قصص عن الأم في الإسلام

قصص عن الأم في الإسلام

0 reviews

 

قصص عن الأم في الإسلام

أويس القرني

أسلم سيدنا أويس القرني على زمن الرسول- صلى الله عليه وسلم- لكنه لم يعد صحابياً ؛ إذ إنه لم يلتق بالنبي- صلى الله عليه وسلم- ؛ وذلك لأنه بقي في اليمن ليبر بأمه ، وقد مدحه الرسول- صلى الله عليه وسلم- ، بل وطلب من عمر بن الخطاب وهو أحد كبار الصحابة- رضي الله عنهم- ؛ أن يطلب من أويس- رضي الله عنه- أن يستغفر له ففعل.

 وعلى الرغم من أن أويس- رضي الله عنه- كان من الفقراء ولم يكن أهل بلدته يأبهون له ، إلا أنه كان ذا شأن عظيم عند الله- سبحانه وتعالى- ؛ حتى أخبر عنه رسوله- صلى الله عليه وسلم- ، وأخبر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- سيدنا عمر أن أويساً كان باراً بأمه ، وأن هذه كانت علامة فارقةٌ في حياته ، وأنه لو أقسم على الله لأبره.

قالَ سيدنا عمر بن الخطاب سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ- صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ- يقولُ( يَأْتي علَيْكُم أُوَيْسُ بنُ عَامِرٍ مع أَمْدَادِ أَهْلِ اليَمَنِ مِن مُرَادٍ ، ثُمَّ مِن قَرَنٍ ، كانَ به بَرَصٌ فَبَرَأَ منه ، إلَّا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ له وَالِدَةٌ هو بهَا بَرٌّ ، لو أَقْسَمَ علَى اللهِ لأَبَرَّهُ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لكَ فَافْعَلْ).

 تفريج الهم من خلال البر بالوالدين

كثيراً ما نسمع من الصالحين أن نجعل خبيئة بيننا وبين الله ؛ لينجينا بها الله من المهالك في الدنيا والآخرة ، والخبيئة هي العمل الصالح الذي يخفيه المرء عن جميع الناس ويتركه بينه وبين الله دون أن يخبر به أحداً ، ومن هذه الأعمال الصالحة ، البر بالوالدين. وفي الحديث الصحيح أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أخبرنا عن ثلاثة أشخاص دخلوا إلى غارٍ كي يبيتوا فيه ، فلما دخلوه انحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار ، فدعوا الله بصالح أعمالهم ، وكان منهم رجل بار بوالديه ؛ فانفرج جزء من الصخرة لما توسل إلى الله ببره لوالديه ، وفُتح الغار بأعمالهم الصالحة هم الثلاثة.

 أما هذا الرجل الصالح البار فَقالَ( اللَّهُمَّ كانَ لي أبَوَانِ شيخَانِ كَبِيرَانِ ، وكُنْتُ لا أغْبِقُ قَبْلَهُما أهْلًا ، ولَا مَالًا فَنَأَى بي في طَلَبِ شيءٍ يَوْمًا ، فَلَمْ أُرِحْ عليهما حتَّى نَامَا ، فَحَلَبْتُ لهما غَبُوقَهُمَا ، فَوَجَدْتُهُما نَائِمَيْنِ وكَرِهْتُ أنْ أغْبِقَ قَبْلَهُما أهْلًا أوْ مَالًا ، فَلَبِثْتُ والقَدَحُ علَى يَدَيَّ ، أنْتَظِرُ اسْتِيقَاظَهُما حتَّى بَرَقَ الفَجْرُ ، فَاسْتَيْقَظَا ، فَشَرِبَا غَبُوقَهُمَا ، اللَّهُمَّ إنْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذلكَ ابْتِغَاءَ وجْهِكَ ، فَفَرِّجْ عَنَّا ما نَحْنُ فيه مِن هذِه الصَّخْرَةِ ، فَانْفَرَجَتْ شيئًا لا يَسْتَطِيعُونَ الخُرُوجَ).

ونرى في هذا الحديث بر هذا الرجل بوالديه ؛ وكيف أنه لم يرض أن ينام ، أو أن يسقي أولاده أو زوجته من الحليب الذي جلبه قبل والديه ، وكيف بقي ينتظر استيقاظهما وهو يحمل الحليب بين يديه ، حتى طلع الفجر فشربا ، ونرى كيف فرج الله عنهم جزءاً من الصخرة ، وانفرج باقيها بدعاء صاحبيه ، وتوسلهما بأعمالهما الصالحة.

 الأم أهم من كل أموال الدنيا

بلغ ثمن النخلة الواحدة في عهد عثمان بن عفان- رضي الله عنه- ألف درهم ، قال فعمد أسامة بن زيد إلى نخلة فعقرها أي قطعها ، فأخرج جمارها وهو قلب النخلة فأطعمه أمه ، فقالوا له ما يحملك على هذا وأنت ترى النخلة قد بلغت ألف درهم ؟ ، قال إن أمي سألتنيه أي طلبت أن تأكل منه ، ولا تسألني شيئاً أقدر عليه إلا أعطيتها.

 رجل يعتني بأمه منذ أن كان طفلًا بعد وفاة جدته

هذه القصة باختصار ترويها طبيبة لرجل جاء بأمه للعيادة ؛ وهي تركض وتقفز كالأطفال ، وتطلب منه الحلويات ورقائق البطاطا ، وهو يتعامل معها بمنتهى اللطف والإحسان ، فسألته الطبيبة عنها فأخبرها أنها أمه ، وأنه يقوم بالاعتناء بها وإطعامها ، بل وقص أظافرها وتنظيفها ، على الرغم من أنها لم تكن تدرك شيئاً. وكل هذا مع أنه لا يذكر منها إحساناً له سوى أنها حملت به وولدته ، ثم اعتنت بهما جدته إلى أن توفاها الله ؛ ليكمل هو مهمة الاعتناء بها ، كل هذا من أجل الله وفي سبيل الله ، طلباً لمرضاة الله ببره لوالدته ؛ فهو يعلم أن بر الوالدين من أعظم الأعمال عند الله.

 مكانة بر الوالدين

 لبر الوالدين مكانة عظيمة ، نبين فيما يأتي :-

- اقترن بر الوالدين بطاعة الله- تعالى-

 وبر الوالدين من العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله- تعالى-.

- حث الإسلام على الإحسان إلى الأم على وجه الخصوص : -

 فهي التي حملت وولدت ، وأرضعت وتحملت المشاق ، وأزالت الأذى عن صغيرها حتى يكبر ، وأصبح شاباً ورجلاً يعتمد عليه ؛ ليكون سنداً لها في هذه الحياة.

-        بر الوالدين يأتي بالخير العظيم في الدنيا قبل الآخرة :-

والواقع العملي من حولنا يثبت لنا أن الكثير من الناس ، ممن لا يملكون الكثير من المؤهلات والشهادات العلمية ونحوها ؛ يعيشون بسعادة وراحة بال ، وما ذلك إلا بدعوة من والدته أو والده لشدّة بره بهما وهذا من فضل بر الوالدين.

 

 

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

154

followers

17

followings

1

similar articles