تفسير القرآن الكريم-خواطر  الدكتور مصطفي صيام حول سورة البقرة الآيات(11-13)

تفسير القرآن الكريم-خواطر الدكتور مصطفي صيام حول سورة البقرة الآيات(11-13)

0 reviews

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

  وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) سورة البقرة

تتحدث الآيات الكريمة عن فساد المنافقين ، ومن أبرز وسائلهم في إفساد المجتمع الإسلامي ، ما كانوا يدعون إليه فى السر مِنْ تكذيب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإلقاء الشُبه فى طريق دعوته، وتسعير الفِتن والعداوة ، وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ،أي إذا لفت المؤمنون نظرهم إلى أنهم يُفسدون في الأرض، وطلبوا منهم أن يمتنعوا عن الإفساد، زعم المنافقون أنهم لا يُفسدون ولكنهم يُصلحون، وأي صلاح في عدم إتباع منهج الله، والخروج عليه بأي حجة من الحُجج؟ ، ومادام الحق سبحانه وتعالى، قد حكم على المنافقين، بأنهم هم المفسدون، فذلك حُكم يقيني، وكل من يحاول أن يُغيْر من منهج الله، أو يُعطل تطبيقه بحجة الإصلاح، فهو مُفسد، ومن أسوأ ألوان الجهل أن يكون الإِنسان مُفسداً وهو لا يشعر بذلك، مع أن أثر فساده ظاهرٌ فى العيان ، ثم يقول الحق سبحانه وتعالي : وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا كَمَا آَمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ ،أي وإذا قيل للمنافقين: لماذا لا تقتدون برسول الله صلي الله عليه وسلم وتسلكون مسلك الصحابة رضي الله عنهم ؟، قالوا في مجالسهم الخاصة: أَنُؤْمِنُ كَمَا آَمَنَ السُّفَهَاءُ ؟ ، المنافقون - قبَّحهم الله –يزعمون أنهم العقلاء وأرباب الحجج، ويصفون الرسول والصحابة رضي الله عنهم، بالسفه والجهل ،فيُخبر الله سبحانه وتعالي نبيه صلى الله عليه وسلم بقولهم البذيء، ويردَّ عليهم قائلاً : أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ، ،أي إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ، لأنهم جَهَلَوا ما تسمو به نفوسهم، وسعوا فيما يضرها، وباعوا آخرتهم بدنياهم ، حقاً إنهم لا يعلمون أن الجهل والسفه محصور فيهم، وأن ما هم فيه هو الضلال والخسران .
أخي المسلم : وجود المنافقين في المجتمع الإسلامي حتي قيام الساعة، إبتلاء وإختبار من الحق سبحانه وتعالي للمؤمنين، فطوبي لمن اجتاز هذا الإختبار،وعاش بقية حياته مُتمسكاً بكتاب الله وسُنة نبيه، لقد حاول أعداء الإسلام أن يطعنوا الإسلام لمدة سنوات كثيرة، ولكنهم عجزوا، ثم تنبهوا إلى أن هذا الدين لا يمكن أن يُهزم إلا مِن داخله، وأن إستخدام المنافقين في الإفساد، هو الطريقة الحقيقية لتفريق وإضعاف المسلمين،وتشويه دينهم ، فجندوا مرضي النفوس من المسلمين ، ليتخذوا منهم الحربة التي يوجهونها ضد الإسلام، وظهرت مذاهب كثيرة ، مثل الشيعة والمعتزلة والأباضية والعلمانية واليسارية وغير ذلك، كل هذا قام به المنافقون، وغلفوا مذاهبهم بغلاف إسلامي، ليُفسدوا في الأرض، ويحاربوا منهج الله، فليرتدع المنافقون، وليكفوا عن الإفساد، فالتصميم عليه والإعتقاد بأنه إصلاح، إفراط في الغباوة وجهل ما بعده جهل .

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

11

followers

1

followings

1

similar articles