
العرب قبل الاسلام الحكاية بكل تفاصيلها
من الظلام الى النور
الموطن الأساسي للعرب
تعتبر شبه الجزيرة العربية الموطن الأساسي للعرب، وهي تعد أكبر شبه جزيرة في العالم يحدها من الشرق الخليج العربي، ومن الغرب البحر الأحمر، ومن الجنوب المحيط الهندي ومن الشمال يحدها خطٌ وهميٌّ يمتد من خليج العقبة حتى مصب شط العرب في الخليج العربي،
ويعتقد بأن العرب سكنوا شمال هذا الخط منذ مئات السنين واستقروا في البادية ووصلوا إلى أطراف الشام، وسكنوا أيضًا في فلسطين وطور سيناء حتى بلغوا ضفاف النيل الشرقية.
اتفق المؤرخون على تقسيم العرب إلى عربٍ عاربة، وعربٍ متعربة، وعربٍ مستعربة، ومن حيث النسب إلى قسمين: قحطانية، منازلهم الأولى في اليمن، وعدنانية، منازلهم الأولى في الحجاز.
واتفقوا على أن القحطانيين هم عربٌ منذ خلقهم الله تعالى، خلقوا يتكلمون اللغة العربية ويفهمونها، فهم الأصل، أما العدنانيون فهم فرعٌ من القحطانيون أخذوا العربية عنهم وبلسانهم تكلم أبناء إسماعيل بعد هجرتهم إلى الحجاز، ومن طبقات العرب العاربة كان قوم عاد، وثمود، وطميم، وجديس، وأميم، وجاسم، وعبيل، وهم من أقدم طبقات العرب على الإطلاق.
اتسمت الحياة السياسية في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام بغياب التنظيم السياسي، باستثناء مناطق مثل اليمن في الجنوب الغربي، أما في شبه الجزيرة العربية فلم يكن هناك حكومة في أي وقتٍ،
سلطة رؤساء القبائل
ولم يعترف العرب أبدًا بأي سلطةٍ سوى سلطة رؤساء القبائل، ونظرًا لعدم وجود شرطة أو محاكم أو قضاة فقد كانت الحماية الوحيدة التي يمكن أن يجدها الفرد هي القبيلة، حيث كانت القبيلة تقوم بحماية أفرادها حتى لو كانوا هم المذنبين، وبسبب غياب التنظيم السياسي كانت الحروب دائمةً بين القبائل للحصول على المأوى والغذاء.
العرب اقتصاديا
فرضت بعض القبائل سلطةً كبيرةً في المناطق التي سكنتها، فهيمنت قريش على مكة، بينما كانت القبائل المهيمنة في يثرب هي قبائل الأوس والخزرج، ويهود بني نادر وقريزة.
اقتصاديًّا كان اليهود أصحاب أفضل الأراضي الصالحة للزراعة في الحجاز، وكانوا من أفضل المزارعين في البلاد، كانوا أيضًا رواد أعمالٍ في الصناعات التي كانت موجودةً في الجزيرة العربية في تلك الأيام، واحتكروا صناعة السلاح والعبودية حيث تم بيع وشراء العبيد من الذكور والإناث
المراكز الحضارية
أما عن أهم المراكز الحضارية في شبه الجزيرة العربية فقد كانت مكة المكرمة ويثرب في المقدمة، حيث كان أغلب سكان مكة من التجار ومقرضي الأموال.
اعتنق العرب قبل الإسلام مجموعةً من المذاهب والمعتقدات الدينية، وانقسموا إلى عدة مجموعاتٍ فكان منهم:
الوثنيون: الذين عبدو الأصنام واتخذوا من الكعبة مركزًا لهم، وبنوا فيها 360 صنمًا من الحجر والخشب.
الملحدون: الذين لم يؤمنوا بوجود الآلهة واعتقدوا أن العالم أبدي.
الزنادقة: تأثروا بالعقيدة الفارسية المتمثلة في وجود إلهين يمثلان القوى المزدوجة، إلهُ الخير وإلهٌ للشر وهما في صراعٍ أبديٍّ.
