
أنواع القلوب في القرآن الكريم
كان العرب تعبر بالثياب عن القلب أحيانا من باب المجاز المرسل كما جاء في بيت عنترة ( فشككت بالرمح المثقب ثوبه) يعنى قلبه
وقد. جاء في لسان العرب الثياب اللباس ويقال للقلب وقال الفراء عن قوله سبحانه وتعالى ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرۡ ) أي قلبك أي عملك فأصلح
وقد وردت كلمة القلب ومشتقاتها في القرآن الكريم بمعنى العقل - واللب - والفؤاد حيث وردت فى قوله سبحانه وتعالى ( خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ )
و ( ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطۡمَٮِٕنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ ) و( ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم ) و (سَنُلۡقِى فِى قُلُوبِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ٱلرُّعۡبَ ) و ( فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٌ۬ )
و ( وَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِہِمۡۚ ). ( فَعَلِمَ مَا فِى قُلُوبِہِمۡ ) ( وَجَعَلۡنَا عَلَىٰ قُلُوبِہِمۡ أَكِنَّةً ) ( وَجِلَتۡ قُلُوبُہُمۡ ) ( وَلِيَرۡبِطَ عَلَىٰ قُلُوبِڪُمۡ وَيُثَبِّتَ بِهِ ٱلۡأَقۡدَامَ )
وردت كلمة الفؤاد بمعنى العقل والفهم وفيها يقول الدكتور شيخوني ان اصعب آية من واجهتها
ولم أدرك تفسيرها هي في قوله سبحانه وتعالى ( أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِى ٱلۡأَرۡضِ فَتَكُونَ لَهُمۡ قُلُوبٌ۬ يَعۡقِلُونَ بِہَآ أَوۡ ءَاذَانٌ۬ يَسۡمَعُونَ بِہَاۖ فَإِنَّہَا لَا تَعۡمَى ٱلۡأَبۡصَـٰرُ وَلَـٰكِن تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِى فِى ٱلصُّدُورِ ) الحج ٤٦
ففي هذه الآية الوحيدة فقط حدد القرآن الكريم مكانا تشريحيا معروفاً عندما قال سبحانه وتعالى ( ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِى فِى ٱلصُّدُورِ )
ويرد القلب فى القرآن على معان ثلاثة ٠٠٠٠٠ العقل ٠٠٠ قال سبحانه وتعالى ( إِنَّ فِى ذَٲلِكَ لَذِڪۡرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ ۥ قَلۡبٌ أَوۡ أَلۡقَى ٱلسَّمۡعَ وَهُوَ شَهِيدٌ۬) ق٣٧
الرأي والتدابير ٠٠٠٠ قال سبحانه وتعالى ( تَحۡسَبُهُمۡ جَمِيعً۬ا وَقُلُوبُهُمۡ شَتَّىٰۚ) الحشر ١٤
حقيقة القلب الذى هو في الصدر قال سبحانه وتعالى ،( وَلَـٰكِن تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِى فِى ٱلصُّدُورِ ) الحج ٤٦
وهذا كله يناقض النظرية القائلة بأن العقل وظيفته العاطفة والأحاسيس الوجدانية وقد يطلق على القلب عقلا غير أن العقل هو احدى القوى الإدراكية لا كلها
فهناك الفكر والذاكرة والحافظة والفهم
وهناك رأي آخر ٠٠٠٠ أن القلب ليس مجرد مضخة للدماء بل هو مركز للتعقل والفهم
قال سبحانه وتعالى (وَلَقَدۡ ذَرَأۡنَا لِجَهَنَّمَ ڪَثِيرً۬ا مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِۖ لَهُمۡ قُلُوبٌ۬ لَّا يَفۡقَهُونَ بِہَا وَلَهُمۡ أَعۡيُنٌ۬ لَّا يُبۡصِرُونَ بِہَا وَلَهُمۡ ءَاذَانٌ۬ لَّا يَسۡمَعُونَ بِہَآۚ ) الأعراف ١٧٩
وقال سبحانه وتعالى ( أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِى ٱلۡأَرۡضِ فَتَكُونَ لَهُمۡ قُلُوبٌ۬ يَعۡقِلُونَ بِہَآ أَوۡ ءَاذَانٌ۬ يَسۡمَعُونَ بِہَاۖ فَإِنَّہَا لَا تَعۡمَى ٱلۡأَبۡصَـٰرُ وَلَـٰكِن تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِى فِى ٱلصُّدُورِ ) الحج ٤٦
ومما قاله أطباء القلب في جامعة بيل الأمريكية ٠٠٠٠٠ القلب جهاز فائق التعقيد وإن من صور هذا التعقيد
وإن من صور هذا التعقيد وجود جهاز عصبي معقد بالقلب يشبه المخ تماما له ذاكره قصيرة وطويلة الأمد
وقد اتضح ذلك بجلاء عند نقل قلب من انسان الى انسان اخر فيأخذ القلب المنقول معه من ذكريات والمواهب والعواطف والمشاعر والهوايات والسجايا والتفصيلات الخاصة
بالشخص الذي أخذ منه القلب والتي تبدو غريبة كل الغرابة عن صفات الشخص الذى تم نقل القلب إليه
وقد أثبتت التجارب الحديثة ان القلب مخزن الذكريات ٠
فقد ذكر عشرون نوعا للقلوب في القرآن
ثمانية منها سليمة واثنا عشر قلبا مريضا فتش عن قلبك أين هو منها:
