《بر الولدين》☆الطاعة العظيمة ☆

《بر الولدين》☆الطاعة العظيمة ☆

0 reviews

بر الوالدين 
(الطاعة العظيمة)
 

المقدمة:

 

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن ولاه :

أما بعد:

       من الأمور الكبيرة والأعمال والطاعات العظيمة الجليلة التي ترضي الله سبحانه وتعالى وتكون سببا في نيل رضوان الله سبحانه ودخول الجنة وسببا للتوفيق في أمور الدين والدنيا ونيل البركات وحصول الخيرات والبركة في العلوم   الأعمال والأعمار  ألا هو : بر الوالدين ، وقد جاء في القرآن والسنة كثير من الآيات والأحاديث النبوية الحث والأمر والحض على بر الوالدين والإحسان إليهما والرفق بهما ورحمتهما وطاعتهما في المعروف وغير ذلك من الأمور والآداب والأخلاق التي تكون مع الوالدين فمن ذلك:

 

  • الآيات التي جاءت تحث على بر الوالدين:

      منها :قوله تعالى-:{ وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ}[البقرة:83]. 
    وقال تعالى -:{وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا}[النساء:36].  وقال تعالى -:{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِاَلْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ اَلْكِبَرَ أَحَدُهُمَا  أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا (23)وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا(24)رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُوا صالحينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّبِينَ غَفُورًا}[الإسراء:25،24،23].

         وقوله تعالى -:{وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ۖ وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۚ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[العنكبوت:8]. وقوله تعالى-:{ وَوَصَيْنَا اَلْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمَّهُ وَهْنًا عَلىَ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَن اشْكُرْ لِي وَلِوَالَدَيْكَ إِلَيَّ الَمْصِيرُ (14)وَإِن جَهَادَاكَ عَلىَ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ}[15،14].
  
     وقال تعالى-:{ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ(15) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ ۖ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ(16)وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِنْ قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَٰذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ(17)أُولَٰئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ ۖ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ}[الأحقاف:18،17،16،15]. 
 وغيرها من الآيات التي جاءت تحض على بر الوالدين والإحسان لهما.

  • أحاديث في بر الوالدين:

         وبر الوالدين من أحب الأعمال إلى الله سبحانه كما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قلت يارسول الله أي الأعمال أحب إلى الله عز وجل قال :"الصلاة على وقتها" قلت ثم أي؟ قال "بر الوالدين"قلت: ثم أي؟قال :"الجهاد في سبيل الله عز وجل " قال حدثني بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم واستزدته لزادني ، متفق عليه.

 

     وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال :من أحق الناس بحسن صحابتي قال صلى الله عليه و سلم :"أمك "قال ثم من ؟قال :"أمك "قال ثم من ؟ قال :"أمك "قال ثم من قال :"أبوك".وقال النبي صلى الله عليه وسلم:" رغم أنف ثم رغم أنف ، ثم رغم أنف : من أدرك والديه أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة".

 

وعن ألي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الوالد أوسط أبواب الجنة فاضع ذلك الباب أو أحفظه" صححه الألباني في "صحيح الجامع".

 

     وقال صلى الله عليه وسلم:"رضا الرب في رضا الوالدين وسخطه في سخط الوالدين". وهو صحيح. وقال صلى الله عليه و سلم لرجل يريد الجهاد :"أحي والداك ؟"قال نعم قال صلى الله عليه و سلم:"تبتغي الأجر" ؟"قال أجل قال:"ففيها فجاهد".أي : ألزم بر والديك فإن فيه الأجر العظيم وهو خير من جهاد النافلة.(جهاد فرض الكفاية)

 

    وحديث ثلاثة النفر الذين ٱووا إلى الغار فانطبقت عليهم صخرة  فدعو الله عز وجل بصالح أعمالهم الخالصة فقال أحدهم:" اللهم إنه كان لي أبوان شيخين كبيرين وكنت لا أغبق عليهما أهلاً  ولا مالاً وأنه راح بي يوما الشجر حتى غربت الشمس فرجعت فوجدتهما نائمين فكرهت أن أقظهما فحملت غبوقهما والصبية يتضاعون من الجوع فكرهت أن أغبق عليهما أحدا  حتى طلع الفجر فاستيقظا فشرب غبوقهما اللهم إن كنت فعلت ذلك إبتغاء وجهك ففرج علينا فانكشفت الصخرة حتى رأوا السماء" .الحديث متفق عليه. وفي هذا دليل على أن بر الوالدين يفرج الله عز وجل به الكرب والشدائد ويكشف به البلاء.

 

حكم بر الوالدين:

      بر الوالدين واجب وجوبا عينيا ويأثم العبد إن قصر في البر وربما يعاقب إلا أن يمنع منه مانع من عذر أو مسامحة أو عفو أو غير ذلك من اﻷمور. وقد مر بعض اﻵيات والأحاديث التي تأمر ببر الوالدين وكما هو معلوم أن الأمر يفيد الوجوب.

 

     وأيضا:  عقوق الوالدين من الكبائر المحرمة بل من أكبر الكبائر، كما جاء عن أبي بكرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟" قالوا :بلى يا رسول الله ، قال:"اﻹشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فقال:"ألا أقول الزور وشهادة الزور فما زال يكررها حتى قلنا ياليته سكت"رواه البخاري ومسلم.