اليهود: بعدما طُرد اليهود من القدس عام 70 ميلادي توجهوا إلى فلسطين وسورية ووجد العديد منهم منازل هناك، وقد اعتنق بعض العرب اليهودية أيضًا.
المسيحيون: هاجرت قبائل غسان إلى الحجاز واستقروا فيها، فقام الرومان بتحويل هذه القبائل إلى المسيحية، وكان هناك العديد من المسيحيين في اليمن حيث تم جلب العقيدة المسيحية إليها مع الغزاة، واتخذت من نجران مركزًا لهم.
الموحدون: كان هناك مجموعةٌ من الموحدين الذين لم يعبدوا الأصنام، وكان أفراد هذه المجموعة ينتمون إلى النبي إبراهيم ومن عائلة النبي محمد صلى الله عليه و سلم
الوضع الاجتماعي
يمكن تلخيص الوضع الاجتماعي للعرب قبل الإسلام بالقول بأنهم كانوا يعيشون في حالةٍ من الظلم والجهل، بعيدًا عن العلاقات الاجتماعية، مقيدون بشبكةٍ من الخرافات التي كانت تشتتهم وتحثهم على القتال والنزاع،وكانت العلاقات بين القبائل هشةً حيث كان الارتباط البدوي هو الشعور الراسخ في العشيرة، وتم اعتماد وحدة الدم مبدأ لربط العرب بالوحدة الاجتماعية ودعمها، وكانت القبيلة تدعم أفرادها دائمًا حتى لو كانوا هم المخطئون.
في حالاتٍ أخرى قامت العادة على احترام التحالفات وعقد الهدنات والغروب عن القتال والنزاع، ولا سيما في الأشهر المقدسة (محرم، رجب، ذي القعدة، ذي الحجة) حيث وفر ذلك للعرب فرصةً لكسب رزقهم والتعايش بسلامٍ.
لم يكن لدى العرب قبل الإسلام عدد محدود من الزوجات، ويمكنهم الزواج من أختين في نفس الوقت أو حتى زوجات آبائهم في حالة الطلاق والأرامل، وبشكلٍ عام عانت المرأة في العصر الجاهلي من كثيرٍ من الظلم وسلبت من كامل حقوقها.
المرأة العربية قبل الإسلام
تباينت أوضاع المرأة العربية قبل الإسلام تبعًا للقوانين والأعراف الثقافية للقبائل التي عاشت فيها، ففي المناطق الجنوبية في شبه الجزيرة العربية حدد القانون القبلي حقوق المرأة، حيث عانت المرأة من الظلم وحرمت من حقوقها، فلا يمكن للمرأة أن ترث الممتلكات وكانت تعامل معاملة السلعة التي تباع وتشترى.
كان هناك أيضًا أنواعٌ من أساليب التعذيب وقتل النساء والفتيات، فقد اعتاد العرب الجاهليون وأد بناتهم أحياء لاعتقادهم بأن الأنثى تشكل عارًا على العائلة، ولتخفيف العبء الاقتصادي أيضًا.
المؤرخون العرب و الشعر
يذكر أن العرب استخدموا التأريخ فقد كانوا يؤرخون ببناء إبراهيم للكعبة ثم أرّخوا بعام موت كعب بن لؤي وسموه عام الغدر، ثم أرّخوا بعام الفيل وبعدها بدأوا بالتاريخ الهجري، وأرّخ بعض العرب بالحوادث والوقائع المشهورة مثل عام بناء الكعبة وعام موت هشام بن المغيرة وأيام الربيع ويوم الفصيل وغير ذلك من أحداثٍ بين قبائل العرب.
كما نجد أن العرب الشماليون استخدموا التقويم السلوقي الذي التزمه الروم وهو تقويمٌ عمل به النصارى قبل البدء بالتقويم الميلادي.
