاهرها من غير تأويل وهذا رد على المعتزلة الذين أضلهم الشيطان وأزاغهم عن الحق وهم يظنون أنهم ينزهون الله عز وجل عن مشابهه المخلوقات والله عز وجل لا شبيه ولا مثيل له ولا يشبه مخلوقاته هذا في ما يتعلق في إثبات صفه الرحمة لله عز وجل وانظر.شرح الاسمين الرحمن الرحيم الشيخ عبد الرزاق البدر

إثبات صفه الوجه لله تعالى

    الله سبحانه وتعالى له وجه كريم جميل يليق بجلال الله وعظمته لا يشبه وجه المخلوق و جاء في    إثبات صفه الوجه لله تعالى نصوص الكتاب والسنة ما يدل على إثبات صفه الوجه لله عز وجل وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ-:{ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَىٰ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} قال :"أعُوذُ بِوجْهِك "{أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا } قال:" أَعُوذُ بِوجْهِك" {وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} :"هذا أهْوَنُ – أَوْ هذا أيْسَرُ".وفي روايه:" أنَّهُ سَيَكُونَ". رواه البخاري.

      وفي هذا الحديث إثبات صفه الوجه لله عز وجل وجاء في الصحيح عن أبي هريرة  عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إنَّكُم سَتَرَوْن ربَّكُم يَوْم القيَامَةِ كمَا تَرَوْن القمَرَ لَيْلَةَ البَدْرِ لا تُضَامُون في رُؤْيَتهُ ". متفق عليه وذلك في عرصات القيامة وعند دخول الجنة يرونه المؤمنون.

      وجاء في الكتاب والسنة إثبات صفه الوجه بالله عز وجل وقال الله تعالى-:{ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ(26)وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ}[الرحمن:26،25]. وجاء في قوله تعالى -:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ }[يونس:26].عن النبي صلى الله عليه وسلم{وَزِيَادَةٌ ۖ } "هُو النَّظرُ إلى وجْهِ اللهِ عزَّ وجَلّ".

       والنظر الى وجه الله عز وجل في الجنة وهو أعظم نعيم أهل الجنة، كما جاء في الصحيح عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" جنتان من فضة آنيتها وما فيهما من فضة وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما من ذهب وما بين القوم وأن ينظروا إلى ربهم عزَّ وجَلّ إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن ". رواه البخاري ومسلم.

   وأنكرت الجهمية والمعتزلة النظر الى وجه الله عز وجل في الجنة وهو قول مخالف لنصوص الكتاب والسنة وإجماع السلف وهذه الأدلة على إثبات الوجه لله عز وجل وهو أعظم نعيم أهل الجنة. نسأل الله عز وجل أن يمتعنا بالنظر الى وجهه الكريم مع أوليائه من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين آمين.  

 إثبات صفه السمع والبصر

     الله عز وجل هو السميع البصير نثبت لله عز وجل صفه السمع والبصر، كما قال الله تعالى -:{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}[النساء:58]. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قرأ هذه الآية -:{ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} وأشار بأصبعه الإبهام والسبابة الى سمعه وبصره ". يعني: يثبت لله عز وجل السمع والبصر ولكن سمع الله عز وجل ليس كسمع المخلوق فالله سبحانه يسمع جميع الأصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات لا يختلط عليه سمع عن سمع ولا لغة عن لغة ولا تختلط عليه بل يسمع جميع الاصوات.

      أيضا: الله عز وجل هو البصير يبصر جميع المبصرات ويبصر دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء فيبصر نياط عروقها ومجاري الطعام في أعضائها والله عز وجل يبصر ظاهر الأرض كما يبصر ظاهرها ولا يحجب شيء عن بصره والله سبحانه وتعالى، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:" حِجَابُه النّورُ لوْ كَشَفهُ لأَحْرَقَت سُبُحَاتُ وجْهُهُ ما انْتَهى إلَيهِ بَصرُه مِن خَلقِهِ". متفق عليه.

      والله عز وجل لا يخفى عن بصره شيء فهو بكل شيء بصير وبكل شيء عليم ، كما قال الله تعالى -:{  إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ}[الملك:19]. وصفة السمع والبصر صفات كمال والإنسان له سمع وله بصر، كما قال الله تعالى -:{ إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}[الإنسان:2]. كما قال الله تعالى -:{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى:11].  

