قصص القرآن تفسير وبيان

قصص القرآن تفسير وبيان

0 reviews

،طسم): من الحروف التي سميت بالحروف النورانية، والحروف النورانية عددها أربعة عشرة حرفا، وهي تشكل جملة “نص حكيم قاطع له سر”.

(تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ): لقد بدأت أكثر من سورة بالقرآن الكريم بهذه الآية، ومن مثل هذه السور سورة “يوسف”؛ والكتاب المبين هو الكتاب المبين الذي بالسماء ويسجل فيه أعمال البشر.

(وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ): آية فيها من البلاغة الشيء عظيم، آية فيها خبرين وأمرين ونهيين وبشارتين بنفس الآية، وهذه الآية الكريمة انفردت بكل ذلك دونا عن بقية آيات كتاب الله الحكيم.

قصـــــــــــــــــــــة دارت كل أحداثها حول هذه الآية:

كانت هناك جارية لدى “هارون الرشيد” وكانت قد اكتشفت من هذه الآية البلاغة العظيمة التي جاءت بها، وذات مرة كانت هذه الجارية تردد بعضا من أبيات الشعر القديم، فتعجب “هرون الرشيد” من بلاغتها، فقالت له: “أتسمي هذه الأبيات بلاغة وتتعجب منها يا مولاي، فآية واحدة من القرآن الكريم جمعت بين خبرين وأمرين ونهيين وبشارتين”.

فسألها “هارون الرشيد” عن هذه الآية، فأجابته قائلة: “إنها الآية السابعة من سورة القصص يا مولاي”.

فقال لها “هارون الرشيد”: “اذهبِ فأنتِ حرة”!

البلاغة التي جاءت بالآية الكريمة السابعة من سورة القصص:

الخبرين: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى، إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ).

الأمرين: (أَنْ أَرْضِعِيهِ، فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ).

النهيين: (وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِ).

البشارتين: (إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ”.

عملية إنقاذ موسى من الموت:

تم إنقاذ سيدنا “موسى” عليه السلام من الموت لمرتين؛ المرة الأولى كان على يد امرأة فرعون والتي آمنت معه عندما جاءه الوحي، ففي الآية التاسعة من سورة القصص قال تعالى: (وَقَالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا).

والمرة الثانية كانت عندما تكلم “حازقيال” الرجل المؤمن من آل فرعون، قال تعالى في سورة غافر: (وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ).

(وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ): تبين هذه الآية بدقة الفرق بين القلب والفؤاد، يوجد الفؤاد في مؤخرة دماغ الإنسان حيث الحواس الخمسة بجسم الإنسان تصب بداخله المعلومات، فعندما ألقت أم موسى برضيعها باليم أصبحت خاوية الفؤاد، فكانت مبصرة ولا ترى أمامها، وكانت تجيد السمع ولكنها لا تفقه ما تسمعه، فكل حواسها كانت معطلة، حتى أنها كانت لتصرخ من شدة ألمها لولا أن الله سبحانه وتعالى ربط على قلبها، سيطر الله سبحانه وتعالى على الناصية والتي بمقدمة الدماغ حتى لا تبدي من أمرها.

(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ): إن الله سبحانه وتعالى لا يعطي مالا، ولكنه يعطي حكما وعلما، وبالتالي كان سيدنا “موسى” وهو صغير محسنا، والإحسان هو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

(فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ): استخدام أداة النفي ما أقوى مع قارون، بينما استخدمت أداة النفي لم مع صاحب الجنتين بسورة الكهف، ويرجع ذلك إلى أن الله سبحانه وتعالى قضى على قارون وأمواله وممتلكاته جميعها كليا، ولم يتركه على قيد الحياة من الأساس، أما عن صاحب الجنتين فلم يقضي الله سبحانه وتعالى إلا على جنتيه واللتان كانتا سببا في إثمه، ولكنه أعطاه فرصة للحياة وفرصة لعمل الخيرات قبل لقاء ربه جل وعلا.

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

28

followers

3

followings

1

similar articles