لدينا حوالي الثمانين شاعرًا وردت أسماؤهم في كتب اللغة والأدب جميعهم من فترة قبل الإسلام، وعُرف شعرهم بالشعر الجاهلي وعرفوا بالشعراء الجاهليين، يختلف شعرهم عن الشعر الإسلامي بالطول والقصر وعدد الأبيات وكانت جميعها مكتوبةً باللغة العربية الفصحى لغة القرآن الكريم،
ومن هؤلاء الشعراء كان الأصمعي وحماد بن إسحاق ومحمد بن أنس وأبو عمر الشيباني ومروان بن أبي حفصة وبشر بن الفضل بن لاحق والمدائني وإسحاق الموصلي والطرماح.
تسمية العصر الجاهلي
تطلق تسمية العصر الجاهلي على الأعوام التي سبقت ظهور الاسلام وهي تسمية تشير إلى جهل البشر آنذاك بالدين ويخطئ البعض بالظن أنها تسمية تخص العرب فقط بل أن هذه التسمية خاصة بالمرحلة التاريخية كاملة , امتد العصر الجاهلي حوالي قرنين من الزمن وهي فترة مجهولة بعض الشيء تاريخياً
وأكثر ما يعرف منها تم استقراؤه من القصائد التي تناقلها العرب لقرون طويلة وقد تميزت هذه الفترة بالعديد من الخصائص الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية إذ أن الشعر كان في ذلك الزمن مرآة للحياة العربية.
العصبية القبلية
إن أبرز ما يمكن ذكره عن هذه الفترة التاريخية القديمة هو العصبية القبلية وهو مصطلح يعني التعصب والولاء الأعمى للقبيلة أو العشيرة ومناصرتها ولو على الظلم والعدوان وقد كانت الحياة قبل الاسلام عبارة عن مجتمع قبلي إذ لم يكن هناك وجود لسلطة مركزية بل كانت كل قبيلة تحكم بطريقتها الخاصة وكان مصدر الفخر الأقوى والأبرز هو القبيلة التي تنتمي إليها
وبسبب هذا النظام كانت الحروب القبلية سمة أخرى من سمات هذا العصر حيث لم تتوقف الحروب بين القبائل العربية بل بعضها استمر عقوداً كحرب داحس والغبراء التي خلدت بفضل القصائد التي نظمها شعراء القبائل أو كحرب البسوس التي خلدت في قصة الزير سالم ومن أشهر القبائل العربية وأقواها في ذلك الحين قبيلة قريش في مكة وقبيلة الأوس وقبيلة الخزرج في يثرب وقبيلتا تغلب ووائل في ديار ربيعة
الصعاليك
الصعاليك هو اسم جمع مفرده صعلوك وهو اسم يُطلق على جماعة من العرب في عصر ما قبل الإسلام، عاشوا وأطلقوا حركتهم في الجزيرة العربية كانوا ينتمون لقبائل مختلفة وقد عُرفوا بعدم انتمائهم لسلطة قبائلهم وواجباتها، حيث انشقوا عنها أو طُردوا منها. ومعظم أفراد هذه الجماعة من الشعراء الرائعين وقصائدهم تعدّ من عيون الشعر العربي، ولعل أبرز صفة من صفاتهم كانت محاربتهم للأغنياء البخلاء ومظاهر الرفاهية التي كانوا يتمتعون بها ويحرمون غيرهم منها وقد تميزوا بالشجاعة و الصبر عند الشدائد وسرعة الهرب والعدو حتى أنه كان يضرب بهم المثل وسموا بالعدائين، فقيل “أعدى من السليك” و”أعدى من الشنفرى” لقد كانوا من أبرز مظاهر حياة ما قبل الاسلام الاجتماعية ومن أشهر الصعاليك الذين خلدهم التاريخ كشعراء عمرو بن الورد، تأبط شراً، الشنفرة الأزدي هؤلاء هم الذين تركوا إرثاً شعرياً وتاريخياً لا يقدر بثمن.