      فالله عز وجل له سمع وبصر يليق به والإنسان له سمع وبصر يليق به وصفات الخالق تليق به وصفات المخلوق تليق به والسمع والبصر صفات كمال وواهب الكمال أولى بالكمال من غيره، والله عز وجل هو الكامل في جميع صفاته سبحانه وتعالى. والله المستعان.

 إثبات صفة القدرة والعزة الله تعالى

     من أسماء الله تعالى العزيز القادر وهو القدير والمقتدر وله صفه القدرة قال الله تعالى -:{وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[آل عمران:189]. وقال الله تعالى -:{فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا}[النساء:149]. وقال الله تعالى-:{ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا }[الكهف:45]. فالقادر هو القادر على كل شيء والقدير صيغة مبالغة  والمقتدر أبلغ من القدير وقدره الله عز وجل ليست كقدره المخلوق فالله عز وجل يقدر ليس كقدرتنا ويعلم ليس كعلمنا ويسمع ليس كسمعنا ويرحم ليس كرحمتنا وغير ذلك من صفاته وأفعاله وأسمائه وانظر.شرح اسم الله القادر القدير المقتدر الشيخ عبد الرزاق البدر

      الله سبحانه وتعالى ليس كمثله شيء في جميع ذلك والقادر هو القادر على كل شيء وقدره الله عز وجل أنه جل وعلا يقدر على أمور لا يقدر عليه المخلوق وهو على كل شيء قدير.و من صفاته أنه على يقدر على خلق السماوات والأرض والإحياء والإماتة والايجاد والإعدام والقهر والنصر.

     وفقدرة  الله تعالى  أنه يقدر على ما لا يقدر عليه المخلوق فمن قدره الخالق عز وجل أنه قادر على خلق السماوات والأرض  والابتلاء  والمرض والشفاء والعافية وتفريج الهموم والكربات والنشأة الآخرة يوم القيامة  وتنعيم المؤمنين وتعذيب الكافرين والمجرمين في وغير ذلك من قدرته  الباهرة سبحانه التي جاءت في نصوص الكتاب والسنة ومن أسمائه العزيز: وهو الذي لا يغالب.-:{وَهُوَ اَلْعَزِيزُ اَلْحَكِيمُ}[الجاثية:37] وانظر.شرح اسم الله االعزيز الشيخ محمد بن صالح العثيمين 

       وجاء في الحديث عن عثمان ابن أبي العاص الثقفي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه له:" ضع يدك على الذي يؤلمك من جسدك وقل بسم الله ثلاثا وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ:  أعوذ بعزه الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر "رواه مالك ومسلم والترمذي.  والله قادر على كل شيء سبحانه .

      أما صفه العزة فالله عز وجل عزيز وله ومعنى العزة يعني: كمال  الامتناع وكمال القوة  والقدرة وكمال الغلبة. أنه لا يغالب ولا يقهر بل هو قاهر خلقه ولا يغلب من نصره الله عز وجل.

       وإبليس أقسم بعزة الله عز وجل أنه يغوي الخلق كلهم أجمعين إلا عباده  المؤمنين المخلصين ، وقال الله تعالى-:{ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ }[ص:83،82]. .وعزة الله عز وجل ثابته بنصوص الكتاب والسنة على ماذا يليق بجلال الله وعظمته.

 إثبات صفه العينين لله تعالى

      وقال الله تعالى -:{أَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا}[المؤمنون: 27]. وقال الله تعالى -:{وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي}[طه:39]. وقال الله تعالى-:{ وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ(13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ}[14،13]. يعني : أن السفينة تجري فوق الطوفان العظيم الذي أغرق به أمة نوح عليه السلام بمرآي منا على كلاءتنا وحراستنا وحفظنا.
 

