من هي المرأة التي فدت النبي بنفسها حين تفرق عنه الرجال؟ وأصيبت باثنتي عشرة ضربة؟ وقطعت يدها في غزوة أخرى؟

من هي المرأة التي فدت النبي بنفسها حين تفرق عنه الرجال؟ وأصيبت باثنتي عشرة ضربة؟ وقطعت يدها في غزوة أخرى؟

0 reviews

قال عنها حبيب الله ﷺ ( ما التفت يوم أحد يميناً ولا شمالاً إلا رأيت أم عمارة تقاتل دوني) 

هي نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عَوْفِ بنِ مَبْذُوْلٍ، المكناة بأم عمارة

 الفَاضِلَةُ المُجَاهِدَةُ الأَنْصَارِيَّةُ الخَزْرَجِيَّةُ النَّجَّارِيَّةُ المَازِنِيَّةُ المَدَنِيَّةُ.

 شَهِدَتْ أُمُّ عُمَارَةَ لَيْلَةَ العَقَبَةِ وَشَهِدَتْ أُحُداً وَالحُدَيْبِيَةَ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ وَيَوْمَ اليَمَامَةِ وقطعت يدها فيها!

أشع نور الإيمان في قلبها فصدقته بعملها، فكانت إحدى المرأتين اللتين بايعتا النبي ﷺ يوم العقبة، مع اثنين وسبعين رجلاً من رجال يثرب، وكانت عقدت عزمها أن تفي بشروط البيعة.

 

فلما كان يوم أحد خرجت تحمل سقاءها لتروي ظمأ المجاهدين، ولفائفها لتضمد جراحهم، وكان لها في المعركة زوج وو لدان هما عبدالله وحبيب،  فلما كان ماكان من يوم أحد وتحول النصر إلى هزيمة وتفرق الناس عن النبي ﷺ ولم يبقى معه إلا نحو العشرة، رمت سقاءها ووقفت تقاتل عن رسول الله ﷺ، حتى جرحت اثني عشر جرحاً وما أثناها ذلك عن الدفاع عن رسول الله ﷺ!

ولنستمع إلى هذه المرأة العظيمة وهي تروي لنا ماكان، قالت: رأيتني انكشف الناس، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَمَا بَقِيَ إلَّا فِي نُفَيْرٍ مَا يُتِمُّونَ عَشَرَةً وَأَنَا وَابْنَايَ وَزَوْجِي بَيْنَ يَدَيْهِ نَذُبُّ عَنْهُ وَالنَّاسُ يَمُرُّوْنَ بِهِ مُنْهَزِمِيْنَ وَرَآنِي وَلاَ تُرْسَ مَعِي فَرَأَى رَجُلاً مُوَلِّياً وَمَعَهُ تُرْسٌ فَقَالَ: "أَلْقِ تُرْسَكَ إِلَى مَنْ يُقَاتِلُ" فَأَلْقَاهُ فَأَخَذْتُهُ فَجَعَلْتُ أُتَرِّسُ بِهِ، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ.

 وَإِنَّمَا فَعَلَ بِنَا الأَفَاِعْيَلَ أَصْحَابُ الخَيْلِ لَو كَانُوا رَجَّالَةً مِثْلَنَا أَصَبْنَاهُمْ إِنْ شَاءَ الله.

 يُقْبِلُ رَجُلٌ عَلَى فَرَسٍ فَيَضْرِبُنِي وَتَرَّسْتُ لَهُ فَلَمْ يَصْنَعْ شَيْئاً وَوَلَّى فَأَضْرِبُ عُرْقُوبَ فَرَسِهِ فَوَقَعَ عَلَى ظَهْرِهِ.

 فَجَعَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم- يصيح: "يابن أُمِّ عُمَارَةَ أُمَّكَ أُمَّكَ" قَالَتْ: فَعَاوَنَنِي عَلَيْهِ حتى أوردته شعوب .

 تستمر المعركة وتشتد ويكمل ابنها عَبْدِ اللهِ بنِ زَيْدٍ فيقولَ: جُرِحْتُ يَوْمَئِذٍ جُرْحاً وَجَعَلَ الدَّمُ لاَ يَرْقَأُ.

 فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "اعْصِبْ جُرْحَكَ".

 فَتُقْبِلُ أُمِّي إِلَيَّ وَمَعَهَا عَصَائِبُ فِي حَقْوِهَا فَرَبَطَتْ جُرْحِي وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَاقِفٌ فَقَالَ: "انْهَضْ بُنَيَّ فَضَارِبِ القَوْمَ" وَجَعَلَ يَقُوْلُ: "مَنْ يُطِيْقُ مَا تُطِيْقِيْنَ يَا أُمَّ عُمَارَةَ"؟!.

 فَأَقْبَلَ الَّذِي ضَرَبَ ابْنِي فَقَالَ رسول الله: "هَذَا ضَارِبُ ابْنِكِ".

 قَالَتْ: فَأَعْتَرِضُ لَهُ فَأَضْرِبُ سَاقَهُ فَبَرَكَ.

 فَرَأَيْتُ رَسُوْلَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَبْتَسِمُ حَتَّى رَأَيْتُ نَوَاجِذَهُ وَقَالَ: "اسْتَقَدْتِ يَا أُمَّ عُمَارَةَ"! ثُمَّ أَقْبَلْنَا نَعُلُّهُ بِالسِّلاحِ حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى نَفْسِهِ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الحَمْدُ للهِ الَّذِي ظَفَّرَكِ".

ويكمل في رواية أخرى من هذه الحكاية العجيبة فيقول: شَهِدْتُ أُحُداً فَلَمَّا تَفَرَّقُوا، عَنْ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دَنَوْتُ مِنْهُ أَنَا وَأُمِّي نَذُبُّ عَنْهُ.

 فَقَالَ: "ابْنَ أُمِّ عُمَارَةَ"؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: "ارْمِ" فَرَمَيْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلاً بِحَجَرٍ وَهُوَ عَلَى فَرَسٍ فَأَصَبْتُ عَيْنَ الفَرَسِ فَاضْطَرَبَ الفَرَسُ.

 فَوَقَعَ هُوَ وَصَاحِبُهُ وَجَعَلْتُ أَعْلُوْهُ بِالحِجَارَةِ وَالنَّبِيُّ -صَلَّى الله عليه وسلم- يبتسم.

 وَنَظَرَ إِلَى جُرْحِ أُمِّي عَلَى عَاتِقِهَا فَقَالَ: "أُمَّكَ أُمَّكَ! اعْصِبْ جُرْحَهَا! اللَّهُمَّ اجْعَلْهُم رُفَقَائِي في الجنة".

  قلتُ: مَا أُبَالِي مَا أَصَابَنِي مِنَ الدُّنْيَا. 

مارويناه فصل من حياتها العجيبة ومازال هنالك المزيد لنحكيه عن هذه المرأة العظيمة وكيف أقسمت على الانتقام من مسيلمة الكذاب قاتل إبنها وماذا فعلت للثأر، نكملها في المرة القادمة إن شاء الله، رضي الله عنها وأرضاها ورزقنا رفقتها في الجنة.

المصدر

سير أعلام النبلاء

صور من حياة الصحابيات

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

1

followers

1

followings

10

similar articles