العرب الجاهليون و العلوم
بالرغم من عدم وجود مخطوطات علمية ترجع للعصور الجاهلية هنالك مايدل على أنه كان لديهم علوم متوارثة في مجالات مختلفة؛ في مجال الفلك الذي كان الجاهليون يدعونه علم الأنوار فعرفوا مواقع النجوم واستدلوا بها للاهتداء إلى مسالكهم في البر والبحر، ولهم معرفة في أوقات ظهور الكواكب؛ حيث كانوا يعبدون بعض الكواكب، وخاصة «الزهرة» التي تظهر في أوقات محددة، والتي مثلوها بصنم , وفي مجال الرياضيات يذكر أن فيثاغورس كان قد زار ضمن رحلته بلاد العرب ليتعلم من حكمة أهلها؛ إذ كان العرب أمة تجارية فلاشك أنهم استخدموا أنماطًا كثيرة من علوم الرياضيات ومنها الجبر
أقسام بلاد العرب جغرافيا
كانت بلاد العرب مجهولة تمامًا لدى القدماء، فلم تطأها أقدامهم؛ إذ عصمتها الصحراوات والبحار المحيطة بها من الغزو الاستعماري أو الغزو الديني، كما عصمها كذلك ترامي أطرافها وعدم جودها بما يغري الغزاة على تجشم المصاعب في سبيل غزوها.
ورد في القاموس الكلاسيكي لوليم سمث أن بلاد العرب كانت تنقسم قديمًا إلى ثلاثة أقسام:
أولا :بلاد العرب الصخرية وهي عبارة عن المثلث المنحصر بين خليجي البحر الأحمر «شبه جزيرة سينا»، والمنطقة التي تليه إلى الشمال والشمال الشرقي، وكانت عاصمتها مدينة بطره وقد سميت بهذا الاسم إما نسبة إلى عاصمتها أو إلى طبيعة المنطقة الصخرية.
ثانياً : بلاد العرب الصحراوية وهي تشمل بادية الشام وجزءًا من داخل شبه الجزيرة.
ثالثاً : بلاد العرب السعيدة وهي تشمل بقية أجزاء البلاد ما عدا الجزأين السابقين.
وجهل القدماء بداخل بلاد العرب هو الذي دعاهم إلى احتسابه ضمن بلاد العرب السعيدة «أو الخضراء» مع أنه في الواقع يعتبر من بلاد العرب الصحراوية، أما ما يصح أن يطلق عليه اسم بلاد العرب السعيدة فهو الجزء الجنوبي الغربي حيث بلاد اليمن التي كانت فيها حضارة معين وسبأ.
- قبل مولد النبي الحبيب في جزيرة العرب، كان الإنسان يعاني من انتشار الفساد بشكل أو بآخر، أنغلقت العقول وضاقت الآفاق وأصبح التعصب والتقليد الأعمى عنوان حياتهم، إلا قليل من الذين الذين أعتزلوا هذا العصر الجاهلي، وانصرفوا بعيدًا عن هذا الزيف، وأطلق على هؤلاء الفئة الحنفاء، فهم يهجرون ما يحيط بهم من آثام ويبحثون عن الدين السليم ليتبعوه، وكانوا يعيشون على فطرة سيدنا إبراهيم، كان العرب يعبدون الأصنام والحجارة التي ينحتونها ثم يسجدون لها،
وأحيانًا يصنعونها من التمر فإذا جاع أحدهم أكله، وفي المعاملات المالية تجدهم يبيعون البشر كما يبيعون السلع والأنعام، وانتشرت تجارة العبيد في ذلك الوقت.وعلى الرغم من ذلك لم يكن العرب مثال للسوء تمامًا فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-:
“إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ” أي أنه كان هناك أخلاق وصفات حسنة أيضًا، لدى العرب منها الكرم والشجاعة والمروءة وحماية الجار وإغاثة الملهوف. هنا أذن الله أن يرسل للبشرية من ينير طريقهم ويعيدهم لصوابهم خاصة بعد مرور 500 عام على رحيل سيدنا عيسى، لتسطع مكة و تزدهر بقدوم سيد المرسلين الصادق الأمين.
