الدعاء المستجاب في الدنيا والآخرة
اقرب ما يكون العبد من ربه حينما يتوجه إلى الله بالدعاء وإنه لمن النعم الجليلة أن يدعو الله تعالى عباده إلى سؤاله وعرض حاجاتهم، وأن يعدهم تبارك وتعالى الإجابة وتحقيق المطلوب .. {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: ٦٠].
"واذا سألك عبادي عني فأني قريب اجيب دعوة الداع إذا دعان"
الدعاء: هو الابتهال إلى الله بالسؤال، والرغبة فيما عنده من الخير والتضرع إليه في تحقيق المطلوب، والنجاة من المرهوب.
و في الدعاء تحقيق لعبادة الله تعالى والتي هي الغاية العظمى.
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «الدعاء هو العبادة»
بالدعاء تسمو الروح وتطمئمن فهو دواء وبلسم شافي للصدور من الهموم والغموم والأحزان في الدنيا و شفاء للقلوب وسعادة في الدارين. فلا عجب أن تداوي به العارفون .. ولزم محبته المتقون.
ومن المجيب يا اخوتي؟
هو من بيده الدنيا والآخرة ومن بيده الخير كله وهو على كل شيء قدير
وإن أعظم ما في الدعاء أنك تناجي فيه ملك الملوك من ليس كمثله شيء، من بيده ملكوت كل شيء. فلا أحد يحجبك عن مناجاته. ولا واسطة، ولا شيء يحجب صوتك .. فلتجعل دعاء الله تعالى طريقك إلى رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء
وان سألت فأسأل الله خيري الدنيا والآخرة فإن صلاح الدين يكسب محبة الله وتوفيقه في الدنيا والفوز بجنته في الاخرة
أما رأيت أن الله تعالى ذم أقوامًا في كتابه؛ بإعراضهم عن دعائه تعالى، والتضرع إليه ووصفهم بقسوة القلوب، فقال تعالى: {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأنعام: ٤٣] .
و أن من يدعو الله تعالى وهو يحسن الظن بربه فلا يدعو دعاء شاك مرتاب، فالله تعالى مع عبده إذا كان ممن يحسنون الظن به تبارك وتعالى
ففي الحديث القدسي يقول الله عز وجل
“انا عند حسن ظني بي وانا معه حيث يذكرني”
وأعظم الدعاء عندما يكون في رمضان فهناك ثلاث ساعات للدعاء من ايام رمضان يجب على المسلم أن لا يضيعها
الساعة الاولى: بعد صلاة الفجر
والتزام الذكر حتى طلوع الشمس ثم الدعاء فهو من أرجى اوقات الدعاء استجابة عند الله تعالى
الساعة الثانية: قبيل الافطار:
الناس مشغولون بالزحام في الطرقات وتحضير الطعام والشراب
فبينما الناس مشغولون بالبطون اتجه انت بالدعاء الى الحي القيوم منفردا ببيتك او مسجدك تذكر الله وأدعو الله بصلاح الدين والدنيا فإن الله تعالى يعطي الدنيا لمن يحب ولمن يبغض لكن ابدا لا يعطي صلاح الدين الا لمن أحب جل جلاله
الساعة الثالثة :قبيل الفجر في السحر
الصابرين والصادقين و القانطين و المنفقين والمستغفرين بالأسحار
توجه إلى الله في هذه الساعات من رمضان بلسان المضطر المفتقر الذي لا يمكن أن تقوم له قائمة الا بالدعاء إلى الله
قال الله تعالى: {أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} [النمل: ٦٢] .
جعلنا الله ممن يشرح بالدعاء قلبه ويفرج همه ويجعله من سعداء الدنيا والآخرة
