أصول أهل السنة و الجماعة

أصول أهل السنة و الجماعة

0 reviews

  بسم الله الرحمن الرحيم

أصول أهل السنة والجماعة مع ولاة الأمور:

    والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن ولاه:أما بعد:أن منهج أهل السنة مع ولاة الأمور هو منهج القرآن والحديث وعلى ما كان عليه السلف الصالح.وهذا هو الحق الذي يجب التمسك به وإلا اتبع العبد فيه طريق أهل البدع والأهواء ومنهجهم الضال المنحرف مع ولاة الأمور و الذي يؤدي إلى الهلاك في الدنيا والآخرة.نسأل الله العافية والسلامة .وهذه مسائل وأصول في المعاملة الشرعية مع ولاوة الأمر المسلمين من الكتاب والسنة وعلى وفق منهج السلف الصالح رضوان الله عليهم وهي كتالي:

  • الأصل الأول: - السمع والطاعة لولاة الأمور المسلمين:

كما قال الله تعالى -:{يأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم نؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خير وأحسن تأويلا}وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله علبه وسلم أنه قال:"على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة"متفق عليه.وعن عباد بن الصامت رضي الله عنه قال :بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في المنشط والمكره والعسر واليسر وأثرة علينا وألا ننازع الأمر اهله إلا ان تروا كفرًا بواحًا عندكم من الله برهان"متفق عليه.وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن يطع الأمير فقد اطاعني ومن يعص المير فقد عصاني"متفق عليه.

  • الأصل الثاني: - الصبر على ظلمه وجوره :

كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم:"إنكم ستلقون أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض"رواه البخاري.وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:"ستكون أثرة وأمور تنكرونها " قالوا فما تأمرنا من أدرك ذلك منا قال:" أدوا إليهم حقهم واسألوا الله تعالى حقكم" متفق عليه.وقد قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى لما جاءو يقولون له في شأن المأمون هو أن قد قتل كثيرا من العلماء لأجل مسألة خلق القرآن فقال رحمه الله تعالى:"الله الله في دماء المسلمين اصبروا حتى يستريح بر وأو يستراح من فاجر". فمنعهم رحمه الله تعالى عن الخروج على المأمون كل ذلك حافظا على الفتنة التي تحدث من ورائها مع أن المأمون قد سفك الدماء وسل سيفه على العلماء لكن السنة هي السنة وأئمة السنة قديما وحديثا قد أكثروا القول والفتوى بعدم جواز الخروج على السلطان وإن كان ظالما فاجرا فاسقا كما هو معلوم من طريقتهم واعتقادهم ومنهجهم و سيرتهم وأقوالهم .والله المستعان .

  • الأصل الثالث: - عدم الخروج عليه بالقول والسيف:

وقتال السلطان من منهج الخوارج المارقين فهم الذين يخرجون ويسعون سعيا حثيا في العثور على شيء من حكم بغير ما أنزل الله عز وجل أو ظلم و جور أو منكرات ومعاصي يجدون به مدخلا للخروج على السلطان أو من فتوى رجل ضال منحرف أو شبهة أو نصوص القرآن والسنة المتشابهة أو كلام عالم متشابه أو فيجعلون من هذه الشبهات والتلبيسات مدخلا في الطعن في ولاة الأمور المسلمين والخروج عليهم بالسيف بعدما خرجوا عليهم بالقول.وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يخرج في آخر الزمان من أمتي أقوام أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من قول خير الناس يقرؤون القرآن لا يتجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم لمن قتلهم أج يوم القيامة "متفق عليه وفي رواية:"يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان ". وفي رواية"لئن لقيتهم لأقتلنهم قتل عاد" وفي رواية:" قتل ثمود" يعني قتلا مستأصلا ولا يُبْقِي منهم أحدًا.ولا يجوز الخروج على السلطان مهما كان عنده من جور وظلم وفسق ومعاصي أو الحكم بغير ما أنزل الله عز وجل ما تصل إلى حد الكفر الأكبر وقد جاء عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى اللله عليه وسلم أنه قال ":من خرج على السلطان قيد لم يكن له حجة أمام الله يوم القيامة " متفق عليه وفي رواية:"فمات فميتته ميتة جاهلية" .بل حتى ولو بلغ الحاكم الحكم بغير ما أنزل الله ووصل إلى الكفر الأكبر لا يجوز الخروج عليه بدون أمن المفسدة الكبرى في الخروج عليه مستندا بفتوى العلماء الراسخين الكبار من أهل السنة والجماعة.والخروج على السلطان بدعو وكبيرة محرمة وضلال وليس في الكتاب والسنة ما يؤمر بالخروج على السلطان الجائر بل العكس تماما بل أمر الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم بالسمع والطاعة في المكعروف والصبر على ظرلمه وجوره وعد الخروج عليه وإثارة الفتة والفوضى والتألب على ولاة الأمور.

  • الأصل الرابع:الجهاد والغزو معه:

وهذا الأصل عند السلف وهو مقرر في كتبهم وأقوالهم قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:"ويرون إقامة الجمعة والجماعات والأعياد الحج والجهاد مع الأمراء أبرارا كانوا و فجارا". وقد كان السلف من الصحابة رضي الله عنهم يخرجون إلى الجهاد تحت راية خليفة من الخلافاء الراشدين رضي الله عنهم ولم يكن يخرجون إلى الجهاد وحدهم او يكونوا جماعة أو فرقة يجاهدون بدون أمر الأمير .وأقول العلماء في العزو والجهاد مع الأمير والخليفة كثيرة قد ذكرها علماء السنة والجماعة في كتبهم مثل كتاب "السنة" لابن أبي عاصم و"السنة" للخلال وكتاب" السنة" لعبد الله ابن الإمام أحمد و"شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" للألكائي و"الشريعة" للآجري و"شرح السنة" للبربهاري "أصول السنة " للإمام أحمد. و"عقيدة أهل السنة والجماعة" لأبي جعفر الطحاوي.