 

وقال صلى الله عليه وسلم:"ما من ذنب أسرع عقوبة من البغي وقطيعة الرحم"وفي لفظ:"من البغي وعقوق الوالدين".

 

  فيحب الحذر من العقوق فإن اﻷمر عظيم وهو ذنب خطير يوجب غضب الرب عز وجل وعقابه.

 

  • الآداب التي تجب على العبد نحو والديه وهي كما يلي:

 

  1. اﻷدب اﻷول:طاعتهما في المعروف.
  2. اﻷدب الثاني:رحمتهما.
  3. اﻷدب الثالث:التواضع لهما.
  4. اﻷدب الرابع :عدم رفع الصوت عليهما.
  5. اﻷدب الخامس:خدمتهما.
  6. اﻷدب السادس:عدم التضجر منهما..
  7. اﻷدب السابع:  صلة الرحم التي لا توصل إلا بهما.
  8. اﻷدب الثامن:عدم التأفف منهما.
  9. اﻷب التاسع :عدم مد الرجلين بحضرتهما
  10. اﻷدب العاشر:عدم التخاصم مع اﻷشقاء بحضرتهما.
  11. اﻷدب الأحادي عشر:إكرام صديقهما.
  12. اﻷدب الثاني عشر:الدعاء لهما في حياتهما وبعد مماتهما.
  13. اﻷدب الثالث عشر :الاستغفار لهما وقضاء دينهما.

 

وغيرها من اﻵداب التي قد ذكرها العلماء وسطرها في كتب اﻷخلاق والآداب والتزكية.

 

  • صور العقوق:
  1. الصورة اﻷولى:معصيتهما.
  2. الصورة الثانية:رفع الصوت عليها.
  3. الصورة الثالثة:الغياب الطويل عن البيت بدون إعلامهما.
  4. الصورة الرابعة:السمر خارج البيت بدون استئذانهما أو إعلامهما.
  5. الصورة الخامسة: وهي من أخطر هذه الصور هو إبكائهما ، وقد قال بعص أهل العلم :أن أعظم العقوق هو أن يفعل شيئا يبكي منه الوالدان. نسأل الله العافية والسلامة .
  6. الصورة السادسة:وضعهما في دار العجزة ومن يفعل ذلك فهو ساقط عديم المروءة و الرجولة والشهامة.
  7. الصورة السابعة :تفضيل الزوجة عليهما.
  8. الصورة الثامنة:القسوة عليهما .
  9. الصورة التاسعة : ضربهما -والعياذ بالله تعالى-. 
  • بر الوالدين بعد موتهما:

        وحتى وإن مات فإن برهما في حياتهما وبعد مماتهما  مازال ، كما رُوِيَ من حديث سعد الساعدي أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هل بقى من بر والدين بعد مماتهما قال :" نعم  الصلاة عليهما والاستغفار لهما  وإنفاذ عهدهما وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما" فهذه خمسة أنواع من أنواع بر الوالدين بعد مماتهما  وهي:

  1.  الأول: الصلاة عليهما  والمقصود الدعاء  لهما بالرحمة وأن يدخلهما الجنة ومنها أيضًا : صلاة الجنازة.
  2. الثاني: ومنها الاستغفار لهما يعني يقول اللهم اغفر لوالدي ومنها  اللهم اعفو عن والدي وتجاوز عن سيئاتهما وسامحهما. 
  3. الثالث:العمل بوصيتهما وما وصى به من الخير سواء في الدين أو الدنيا ما لم يكن مخالفا للشرع. 
  4.  الرابع: إكرام صديقهما إن كان  للوالدين صديق فيلزم إكرام صديقهما وهذا من البر ومنه ابن صديقهما كما فعل ابن عمر مع صديق عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.
  5.  الخامس: صلة الرحم  التي لا تصل إلا بهما من الإخوة الأشقاء والأعمام والعمات والأخوال والخالات أبناء العم وأبناء العمات وأبناء الخال وأبناء الخالات فهذا من الصلة والبر.

 

      ويجب على المسلم أن يحذر من جميع صور العقوق لكي لا يتعرض لسخط الله عز وجل وعقابه.

 

     ولأن  الوالدين سبب وجود الإنسان ولقد تعبوا عليه وشقوا في الدينا لأجل أن يحيا حياة كريمة  سعيدة فاتعبوا أنفسهما لأجل ولدهما فيجب شكر من أحسن إليه في صغره إلى أن كبر وهذا حقهما وإذا كان الإنسان لابد أن يشكر من أحسن إليه فكيف لا يشكر من أحسن إليه حياته كلها بدون مقابل بل يفرحان بالإحسان إلى ولدهما غاية الفرح والله إن حقهما لعظيم لذلك ودائما ما يقرن الله تعالى حقه جل وعلا بحق الوالدين كما مرت في الآيات. 

 

     وأيضا : يجب عليه أن يحرص على بر الوالدين مادام أبواه مازالا على قيد الحياة فإن حياة الوالدين نعمة عظيمة وبابا من أبواب الجنة وفرصة لنيل الحسنات العظيمة ورضوان الله عليه وتوفيقه في الدنيا والأخرة. 

 

والله المستعان وبالله التوفيق ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. واقرأ أيضا:الصدق في الإسلام وانظر أيضا:بر الوالدين أحب الأعمال الى الله سبحانه وكيفية برهما الشيخ سليمان الرحيلي

 

 الحمد لله رب العالمين.

اكتشف المزيد

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

39

متابعين

2

متابعهم

3

مقالات مشابة