ورد ذكر ياجوج وماجوج في موضعين رئيسيين في القرآن الكريم:
1. ياجوج وماجوج في سورة الكهف
جاء ذكرهم في قصة ذو القرنين، وهو ملك صالح أعطاه الله القوة والسلطان، وسار في الأرض حتى وصل إلى بين السدّين، حيث وجد قومًا يشتكون من إفساد ياجوج وماجوج، فطلبوا منه أن يبني سدًا يحميهم منهم، فقال الله تعالى:
يحاولون يوميًا حفر السد، ولكن الله يعيد بناءه كل ليلة، حتى يأتي اليوم الذي يقررون أن يكملوا الحفر في اليوم التالي دون قول "إن شاء الله"، فيتمكنون من اختراقه.
جاء في الحديث:
"يحفرونه كل يوم، حتى إذا كادوا يرونه قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدًا، فيعودون إليه كأشد ما كان، حتى إذا بلغ مدتهم وأراد الله أن يبعثهم قال الذي عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدًا إن شاء الله، فيرجعون إليه وهو كهيئته حين تركوه، فيحفرونه ويخرجون على الناس." (رواه الترمذي)
متى سيخرج ياجوج وماجوج؟
سيكون خروجهم بعد نزول سيدنا عيسى عليه السلام، حيث سيقضي على المسيح الدجال، ثم يأتي خبر خروج ياجوج وماجوج.
"فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى: إني قد أخرجت عبادًا لي، لا يدان لأحد بقتالهم، فحرّز عبادي إلى الطور." (رواه مسلم)
سيكون عيسى والمسلمون محاصرين حتى يدعو الله أن يخلصهم منهم.
كيف سيهلكهم الله؟
بعد أن ينشروا الفساد، سيتوجهون إلى السماء، ويظنون أنهم تغلبوا على الجميع، لكن الله سيقضي عليهم بطريقة خارقة:
يرسل الله ديدانًا صغيرة (النغف) تأكل رقابهم فيموتون جميعًا.
تملأ الأرض بجثثهم، حتى يرسل الله طيورًا ضخمة تحمل جثثهم إلى مكان مجهول.
ينزل المطر الغزير فيطهر الأرض من رائحتهم.
"فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم، فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة." (رواه مسلم)
أين يقع سد ياجوج وماجوج؟
لم يحدد القرآن أو السنة موقع السد بدقة، لكن بعض الباحثين يعتقدون أنه قد يكون في:
جبال القوقاز بين البحر الأسود وبحر قزوين.
آسيا الوسطى حيث عاش المغول والتتار.
أماكن غير مكتشفة بعد، قد تكون مخفية بأمر الله.
العبرة من قصة ياجوج وماجوج
قدرة الله المطلقة على حماية البشر من الشرور، ثم القضاء على الفساد عند انتهاء الأجل.
ضرورة الإيمان بعلامات الساعة الكبرى، والاستعداد ليوم القيامة.
أن كثرة العدد والقوة لا تعني النصر دائمًا، بل لله حكمته في تسيير الأمور.
خاتمة
تظل قصة ياجوج وماجوج من أعظم الأسرار الإلهية، والتي تمثل درسًا في قدرة الله وحكمته في حماية البشرية من الفساد حتى يحين الأجل. ومع أننا لا نعرف متى سيخرجون وأين يقع سدهم، إلا أن الإيمان بوجودهم كعلامة من علامات الساعة الكبرى جزء من عقيدة المسلمين. فهل اقترب زمانهم؟ الله وحده يعلم.