  • الأصل الخامس: عدم غبيته والطعن فيه:

وهذا من منهج السلف الصالح فغيبة السلطان والطعن فيه أشد أنواع الغيبة كذا غيبة العلماء فهذان الصنفان الغيبة في حقها محرمة أشد التحريم فيجب كف اللسان عن غيبة السلاطين والعلماء .قال الإمام عبد الله بن المبارك رحمة الله تعالى:من استخف بالسلطان ذهبت دنياه ومن استخف بالعلماء ذهبت آخرته ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته .وذلك لأن غيبة السلطان يترتب عليها الاستخفاف بالسلطان ما يورث قلة هيبته مما يسبب الخروج عليه والتمرد عليه في القريب أو البعيد وهذه من المفاسد المترتبة على غيبة السلطان والطعن فيه.قال أنس بن مالك رضي الله عنه:" نهانا كبرائنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سب أمرائنا". وقال بو الدرداء رضي الله عنه :" أول نفاق المرء طعنه في إمامه".

  • الأصل السادس:-الذب عن السلطان وإجلاله:

وهذا أيضا: من منهج السلف والسني الحق تجد في قلبه إجلالا للسلطان ويحبه لله جل وعلا ويذب عن عرضه وربما يغار عليه ولا يحب أن يطعن فيه أو يغتابه ويسبه أو يشتمه طاعة لله عز وجل وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم وحفاظا على أمن البلاد و مصالح العباد.قال الإمام طاووس وهو من كبار التابعين رحمة الله عليه:من السنة إجلال: الوالدين والسلطان والعالم والإخوان. والإجلال معناه :الاحترام والتوقير .قال سهل بن عبد الله التستري:لا يزال الناس بخير ما عظموا صنفين من الناس :السلاطين والعلماء فإذا عظموا هذين الصنفين أصلح الله لهم الدنيا والآخرة.وإذا رآى من أحد يطعن في ولاة المور فلينهه وينصحه ويبن له منزلة السلطان في الإسلام وعند الله عز وجل ورسوله صلى الهل عليه وسلم وخاصة في هذا العصر فقد كثر الكلام ي السلاطين وليحذر من مواقع النترنت والقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي فإن هذه الوسائل سبب كبير في نشر الفتنة والطعن ويبة ولاة المور وهذا منكر في الشرع المطهر فلا يجوز الطعن في ولاة المر وسبهم وشتمهم وغيبتهم بل الواجب هو الذب عنهم وليس هذا تزلفا او تملقا او نفاقا بل هو طاعة لله عز وجل وطاعة لرسله صلى الله عليه وسلم كما جاء ذلك في الكتاب والسنة .وعن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قا ل:"السلطان طل الله في الأرض من أكرمه أكرمه الله ومن أهانه أهانه الله" وهو حديث حسن. وفي رواية:" من أجل سلطان الله أجله الله" وقال بعض السلف موصيا تلميذه:" إياك أن تهين سلطان الله عز جل ".

  • الأصل السابع: -الدعاء له بالصلاح والمعافاة :

وهذا الأصل معروف عند السلف فقد جاء عن الفضيل بن عياض رحمة الله عليه أنه قال :"لو كانت لي دعوة مستجابة لأصرفتها للسلطان!" قالوا: يا أبا علي وكيف ذلك ؟!قال :"لو دعوت بها لنفسي لم تعدني وإذا دعوت بها للسلطان صلح فصلح بها العباد والبلاد".وذلك إذا دعوت على السلطان بالشر والهلاك فإن شره يزداد وربما سرى شره على الرعية وهذا فساد لا يحبه الله عز وجل ولا يرضاه -:{والله لا يحب الفساد} -:{والله لا يحب المفسدين}.فالدعاء للسلطان بالصلاح والمعافاة والتوفيق للصلاح والخير أصل من أصول أهل السنة.قال إمام وأهل السنة والجماعة في عصره حسن بن علي بن خلف البربهاري رحمه الله تعالى:"إذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه خارجي وإذا رأيت الرجل يدعو للسلطان فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله تعالى".فالدعاء على السلطان من منهج الخواج المارقين.والله المستعان.هذا منهج أهل السنة مع ولاة الأمور وهذه أصول أهل السنة والجماعة التي يجب على جميع المسلمين أن يلتزموا بها وخاصة في هذا الزمان الذي قد كثرت فيه الفتن وجهل الناس بأمر دينهم عقيدتهم وبعدوا عن الكتاب والسنة بفهم السلف الصالح رضوان الله عليهم فإنهم بهذه الأصول المبنية على الكتاب والسنة وعلى فهم السلف ينجو العبد من الفتن الضلال والزيع وسفك الدماء والوقوع في الفتنة. والله المستعان وبالله التوفيق ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم وتسليما كثيرًا.وأقرأ أيضًا: منهج أهل السنة مع ولاة الأمور وانظر أيضًا:من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة طاعة ولاة الأمور

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

39

متابعين

2

متابعهم

3

مقالات مشابة