   وفي سورة طه -:{وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي}[ طه:39]. يعني: على مرآي منا وكلاتي ومحبة وجاء عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" ذُكِرَ الدَّجَّالُ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقَالَ: إنَّ اللَّهَ لا يَخْفَى علَيْكُم، إنَّ اللَّهَ ليسَ بأَعْوَرَ -  وأَشَارَ بيَدِهِ إلى عَيْنِهِ - وإنَّ المَسِيحَ الدَّجَّالَ أعْوَرُ العَيْنِ اليُمْنَى، كَأنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ".متفق عليه. لكن ليس أعين الله عز وجل كأعيننا فعين الله تليق بجلاله وعظمته سبحانه  وجاء اللفظ  بصغة الجمع وهو يدل على التعظيم ولا يعني هذا أن الله سبحانه له أعين كثيرة على ما تدل عليه صغة الجمع -{بِأَعْيُنِنَا }أيضًا :أن أقل الجمع اثنتين وانظر كلام.إثبات العينين لله تعالى الشيخ العثيمين

إثبات صفه العلو لله تعالى

     فالله عز وجل فوق خلقه فوق سبع سماوات مستوي على عرشه، كما قال الله تعالى -:{إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ }الآية[آل عمران:55].

     وقال الله تعالى-:{ أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ(16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا ۖ فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ(17)}[الملك:17،16]. وغيرها من الآيات التي تثبت أن الله عز وجل فوق خلقه فوق سبع سماواته ،كما قال الله تعالى -:{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ ۖ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً } الآية [الأنعام:62]. وغيرها من الآيات الكثيرة التي تثبت أن الله عز وجل عالي على خلقه.

      وقد ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى:" أنّ علو الله تعالى على خلقه فيه ألف دليل “. وعلو الله على خلقه ثابت بالكتاب والسنة وإجماع السلف والفطرة والعقل وجاء عن سليمان عليه السلام أنه ذهب  ليستسقي لقومه فوجد نملة رفعت قوائمها الى السماء تدعو فرجع فقال:" لقد سقيتم “. وهذا دليل على الفطرة أن الله عز وجل في جهة العلو يعني فوق خلقه.

     وأنكرت الجهمية منهم بشر المريسي الكافر علو الله عز وجل وقد كفره أهل السنة وقالوا: أنه كافر زنديق وأنه سمع يقول في سجوده:" سبحان ربي الأسفل" نعوذ بالله من الضلال والكفر.

      وعن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه أنه جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أني آسف كما يأسف بني آدم وأنه كانت لي جارية ترعى الغنم فجاء الذئب فذهب ببعض غنمها فصككتها –وأنه أراد أن يعتقها - فقال النبي صلى الله عليه  وسلم :" أأتني بها" فلما  أتت سألها النبي صلى الله عليه وسلم فقال  :"أين الله".؟ فقالت:" في السماء. قال:" من أنا". قالت: أنت رسول الله. قال:" أعتقها فإنها مؤمنة".متفق عليه. وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء ". متفق عليه. والله عز وجل فوق سبع سماواته مستوي على عرشه وأنه في جهه العلو فوق الخلق سبحانه وتعالى.

 إثبات صفه المحبة لله سبحانه لأوليائه

      الله سبحانه يحب أوليائه من المؤمنين وأنه موصوف بصفة المحبة على ما يليق بجلاله وعظمته، كما قال الله تعالى-:{ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[البقرة:195]. وقال الله تعالى-:{ وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ }[آل عمران:164]. و قال الله تعالى -:{فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}[المائدة:54]. و قال تعالى-:{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }[آل عمران: 31]. وغيرها من الآيات.

       وجاء عن السلف أنهم قالوا: أن الله سبحانه يُحِبُّ ويُحَبُّ  وأنكرت الجهمية وقالت: أنّ الله  عز وجل لا يُحِبُّ ويُحَبُّ.  ومنهم الجهم بن صفوان والجعد بن درهم وقد قتلا بسبب اعتقادهما الكفري الضال  وأنكروا ان الله  تعالى اتخذ إبراهيم خليلا وكلم موسى تكليما عاملهم الله بما يستحقان. وغيرهم من الفرق الضالة  الذين أولوا صفة المحبة قالوا: إنما ذلك الرضى أو إرادة الإحسان أو الإكرام.

     وجاء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إذا أحب الله عبدا نادى جبريل يا جبريل إني أحب فلانًا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي جبريل  في السماء يا أهل السماء إن الله تعالى يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض". متفق عليه.

      وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:" إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ". رواه الترمذي وهو صحيح. والآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تدل على إتصافه سبحانه وتعالى بصفه المحبة كثيرة.