وفي خضم الصراع وانتشار الظلم يظهر نور ليعلن أن فجر عهد جديد قد اقترب، وأذن الله بالبشرى فخلق محمدًا ليحمل مشاعل النور ويهدي الخلق أجمعين.
مولد النبي الحبيب المصطفى
و هنا تبدء الحكاية حين ولد سيدنا محمد (صلى الله عليه و سلم) في 12 ربيع الأول من عام الفيل (ما يوافق حوالي عام 571 من السنة الميلادية) في مكة في شعب أبي طالب.
إنه النبي الكريم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن عبد مناف، أمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف من أشراف مكة. وينتهي نسب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم إلى إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام. مات أبوه عبد الله وهو في بطن امه، ولكن الله آوى محمد وجعله في كفل جده عبد المطلب، المعروف بالكرم الكبير وحب الفضل وخدمة البيت الحرام وسقاية الحجاج، أي خدمة الذين كانوا يأتون إلى بيت الحرام قبل الإسلام. ولد محمد بن عبد الله يتيما، في الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل الموافق لسنة 571م . إن مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يكن مفاجأة للعرب، فقد كانت تدور على ألسنة الناس أقوال تخبر بظهور نبي في ذلك الزمن الذي ولد فيه النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ان الله فضّله على العالمين وجعله خاتم الأنبياء والمرسلين، معلم البشرية في كل زمان ومكان، لنا في رسول الله أسوة حسنة تعلمنا فضائل الأخلاق وأفضل الأعمال،
عندما ولدت آمنة محمد صلى الله عليه وسلم أرسلت إلى جده عبد المطلب الذي فرح بالبشارة فرحا عظيما، ورأى أن الله عوضه عن ابنه عبد الله بحفيده محمد، فأخذه بين يديه ثم دخل البيت الحرام وصار يدعو الله ويحمده كثيرا، ثم سماه محمدا.
اختار عبد المطلب لحفيده الصغير مرضعة ذات أخلاق طيبة ونفس كريمة، وسيرة نقية، هي حليمة السعدية. أخذت حليمة السعدية محمد الطفل الصغير، وكانت في بداية الأمر مترددة، لأنها من أسرة فقيرة، لكنها لم تستطع مقاومة حنانها تجاه محمد. فأخذته وهي مقتنعة بأن الله سيرزقها ويرزقه وعندما أصبح الصبي محمد في أحضانها شعرت بأن اللبن قد ازداد دره في صدرها، وأن البركة أخذت تحل في كل مكان تحمل إليه محمد.
لذا سعدت حليمة السعدية بالمولود الجديد، وقررت عدم مفارقته لحظة واحدة، لأنها منذ أن أخذت محمد تغيرت أحوال عيشها فلم تعرف فقرا منذ ذلك الحين.
وعندما بلغ محمد الثانية من عمره صار يذهب مع أبناء مرضعته حليمة السعدية إلى المرعى. ذات يوم رأى أبناء حليمة السعدية ملكين يأخذان محمد الطفل ابن السنتين ويفتحان صدره ثم يستخرجان قلبه، ثم يغسلانه ويعيدانه إلى مكانه. فكانت هذه الحادثة غريبة يعرفها الناس عن محمد صلى الله عليه وسلم، وهي المعروفة بحادثة شق الصدر.
شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم
فقد ثبت شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات: الأولى في طفولته عند حليمة لنزع العلقة التي قيل له عندها هذا حظ الشيطان منك، والحديث في ذلك ثابت صحيح أخرجه مسلم وغيره ولفظ مسلم (عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة فقال:
هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعني ظئيره- والظئير هي المرضعة وهي هنا حليمة كما هو معلوم , فقالوا إن محمداً قد قتل. فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس: أرى أثر المخيط في صدره"
2023-11-20 14:02:23