تفسير القرآن الكريم-خواطر  الدكتور مصطفي صيام حول سورة البقرة الآيات

تفسير القرآن الكريم-خواطر الدكتور مصطفي صيام حول سورة البقرة الآيات

0 المراجعات

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

 

الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (3) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5) سورة البقرة

 

ألف لام ميم : هذه الحروف حروف مُقطعة، ومعنى مُقطعة: أن كل حرف يُنطق بمفرده، لأن الحروف لها أسماء ولها مُسميات ، فالناس حين يتكلمون ينطقون بمُسمى الحرف وليس بإسمه ، ولذلك تجد الشخص الأمي يُشير إلي القلم ويقول هذا قلم ، ولكنه لايستطيع أن يقول أن كلمة قلم تتكون من قاف ، ولام ، وميم ، رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أميا لا يقرأ ولا يكتب ،ولذلك لم يكن يعرف شيئا عن أسماء الحروف، فإذا جاء ونطق بأسماء الحروف يكون هذا إعجازاً من الله سبحانه وتعالى ، من الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ينطق الم في بداية سورتي( البقرة والعنكبوت) بأسماء الحروف فيقول : (ألف لام ميم )، وينطق الم في بداية سورتي (الشرح والفيل) بمسميات الحروف فيقول : (ألم) ، لابد أن رسول الله عليه الصلاة والسلام سمعها من جبريل عليه السلام هكذا كما أراد الله، يقول الحق سبحانه وتعالي : ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ، أي إن هذا القرآن، أنزلناه على عبدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، قد بلغ من وضوح الدلالة وسطوع البرهان، بحيث لا يرتاب أي عاقل مُنصف، في أنه كلام الله ، فيه هدى ودلالة علي الطريق القويم الذي يُحقق لسالكه الفوز بسعادة الدارين ، والمتقون الذين يخافون الله ويعملون بطاعته، يسلكون هذا الطريق القويم بمعونة الله وتوفيقه ، إنهم يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ أي إنهم يؤمنون بكل ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أمر البعث والنشور والحساب وغير ذلك، وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ أي يؤدون الصلاة المفروضة علهيم خاشعين لله، ويُوفون بأركانها وواجباتها وشروطها، وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ أى ومما أعطيناهم وملكناهم، يتصدقون فى وجوه الخير، ويمدون أيديهم بالإِحسان إلى الفقير والمسكين ،ثم يقول الحق سبحانه وتعالي : وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ، أي إن المتقين هم الذين يؤمنون بالقرآن الذي أوحي اليك أيها النبي، وبما بينتَ لهم من الدين وما فيه من أحكام وحدود، وكذلك يؤمنون بما أُنزل من قبلك على الرسل الكرام من التوراة والانجيل والزبور والصحف، ويؤمنون بأن هناك حياة أخرى بعد الموت إيماناً قاطعاً لا تردد فيه ، ثم يقول الحق سبحانه وتعالي : أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ، أي إن أولئك المتصفون بما تقدم من صفات كريمة، أحقاء بأن يُوفقهم الله ، ويُيسر لهم طريق الرشاد ، وَأُولَئِكَ هم الظافرون برضا الله ومحبته،  وهُمُ أهل الفلاح والفوز والنجاة.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

11

followers

1

followings

1

مقالات مشابة