     والله سبحانه موصوف بثلاث أنواع من المحبة وهي:

   النوع الأول: الخلة. وهذه المحبة معناها: كمال المحبة  وهي أعلى أنواع المحبة وهذه خاصة بالخليلين إبراهيم ومحمد صلوات الله وسلامه عليهما، كما قال الله تعالى -:{وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}[النساء:125]. وجاء عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا". متفق عليه.

     وهذه الخلة خاصة بالخليلين محمد وإبراهيم عليهما الصلاة والسلام.

    النوع الثاني: الود. الله سبحانه موصوف بصفه الود، والود: هو خالص الحب. كما قال الله تعالى -:{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا}[مريم:96]. وقال الله تعالى-:{ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ}[البروج:14]. ومن أسمائه: الودود وأنه سبحانه يود أوليائه من الأنبياء والمرسلين عليهم السلام وعباده المؤمنين.

     النوع الثالث: المحبة. والمحبة معروفه كما قال العلماء: لا يزيد تعريف المحبة الإ خفاء والمحبة هي: المحبة معروفه كما أن الماء هو الماء.  كما قال الله تعالى -:{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}[التوبة:7]. وغيرها الآيات وقد تقدمت.

      وقالت الأشاعرة أن المحبة معناها إرادة الإحسان أو إرادة الخير وهذا خطأ  فإن الله عز وجل يحب أوليائه المؤمنين ومن لوازم محبته أنه يريد لهم الاحسان والخير.

 وصفة المحبة ثابتة في الكتاب والسنة وإجماع السلف خلافا للجهمية والأشاعرة وتفهم على ظاهرها ومن لغة العرب. والله المستعان. 

إثبات صفة اليدين لله تعالى

    الله عز وجل له يدان حقيقيتان وأنهما يدان اثنتان وقد جاء هذه الصفة في الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح كما قال الله تعالى-:{ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ }[ص:75]. وقال الله تعالى-:{وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ }[المائدة:64].

      وجاء من حديث أبي هريره رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم :"إنّ الله يبسط يديه بالنهار ليتوب مسيء الليل ويبسط يديه بالليل ليتوب مسيء النهار حتى تطلع الشمس من مغربها". متفق عليه. وفي هذه الآيات والحديث إثبات صفه اليدين لله تعالى وجاء في "صحيح مسلم " أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يقبض الله  يوم  القيامة السماوات بيمينه ثم يقبض الأرضين بشماله ثم يقول أنا الملك أين ملوك الأرض".

        فهذه أدلة من الكتاب السنة تثبت لله عز وجل صفه اليدين فإنهما من صفات الذات فصفات الذات مثل الوجه واليدين والعينين والسمع والبصر والرجل والقدم هذه صفات الذات و هي صفات لا تنفك عن الله عز وجل وقالت الأشعرية معناها: صفه اليدين معناها القوه أو النعمة ونرد عليهم أن النعمة لا تتوافق مع قوله تعالى -:{ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ ۖ } لو كانت النعمة فالخلق كلهم قد خلقهم الله بنعمته  ولما كانت لآدم ميزة وفضيلة ولا ينتظم معه سياق الآية القرآنية  فالله تعالى له يدين تليق بعظمته سبحانه وتعالى وانظر.إثبات صفة اليدين لله تعالى الشيخ محمد بن صالح العثيمين وانظر أيضا:إثبات اليدين لله تعالى الشيخ العثيمين

 إثبات صفه الكلام لله تعالى

       فالله عز وجل متكلم بما شاء ومتى شاء وكيف  شاء وصفة الكلام ثابتة في الكتاب والسنة وإجماع السلف،كما قال الله تعالى -:{وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَىٰ تَكْلِيمًا }[النسا:164].وقال الله تعالى -:{وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ}[الأعراف:143]. وقال الله تعالى -:{قَالَ يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ }[الأعراف:144].

       وجاء من حديث أبي هريره رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" ما منكم من أحد الا سيكلمه ربه عز وجل ليس بينه وبينه ترجمان فلينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم وينظر  أشأم  فلا يرى إلا ما قدم فاتقوا الله ولو بشق تمره فمن لم يجد بكلمه طيبه "متفق عليه.

