قصة "أصحاب السبت".    فقولنا لهم كونوا قردو خاسئين

قصة "أصحاب السبت". فقولنا لهم كونوا قردو خاسئين

0 reviews

تتحدث هذه القصة عن أصحاب السبت وقد ذُكرت في القرآن الكريم في سورة البقرة وسورة الأعراف. في هذه القصة، يتحدث الله عن قوم كانوا يعتديون في يوم السبت، حيث كانت تأتيهم الحيتان في هذا اليوم فقط. وفي يوم آخر لا يأتيهم الحيتان. وكان الله يختبرهم بهذا الأمر لمعاقبتهم على معصيتهم. وعندما سألت أمة منهم لماذا لا تنهون قوماً يعصون الله، قالوا إنهم يعتذرون إلى ربهم ولعلهم يتقون. ولكن عندما نسوا ما ذُكروا به، عاقب الله الظالمين بعذاب سيء. وعندما تجاوزوا عن النهي، قال الله لهم كونوا قردة خاسئين. وفي سورة النساء، قال الله أنه لعن أصحاب السبت وأن أمر الله سيتحقق.

 

القصة:

في هذه الحادثة، كان هناك مجموعة من اليهود يعيشون في قرية ساحلية. كان هناك جدل كبير حول اسم القرية ولم يتفق المفسرون على اسمها. لم يذكر القرآن الكريم اسم القرية واكتفى بسرد القصة لاستخلاص العبرة منها. كان اليهود لا يعملون يوم السبت ويكرسون هذا اليوم لعبادة الله. فقد فرض الله عليهم عدم التشغيل في أمور الدنيا يوم السبت بعد أن طلبوا منه أن يخصص لهم يومًا للراحة والعبادة فقط. وهذا هو قدر الله في خلقه.

وحان وقت الاختبار والابتلاء. كان هذا الاختبار لمعرفة مدى صبرهم وامتثالهم لشرع الله. وكان الابتلاء ليجعلهم أكثر قوة وإرادة. تربت نفوسهم في هذا الاختبار على تجاوز الجشع والطمع والصمود أمام الاغراءات. فقد ابتلي الله عز وجل بهم بجعل الحيتان تأتي إلى الساحل يوم السبت وتظهر لأهل القرية ليكون من السهل صيدها. ثم تبتعد في باقي أيام الأسبوع. انهارت عزائم مجموعة من الناس واستخدموا الحيل - على غرار اليهود - وبدأوا في صيد الحيتان يوم السبت

لم يقموا بصيد الأسماك مباشرة، بل قاموا بإنشاء حواجز وحفر. عندما تأتي الحيتان يوم السبت، يحاصرونها ثم يصطادونها يوم الأحد. كان هذا الاحتيال يعتبر صيدًا وهو محرم عليهم. انقسم أهل القرية إلى ثلاث فرق. كان هناك فريق يعصي الله ويصطاد بالحيلة. وكان هناك فريق لا يعصي الله ويتصرف بشكل إيجابي تجاه ما يحدث، فيأمرون بالمعروف وينهون عن الخداع ويحذرون المخالفين من غضب الله. وكان هناك فريق ثالث سلبي، لا يعصي الله ولكنه لا ينهى عن الخداع. كان هذا الفريق الثالث يتجادل مع الفريق الذي ينهى عن الشر ويقول لهم: ما فائدة نصحكم لهؤلاء المعاصي؟ إنهم لن يتوقفوا عن خداعهم وسيصابون بعقاب قاسي من الله بسبب أفعالهم. لا جدوى من تحذيرهم بعد أن كتب الله لهم الهلاك بسبب انتهاكهم لحرماته.

بصرامة المؤمن الذي يعرف واجباته، كان الناهون عن المكر يجيبون:

نحن نقوم بواجبنا في الأمر بالمعروف وإنكار المنكر، لنرضي الله سبحانه، ولا تكون علينا حجة يوم القيامة. وربما تفيد هذه الكلمات، فيعودون إلى رشدهم، ويتركون عصيانهم. بعدما استكبر العصاة المحتالوا، ولم تجد كلمات المؤمنين نفعا معهم، جاء أمر الله، وحل بالعصاة العذاب. لقد عاقب الله العصاة وأنقذ الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر. أما الفرقة الثالثة، التي لم تعص الله لكنها لم تنه عن المكر، فقد سكت النص القرآني عنها.

يقول سيد قطب رحمه الله: "ربما استهانوا بها - وإن كانت لم تعاقب - إذ أنها توقفت عن الإنكار الإيجابي، واكتفت بالإنكار السلبي. فاستحقت الإهمال وإن لم تستحق العقاب" (في ظلال القرآن). لقد كان العقاب شديدا. لقد تحولوا إلى قردة نتيجة لإصرارهم على المعصية. وتحكي بعض الروايات أن الناهون أصبحوا قردة في يوم من الأيام في مجالسهم ولم يخرج أحد من المعتدين. فتعجبوا وذهبوا لينظروا ما الأمر. فوجدوا المعتدين قد تحولوا إلى قردة. فعرفت القردة أنسابها من البشر، ولم يعرف البشر أنسابهم من القردة. فكانت القردة تأتي نسيبها من البشر وتشم ثيابه وتبكي، وتقول: "ألم ننهكم!" فيقول رأسها نعم. هناك العديد من الروايات في هذا الشأن، ولم يتم التأكد من صحة كثير من الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر. لذا سنتوقف هنا دون التطرق إلى مصير القردة وكيفية عيشهم بعد أن تم موتهم ودفنهم

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

3

followers

0

followings

0

similar articles