تفسير سورة القصص (الجزء الخامس)

تفسير سورة القصص (الجزء الخامس)

0 reviews

نستكمل اليوم بإذن الله تفسير آيات سورة القصص، وهي الآيات من الآية 22 إلى الآية 24

تتحدث الآيات الكريمة عن ما حدث بعد خروج سيدنا موسى عليه السلام من المدينة ووصوله إلى مدين، وما رآه من المرأتين اللتين أرادتا جلب الماء من البئر ولم يتمكنا من ذلك.


(وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلۡقَآءَ مَدۡيَنَ قَالَ عَسَىٰ رَبِّيٓ أَن يَهۡدِيَنِي سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ)
بعد أن غار سيدنا موسى عليه السلام المدينة، سار باتجاه مدين، ودعا الله تعالى أن يسهل له الطريق ويدله على المكان الصحيح.


(وَلَمَّا وَرَدَ مَآءَ مَدۡيَنَ وَجَدَ عَلَيۡهِ أُمَّةٗ مِّنَ ٱلنَّاسِ يَسۡقُونَ)
لما دخل سيدنا موسى عليه السلام مدين، رأى قوما مجتمعين عند البئر يسقون منه الماء.


(وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ ٱمۡرَأَتَيۡنِ تَذُودَانِۖ)
ورأى في الخلف امرأتين تقفان دون أن تتمكنا من جلب الماء لأن البئر مزدحم بالرجال الأقوياء، فلا طاقة لهما بهم.


(قَالَ مَا خَطۡبُكُمَاۖ)
حين رآهما سيدنا موسى عليه السلام بهذه الحال سألهما: ما بكما؟ ولماذا تقفان هكذا دون أن تجلبا الماء؟

 

(قَالَتَا لَا نَسۡقِي حَتَّىٰ يُصۡدِرَ ٱلرِّعَآءُۖ وَأَبُونَا شَيۡخٞ كَبِيرٞ)
قالت المرأتان له: إننا لا نستطيع الاقتراب حتى ينتهي الرجال من الملأ، فنحن لا نقوى عليهم، ووالدنا رجل كبير طاعن في السن لا يقدر على المجيء.


(فَسَقَىٰ لَهُمَا)
لم يعجب هذا الحال موسى عليه السلام، فكيف للرجال أن يتسابقوا على الماء تاركين امرأتين خلفهم لا حول لهما ولا قوة. فقام موسى عليه السلام واخترق الجمع، وقيل أنهم قاموا بتغطية البئر عندما رأوه قادما حتى يتمكن من حلب الناء ولكن موسى عليه السلام كان قويا فرفع الغطاء وسقى الماء للمرأتين.


(ثُمَّ تَوَلَّىٰٓ إِلَى ٱلظِّلِّ)
ثم ذهب يستظل تحت إحدى الأشجار. أي أن موشى سقى الماء للمرأتين وتركهما دون أن يطلب منهما مقابلاً، وكان العمل بمقابل دأب معظم الناس في هذه المدينة.


(فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَآ أَنزَلۡتَ إِلَيَّ مِنۡ خَيۡرٖ فَقِيرٞ)
دعا موسى عليه السلام الله تعالى وقال: اللهم إني لا أملك لنفشي حولا ولا قوة، وليس لي من الدنيا شيء، اللهم إني محتاج إلى خيرك وإلى نعمك التي أنزلت على عبادك.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

278

متابعين

95

متابعهم

3

مقالات مشابة