        والله سبحانه و تعالى موصوف بصفه الكلام وكلامه ليس ككلام المخلوق و جاء من حديث أبي هريره رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذا تكلم الله بالوحي أخذت السماوات منه رجفه كانه سلسلة على الصفوان-  يعني: أن الله عز وجل كلامه ليس يشبه كلام المخلوقين- فيصعق من في السماوات فيكون أول من يرفع رأسه جبريل عليه السلام فيوحي إليه الله عز وجل من الأمر ما شاء الله فإذا مرَّ  جبريل على ملأ من الملائكة فيقولون: ماذا قال ربنا  يا جبريل فيقول قال:"الحق وهو العلي الكبير" فيقولون: كلهم مثل ما قال جبريل فينتهي جبريل إلى حيث أمره الله عز وجل" متفق عليه.

       وأنكرت الجهمية صفه الكلام وصفة المحبة لله عز وجل فقد جاء عن خالد القسري أنه  ضحى بالجهم بن صفوان أنه خطب على المنبر يوم العيد فقال: ضحوا تقبل الله ضحاياكم أن الجهم بن صفوان زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما". ثم نزل فذبحه جزى الله خالد قسري على ما فعل خيرا وقطع دابر شر الجهمية وضلالها وكفرها.

       وجاء عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى أنه قال: ما زال الله متكلما بما شاء وكيف شاء ومتى شاء " وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى:" لا يزال الله متكلما غفورًا عليمًا". وأنكرت الجهمية صفه الكلام وكذلك الأشاعرة وقالت الأشاعرة هو الكلام النفسي وأنكرت الكرامية أن الله كان متكلما فقالت أحدث له الكلام بعد أن لم يكن متكلمًا وصفه الكلام ثابتة بالكتاب والسنه وإجماع سلف الأمة. وانظر إثبات صفة الكلام لله تعالى الشيخ صالح الفوزان

 إثبات صفه الرضى والغضب والسخط

     نثبت لله عز وجل صفة الرضى و السخط والغضب، كما قال الله تعالى -:{ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ }[المائدة 119]. قال الله تعالى-:{ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۖ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ }[البينة:8]. وقال الله تعالى-:{ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا }[النساء:93].

     وقال الله تعالى -:{وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ }[النور:9]. وقال الله تعالى-:{ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ }[محمد:28]. وجاء من وجاء من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :" إن الله إذا أحب قوم ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فعليه السخط". رواه الترمذي وهو صحيح.

    وصفه الرضى ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع السلف والرضى معناه: أنه رضى حقيقي يفسر على ظاهرة ويعرف بلغة العرب ولا يؤول كما تؤوله الأشاعرة بأنه إرادة الإنعام أو الإكرام فإنه تفسير على غير ظاهره وهو مردود ومن القواعد عند أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته انها تمرر على ظاهرها كما جاءت.

ويلزم  من صفة الرضى  محبته  إكرامه  والإنعام عليه .

   ورضاه عن عبده عند فعل السبب الرضا من العمل الصالح والايمان والتقوى الله عز وجل.

      والغضب معروف فالله عز وجل يغضب غضبا حقيقيا على ظاهرة يعرف بلغة العرب لكن الله عز وجل يغضب ويرضى لا كأحد من الورى  ولا يجوز تفسيره بأنه إرادة الانتقام أو العقاب كما تفسره الأشاعرة وغيرهم من المؤولة.

     ولله عز وجل يرضى على عبده إذا فعل أسباب الرضا ويسخط على عبده ويغضب عليه إذا فعل أسباب سخطه من الكفر والشرك والبدع والمعاصي والكبائر -والعياذ بالله تعالى-.

     و غضب الله على عبده يدل على عدم رضاه منه ويلزم انتقامه وعقابه وصفه السخط قريبه من الغضب وهي تدل على سخطه وغضبه على عبده وعدم رضاه منه وأنه يعاقبه ولا يحبه سبحانه .

إثبات صفه الرجل والقدم لله عز وجل:

      والله عز وجل له قدم ورجل نثبتها لله عز وجل على ما يليق بجلاله وعظمته، كما جاء ذلك في كتاب الله عز وجل وسنة النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" لا تزال جهنم يلقى فيها وهي تقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة عليها رجله". في رواية:" قدمه". فتقول قط وعزتك". متفق عليه.

