سعد بن معاذ

سعد بن معاذ

0 reviews

 

 

سعد بن معاذ 

هو الصحابيّ الجليل سعد بن معاذ بن النّعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ، يُكنّى بأبي عمرو ، وأسلم على يد مصعب بن عُمير- رضي الله عنه- حين بعثه الرّسول- صلّى الله عليه وسلّم- مُرشداً وهادياً لأهل المدينة المنوّرة ، فدخل الإسلام لقلب سعد بن معاذ من اللحظة الأولى ، وعزم على قبيلته بأن يدخلوا الإسلام وقال بأن كلامه معهم حرام حتّى يدخلوا جميعهم في الإسلام ، فأسلمت قبيلته بأكملها فكان من أكثر النّاس بركةٍ لأهله وقبيلته ، وشَهِد مع رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- عدّة غزوات ؛ منها غزوة بدر وغزوة أُحد وغزوة الخندق ، وتُوفّي في السّنة الخامسة من الهجرة النبويّة وكان عمره سبعةٌ وثلاثون عاماً ، وصلّى عليه الرّسول- صلّى الله عليه وسلّم- ودُفن في البقيع ، وعندما خرجت جنازته صاحت أمّه فأخبرها رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- بأن لا تجزع ولا تحزن وقال لها( إنّ ابنَك أولُ مَن ضحك اللهُ له واهتزَّ له العرشُ).

 مواقف من حياة سعد بن معاذ 

تجلّت بطولات الصحابيّ سعد بن معاذ- رضي الله عنه- في عدّة مواقف عاشها مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ؛ وفيما يأتي بيان بعض المواقف:-

  •  الدّعوة إلى الله تعالى ؛ فحين أعلن سعد بن معاذ إسلامه اشترط على قومه الدخول بالإسلام ، وكان من الممكن أن يُعلن إسلامه ولا يشترط على قومه ذلك ، وكان له أن يتريّث ويتمهّل بدخول الإسلام ، لكنّه آثر دخول الإسلام ونُصرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
  •  حُكم سعد بن معاذ بحُكم الله- تعالى- في حادثة بني قريظة ؛ حيث كان بنو قريظة حلفاءً للأوس أيّام الجاهليّة ، ثمّ خانوا رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- خيانةً عظمى يوم الأحزاب ، وبعد انتهاء النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- من قتال مشركي مكّة عاد ليحكُم في بني قريظة بسبب خيانتهم للمسلمين ، فحاصرهم المسلمون شهراً أو خمساً وعشرين يوماً ، ثمّ حاولوا مفاوضة الرّسول- صلّى الله عليه وسلّم- بأن يخرجوا إلى الشّام ، لكنّ الرسول رفض ذلك وعزم بأن يحتكموا لحُكْمه فوافقوا على ذلك ، فحكّم فيهم رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- سعد بن معاذ رضي الله عنه ؛ ففرحوا وارتاحوا لذلك لأنّه كان حليفهم من قبل فظنّوا منه خيراً ، لكنّ سعد بن معاذ- رضي الله عنه- فكّر في الموقف من جميع جوانبه وقدّر ظلمهم وخيانتهم للعهد ؛ فحكم عليهم حكماً شديداً إذْ أشار إلى أن يُقتل كلّ الرّجال وتُسبى النّساء.
  • نُصرة سعد بن معاذ للرّسول- صلّى الله عليه وسلّم- يوم غزوة بدر ؛ فبعد أن جمع الرّسول- صلّى الله عليه وسلّم- أصحابه- رضي الله عنهم- لملاقاة قافلة قريش ؛ تبيّن لهم أنّها ابتعدت عن الطّريق ولم يبقَ إلّا المواجهة والقتال مع قريش ، فشاور الرّسول- صلّى الله عليه وسلّم- أصحابه وكان رأي المهاجرين بمواجهة قريش ، وأراد الرّسول- صلّى الله عليه وسلّم- أن يستمع لرأي الأنصار ؛ فقام سعد بن معاذ- رضي الله عنه- مُجيباً على سؤال الرسول ؛ حيث قال( قد آمنا بك ، فصدقناك ، وشهدنا أن ما جئت به هو الحقّ ، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة ، فامض يا رسول الله لما أردت فوالذي بعثك بالحقّ لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ، ما تخلّف منا رجل واحد ، وما نكره أن تلقى بنا عدوّاً غداً إنّا لصبر في الحرب ، صدق في اللقاء ، ولعلّ الله يريك منّا ما تقرّ به عينك ، فسر بنا على بركة الله) ، ففرح النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- بردّ سعد بن معاذ واستبشر خيراً في معركته مع قريش.
  • نُصرة سعد بن معاذ للرّسول- صلّى الله عليه وسلّم- في حادثة الإفك ؛ فحين شاع الكلام عن السيّدة عائشة بنت أبي بكر- رضي الله عنها- زوراً ؛ خرج النبيّ- صلّى الله عليه وسلّم- إلى المنبر يتحدّث إلى النّاس ، وقال بأنّه تأذّى من الكلام على أهل بيته وهو لم يعلم منهم إلّا خيراً ، فوقف سعد بن معاذ- رضي الله عنه- وكان قد تأذّى ممّا تأذّى منه الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ؛ فقال( يارسول الله أنا أعذرك منه إن كان من الأوس ضربت عنقه وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا فعلنا أمرك).

صفات سعد بن معاذ 

كان سعد بن معاذ- رضي الله عنه- يتصّف بعدّة صفات جليلة وعظيمة ظهرت من مواقفه البطوليّة مع الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ، وفيما يأتي بعض صفات سعد بن معاذ :- 

- تقديم محبّة الله- تعالى- ومحبّة الرّسول- صلّى الله عليه وسلّم- على محبّة سواهما. 

- الهمّة العالية في نشر الدّعوة والدّين الإسلاميّ.

-  التبرّؤ من أعداء الله تعالى. 

- السعّي والجهاد لخدمة الدّين.

- الاعتزاز في الحقّ وإظهار القوّة في ذلك. 

فَضْل سعد بن معاذ

 بالرّغم من أنّ مدّة إسلام سعد بن معاذ- رضي الله عنه- لم تتجاوز سبع سنين إلا أنّه ترك أثراً عظيماً ونال فضلاً من الله- تعالى- أخبر عنه الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ، وكان سعد بن معاذ- رضي الله عنه- رجلاً جسيماً ، لكنّه كان خفيف الوزن عندما حمله المسلمون يوم وفاته فتعجّبوا من ذلك ، فأجابهم الرّسول- صلّى الله عليه وسلّم- بأنّ الملائكة كانت تحمل سريره معهم ؛ تكريماً له ورِفعة ، وقال أيضاً( اهتزَّ عرشُ الرحمنِ ، لموتِ سعدِ بنِ معاذٍ) ،وأُتي للرّسول- صلّى الله عليه وسلّم- ذات مرةٍ بحرير وتعجّب الصّحابة- رضي الله عنهم- من جماله ، وقال الرّسول بأن مناديل سعد بن معاذ في الجنّة ألين من الحرير وأرقّ منه.

 

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

154

followers

17

followings

1

similar articles