تفسير آيات من سورة الصافات

تفسير آيات من سورة الصافات

0 المراجعات

تأصيلاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله) يذكر الله تعالى في سورة الصافات إحدى القصص التي حدثت في الدنيا بين صديقين أحدهم مؤمن والآخر كافر.
 

يقول تعالى في الآية الخمسين من سورة الصافات:(فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ)، حين يدخل المؤمنون الجنة ويجلسون إلى بعضهم يتحدثون عن بعض ما حدث معهم في الدنيا. فيحكي كل منهم قصصاً وأخباراً كما كان معهم.
 

(قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ) قال أحد المؤمنين أنه كان له صديق في الدنيا.
(يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ) كان هذا الصديق يسخر من المؤمن ويقول له أتصدق حقاً هذا الكلام الذي جاء به النبي؟

(أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ) إذا متنا ودفنا وتحللت أجسادنا هل سنحيا من جديد؟ هل سيجمع الله أجزاء أجسادنا مرة أخرى؟ هل سنقوم من القبر ونذهب للحساب؟ هل تصدق هذا الكلام؟
(قَالَ هَلْ أَنتُم مُّطَّلِعُونَ) يقول المؤمن إلى من معه في الجنة: هل تريدون أن تنظروا لتعرفوا مصير هذا الكافر وأين آل حاله؟

(فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ) فنظر المؤمن ونظر معه المؤمنون فوجدوا أن هذا الكافر في النار.

(قَالَ تَاللَّهِ إِن كِدتَّ لَتُرْدِينِ) يقول المؤمن لهذا الكافر: كنت على وشك أن تضلني معك وتجعلني أكفر بالله وبالنبي وبما جاء به.

(وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) أي: ولولا الثبات الذي منحني الله إياه لكنت الآن معك في النار.

(أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ) كنت تقول ذلك، هل ما زلت ترفض التصديق؟

(إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ) وكنت موقنا أن الله لن يحاسبك ولن يعذبك، فكيف وحالك هكذا الآن؟

(إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) أي لقد فاز المؤمن فوزا عظيما بثباته على الإسلام ودخوله الجنة.

(لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ) لمثل هذه الغايات يعمل المؤمن.

(أَذَلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ) يقول تعالى هل منزلة الجرل المؤمن خير أم شجرة الزقوم التي صار إليها الكافر؟ ويخبرنا تعالى أن نختار أحد الطريقين، هل سنتخذ مساراً يدخلنا في الجنة أم ينتهي بنا الأمر في الجحيم -والعياذ بالله-؟

من هذه الآيات يتبين لنا الأثر الذي يحدثه الصديق في صديقه، وقديما كان يقال:( قل لي من خليلك، أقولك لك من أنت). فعلى المسلم أن يحرص كل الحرص عند اختيار أصدقاءه، فيختار حسن الأخلاق، طيب الصفات، رقيق الطباع حتى ينعكس ذلك عليه.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

278

followers

95

followings

3

مقالات مشابة