     في هذا الحديث إثبات صفه القدم لله عز وجل وصفه الرجل ونثبتهما على ظاهرها من غير تشبيه لا تمثيل ولا تأويل. وجاء عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال في قوله تعالى -:{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ }[البقرة:255]. :"الكرسي موضع القدمين".   وفي الحديث  عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو طويل  أن المؤمنين ينتظرون في عرصات القيامة ربهم فيأتيهم بصورة غير الصورة التي يعرفونه بها  قال صلى الله عليه وسلم :"فَيَقُول : هَلْ بَيْنكُمْ وَبَيْن اللَّه آيَة تَعْرِفُونَهُ بِهَا ؟ فَيَقُولُونَ نَعَمْ , فَيُكْشَف عَنْ سَاق , فَيَخِرُّونَ سُجَّدًا أَجْمَعُونَ , وَلَا يَبْقَى أَحَد كَانَ سَجَدَ فِي الدُّنْيَا سُمْعَة وَلَا رِيَاء وَلَا نِفَاقًا , إِلَّا صَارَ ظَهْره طَبَقًا وَاحِدًا ".رواه البخاري.  وهذا الحديث ظاهره إثبات الساق لله عز وجل على ما يليق بجلاله   ولا يشبه ساقه جل وعلا  شيئا من خلقه  ويلزم منه إثبات القدم والرجل لله عز وجل.

القران كلام الله تعالى

     القران العظيم هو كلام الله عز وجل منزل غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود تكلم الله عز وجل به حقيقه بحرف وصوت لفظا ومعنى وهو من الله تعالى كما قال الله تعالى -:{وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّىٰ يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ}[التوبة:6]. وقال الله تعالى -:{أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[البقرة:75].

      وقال الله تعالى -:{قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا}[الكهف:109]. وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال:" ألا رجل يحملني إلى قومه فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي ". والحديث صحيح.

     وأنكرت الجهمية والمعتزلة صفه الكلام لله عز وجل وقالت: أن القرآن مخلوق. وحدثت بدعه وفتنه كبيره في زمن الامام أحمد رحمه الله تعالى وامتحن الإمام أحمد وقتل المأمون عددا كثيرًا من العلماء وحملهم هذا القول بخلق القران فصبر من صبر من العلماء وكانت محنة عظيمة وثبت الله عز وجل الإمام أحمد بن حنبل ولقب بإمام أهل السنة والجماعة رحمه الله رحمة واسعة.

      والقرآن  كلام الله عز وجل منزل غير مخلوق تكلم به حقيقة منه بدأ وإليه يعود فمن قال: مخلوق فقد كفر وقال الإمام أحمد:  الجهمي كافر لأنه قال القرآن مخلوق لا جمعة ولا عيد ولا جماعه".

     والقران العظيم كلام الله عز وجل وهو المحفوظ في الصدور المكتوب في المصاحف المتلو بالألسنة هو بين الدفتين  في هذا المصحف وأنه كلام الله تعالى وأنه يرفع في آخر الزمان كما جاء في الأثر أن القران يقول:"أتلى ولا يعمل بي فيرتفع حتى يرجع الى حيث كان". وهذا معنى قوله :"منه بدأ وإليه يعود". يعني: من الله تعالى ابتداء وليس من خلقه إنما ابتدأ القرآن من الله تعالى تكلم به حقيقة وهو كلام الله عز وجل غير مخلوق خلافا للجهمية وأجمع السلف الصالح رحمهم الله تعالى أن القرآن كلام الله تعالى منزل غير مخلوق للأدلة من الكتاب والسنة.

      وهذه صفات الله عز وجل وأسماء والله سبحانه وصفاته كثيرة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى كما جاء عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت في علم الغيب عندك...." الحديث.  والله المستعان وبالله التوفيق . وانظر ايضا:كلام الله تعالى وانظر ايضا:معرفة الله بأسمائه الحسنى | خطبة الجمعة ١٠ صفر ١٤٤٣ | الشيخ صالح العصيمي

  وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

39

متابعين

2

متابعهم

3

مقالات مشابة