1. القلب السليم : وهو مخلص لله وخال من الكفر والنفاق والرذيلة ( إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٍ۬ سَلِيمٍ۬ )الشعراء 89
٢ . القلب المنيب : وهو دائم الرجوع والتوبة إلى الله مقبل على طاعته. ( مَّنۡ خَشِىَ ٱلرَّحۡمَـٰنَ بِٱلۡغَيۡبِ وَجَآءَ بِقَلۡبٍ۬ مُّنِيبٍ )
٣. القلب المخبت الخاضع المطمئن الساكن { وَلِيَعۡلَمَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤۡمِنُواْ بِهِۦ فَتُخۡبِتَ لَهُ ۥ قُلُوبُهُمۡۗ }
4. القلب الوجل : وهو الذي يخاف الله عز وجل ألا يقبل منه العمل وألا ينجى من عذاب ربه. {وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُہُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّہُمۡ إِلَىٰ رَبِّہِمۡ رَٲجِعُونَ }
5. القلب التقي : وهو الذي يعظم شعائر الله. { ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب }
6. القلب المهدي : الراضي بقضاء الله والتسليم بأمره. {وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ وَيَعۡمَلۡ صَـٰلِحً۬ا يُكَفِّرۡ عَنۡهُ سَيِّـَٔاتِهِۦ) التغابن 9
7. القلب المطمئن: يسكن بتوحيد الله وذكره. { ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطۡمَٮِٕنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ } الرعد 28
۸ القلب الحي : قلب يعقل ما قد سمع من الأحاديث التي ضرب الله بها من عصاة من الأمم. { إِنَّ فِى ذَٲلِكَ لَذِڪۡرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ ۥ قَلۡبٌ }
9. القلب المريض : وهو الذي أصابه مرض مثل الشك أو النفاق وفيه فجور ومرض في الشهوة الحرام. { فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلۡقَوۡلِ فَيَطۡمَعَ ٱلَّذِى فِى قَلۡبِهِۦ مَرَضٌ۬}
۱۰. القلب الأعمى :وهو الذي لا يبصر ولا يدرك الحق والاعتبار. { وَلَـٰكِن تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِى فِى ٱلصُّدُورِ }
11. القلب اللاهي: غافل عن القرآن الكريم مشغول بأباطيل الدنيا وشهواتها لا يعقل ما فيه. { لَاهِيَةً۬ قُلُوبُهُمۡۗ }
12. القلب الآثم : وهو الذي يكتم شهادة الحق. {وَلَا تَكۡتُمُواْ ٱلشَّهَـٰدَةَۚ وَمَن يَڪۡتُمۡهَا فَإِنَّهُ ۥۤ ءَاثِمٌ۬ قَلۡبُهُ }
۱۳. القلب المتكبر مستكبر عن توحيد الله وطاعته جبار بكثرة ظلمه وعدوانه. { كَذَٲلِكَ يَطۡبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ ڪُلِّ قَلۡبِ مُتَكَبِّرٍ۬ جَبَّارٍ۬ }
14. القلب الغليظ : وهو الذي نزعت منه الرأفة والرحمة. {وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ }
15. القلب المختوم :لم يسمع الهدى ولم يعقله { أَفَرَءَيۡتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ ۥ هَوَٮٰهُ وَأَضَلَّهُ ٱللَّهُ عَلَىٰ عِلۡمٍ۬ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمۡعِهِۦ وَقَلۡبِهِۦ)
16. القلب القاسي :لا يلين للإيمان ولا يؤثر فيه زجر وأعرض عن ذكر الله .{ فَبِمَا نَقۡضِہِم مِّيثَـٰقَهُمۡ لَعَنَّـٰهُمۡ وَجَعَلۡنَا قُلُوبَهُمۡ قَـٰسِيَةً۬ۖ }
۱۷. القلب الغافل: وهو الذي صد عن ذكر الله و آثر هواه على طاعة مولاه . (وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُ ۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَٮٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُ ۥ فُرُطً۬ا )
۱۸. القلب الأغلف :وهو قلب مغطى لا ينفذ إليها قول الرسول . { وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلۡفُۢۚ بَل لَّعَنَہُمُ ٱللَّهُ }
19. القلب الزائغ: ويكون مائة عن الحق {فَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمۡ زَيۡغٌ۬ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَـٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَآءَ ٱلۡفِتۡنَةِ}
20. القلب المريب: ويكون محتارة في شك { إِنَّمَا يَسۡتَـٔۡذِنُكَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأَخِرِ وَٱرۡتَابَتۡ قُلُوبُهُمۡ فَهُمۡ فِى رَيۡبِهِمۡ يَتَرَدَّدُونَ } .
اللهم يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلوبنا على دينك