قصة توبة الشاب البريطاني كات ستيفنس

قصة توبة الشاب البريطاني كات ستيفنس

0 reviews

عاش حياة غنية جدًا، وكانت شهرته تفوق توقعاته وأحلامه حتى أفسحت له الدنيا المجال، حيث انغمس في متعها الزائفة من الخمر والمخدرات والأشياء الأخرى، ولكنه كان يمتلك هاتفًا يبحث من خلاله عن معنى الحقيقة والوجود، وبالصدفة ودون أي ترتيب وجد نسخة من القرآن الكريم، وهي الكتاب العظيم لله. وهكذا تحول من شخص ضائع إلى شخص يعرف كيفية الحياة بنور الإيمان. ومن هذا المنطلق، يُعرف بالاسم كات ستيفنس أو يوسف إسلام.

من هو كات ستيفنس :
ولد ستيفنس ديمتري جورجيو، المشهور باسم كات ستيفنس، خلال عام 1947م لأب من القبارصة اليونانيين وأم سويدية. كانت أسرته ملتزمة بالمسيحية وعاشوا حياة مرفهة. تعلم من أسرته أن الله موجود ولكن البشر لا يستطيعون التواصل معه مباشرة إلا من خلال "وسيط" وهو النبي عيسى عليه السلام. لكنه لم يقتنع بهذا الكلام تمامًا، لأن هناك جزءًا من عقله رفض تلك التماثيل التي صنعت للنبي عيسى واعتبرها تماثيلًا غير مفيدة.

ستفينس غرق في الحياة الدنيوية وتجاهل الجانب الديني، وشق طريقه في مسيرته الفنية ليصل إلى قمة الشهرة في بريطانيا. كان دائم البحث عن الشهرة والثروة في تلك المرحلة، حيث كان هدفه الوحيد العيش بأقصى درجات الرفاهية. وصلت رغبته في ذلك الحد بحيث توجه نحو الكحول والمخدرات لكي يُشبع كل رغباته للمتع الدنيوية.

البحث عن اليقين :
بعد مرور عام من الشهرة والمتعة الغير محدودة التي عاشها ستيفنس؛ تعرض للإصابة بمرض السل، وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج. ومن هنا بدأ في التفكير في الجسد والروح وارتباطهما ببعضهما البعض، وما إذا كان الإنسان مجرد جسد يبحث عن السعادة فقط، أم أنه مرتبط بالروح التي ستفنى وبالتالي ينتهي هذا الجسد، وكان ذلك هو البداية الروحية للتأمل في الحياة.

في تلك المرحلة، كانت شهرة ستيفنس تتزايد ويقتنع بأن البوذية قد تكون الطريق الصحيح، ولكنه لم يكن مستعداً للتخلي عن الحياة والتفاني في العبادة في المعبد. لذلك، توجه إلى عالم الأرقام والأبراج، على أمل أن يجد ما يبحث عنه، ولكنه لم يكن قانعًا بأي شيء في هذا العالم الوهمي.

القرآن الكريم :
حدثت معجزة لا تضاهى في حياة ستيفنس، حيث قام شقيقه بزيارة القدس وعند عودته أبدى إعجابه الشديد بالمسجد الأقصى والحياة النابضة التي تحيط به، على عكس الكنائس والمعابده التي تظهر كأنها خامدة. أحضر شقيق ستيفنس نسخة مترجمة من القرآن الكريم وقدمها له عسى أن يجد إجابة لتساؤلاته. على الرغم من أن شقيقه لم يعتنق الإسلام، إلا أنه كان يدرك غريزة الاستكشاف التي تسكن في داخل ستيفنس.

قام ستيفنس بقراءة القرآن الكريم لكي يجد فيه جميع الإجابات التي حيرته في هذه الحياة، وليعرف الحقيقة والغاية من وجوده وهدف حياته. وبسبب ذلك، سافر إلى القدس مثل أخيه حيث دخل المسجد وحاول تقليد المسلمين أثناء الصلاة. وبعد عودته إلى لندن، التقى بسيدة مسلمة تدعى "نفيسة" وأخبرها عن رغبته في اعتناق الإسلام. فأخبرته عن مكان مسجد يمكنه زيارته، حيث أدلى بالشهادتين أمام إمام المسجد بعد صلاة الجمعة في عام 1977، ما يقرب من عام ونصف بعد قراءته للقرآن الكريم. ومنذ ذلك الحين، أصبح اسمه "يوسف إسلام".

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

3

followers

9

followings

2

similar articles