شرح الأحاديث النبوية (الجزء الرابع)

شرح الأحاديث النبوية (الجزء الرابع)

0 المراجعات

 

نستكمل في هذا المقال بإذن الله شرح أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم (الجزء الرابع).

حديث اليوم:  (لا حسد إلا في اثنتين).
 

عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا، فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة، فهو يقضي بها ويعلمها).

الحسد هنا في الحديث بمعنى الغيرة أو الغبطة وليس المقصود المعنى الحقيقي للحسد وإنما عبر عن ذلك بالحسد بسبب المعنى المشترك بينهما، لكن الغبطة هي تنمي الحصول على النعمة مثل الغير أما الحسد فهو تمني زوال النعمة من الغير وهو حرام.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم أنه من شيء من متاع الدنيا يستحق أن يغبط المرأ عليه إلا على شيئين اثنين:

الأول: رجل آتاه الله مالا، فسلطه على هلكته في الحق.
لما كان من المعتاد أن يحسد الناس بعضهم بعضا على كثرة مالهم، بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الذي ينبغي أن يحسد على ماله الوفير هو الذي أنفق ماله في وجوه الخير والبر، وإنما عبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الإنفاق بالهلكة للدلالة على أنه لا يترك باب معروف أو وجه من وجوه الحق إلا سارع في إنفاق ماله فيه، فهذا لما لما من الأجر الكبير والثواب العظيم عند الله تعالى يستحق أن يغبطه الناس.

الثاني: رجل آتاه الله الحكمة، فهو يقضي بها ويعلمها.
يسعى الكثير من اكتساب الحكمة لأنها تضضفي على المرأ وقاراً وهيبة، وليس كل صاحب حكمة يغبط، فإن من أوتي حكمة فضيعها أو وجهها للباطل ضيعه الله، لكن الغبطة تكون لمن استخدم حكمته في الفضل بين المتخاصمين والقضاء بين الناس وإحقاق الحقوق وإنفاذ العدالة، كما أنه يستخدمها أيضا في تعليم الآخرين وإنفاعهم بها.

لهذا ينهى النبي صلى  الله عليه وسلم أن نسعى وراء متاع الدنيا وينظر بعضنا لما فضل الله به الآخرين علينا، إنما الصواب أن نسعى للوصول إلى من هم أكثر منا إيمانا وتقوى.

العبر المأخوذة من الحديث:
(1) حرمانية الحسد ومشروعية الغبطة.
(2) وجوب تأدية فرض الزكاة واستحباب الصدقة.
(3) فضل المنفقين في سبيل الله سرا وعلانية.
(4) فضل العلماء والحكماء الذي يقضون بالحق ولا يكتمون علما.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

278

followers

95

followings

3

مقالات مشابة