السيرة النبوية لسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم

السيرة النبوية لسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم

0 reviews

مولد النبي صلي الله عليه وسلم ونشأته
ولد نبي الأمة وخاتم المرسلين محمد - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين من شهر ربيع الأول عام الفيل، ورأت أمه حين ولد وكأن نوراً يخرج منها، ينير له قصور الشام. ونشأ النبي صلى الله عليه وسلم في قومه يتيما بلا أب. وبقي عند أمه التي كانت ترضعه منذ صغره، فأرضعته مبكراً جارية أبي لهب التي تدعى ثويبة.

ثم أخذته حليمة السعدية إلى ديار بني سعد. فطلب له مرضعة بدوية، وأقام عندها مدة، وحدثت له في تلك البلاد حادثة قطع صدر. فلما أتاه جبريل -عليه السلام- فشق صدره، وأخرج قلبه، فقطعه نصفين، ثم أخرج منه قطعة سوداء. فهو نصيب الشيطان منه، ثم غسل القلب بماء زمزم، ثم شفى قلبه وأعاده إلى مكانه، ثم أعادته مرضعته إلى أهله.


وبقي محمد - صلى الله عليه وسلم - مع أمه حتى كتب الله وفاتها. وذلك عندما كانت مع رسول الله في زيارة إلى أخواله من بني النجار بالمدينة المنورة، وبعد وفاة أمه كفله جده عبد المطلب. ثم مات بعد قليل، وكان عمر النبي ثماني سنوات. ثم كفله عمه أبو طالب. نشأ في بيته، وعندما رأى النبي عمه أصبح فقيراً، فقرر أن يساعده في نفقات المنزل، فرعى غنم قريش فترة، ثم عمل مع عمه في التجارة إلى الشام. .
وفي إحدى رحلاتهم التجارية إلى الشام لاحظ أحد الرهبان وهو يتعبد في المحبسة علامات تدل على وجود نبي في تلك القافلة، فخرج إلى الناس وأخبرهم عن محمد -صلى الله عليه وسلم-. عليه الصلاة والسلام وكيف يكون نبيا في آخر الزمان، ورحمة للعالمين. فحكى لهم ما رأى من حاله، ومن الأشجار والحجارة ساجدة له، والسحاب يظلله في سيره.

شباب النبي صلي الله عليه وسلم
وقد اشتهر النبي -صلى الله عليه وسلم- في شبابه بالصدق والأمانة، وكان معروفًا بهما بين أقرانه. ولما ذاعت شهرته بين الناس، عهدت إليه السيدة خديجة - رضي الله عنها - بالتجارة في أموالها. وكانت امرأة عاقلة، وصاحبة مال، فنجح النبي -صلى الله عليه وسلم- في إدارة... أموالها، وحقق لها ربحًا كثيرًا بفضل فطنته ومهارته في التجارة، لذلك دعته السيدة خديجة ليتقدم لها. ولما رأت مكانته بين الناس، واختبرت أخلاقه، تزوجها النبي، وكان عمره خمساً وعشرين سنة، وهي في الأربعين من عمرها، وبقي زوجاً مخلصاً لها خمساً وعشرين سنة حتى توفاها الله تعالي .
وتجدر الإشارة إلى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما بلغ الخامسة والثلاثين من عمره نال مكانة عند قومه، مما يدل على حكمته وحسن سيرته في الأمور. إذ اختلفت قبائل قريش عند إعادة بناء البيت على وضع الحجر الأسود ومن يقوم بتلك المهمة. وأرادت كل قبيلة أن تحظى بشرف نقل الحجر، فاختلفوا على نبي الله محمد. ولحل الخلاف بينهم، نصحهم بوضع الحجر الأسود في رداء، وتمسك كل قبيلة بأحد طرفيه. فوافقوا النبي على رأيه، وحملوا الحجر الأسود، فوضعه النبي مكانه.

تعبد النبي صلي الله عليه وسلم في غار حراء
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحب الخلوة بربه، فكان يتعبد على المذهب الحنفي ليالي كثيرة في غار حراء، وكان أول لقاء له بالوحي رؤيا صادقة. وكان إذا رأى حلماً كان يتحقق في الحقيقة مثل طلوع الفجر. وفي إحدى المرات بينما كان النبي في غار حراء، وكان عمره حينها أربعين سنة، نزل عليه جبريل -عليه السلام- من السماء وأمره بالقراءة، وأخبره أنه ليس بقارئ. . ثم يكرر عليه جبريل الأمر مرتين، فيعتذر النبي في كل مرة، ثم تنزل عليه أول آيات الوحي على لسان جبريل -عليه السلام- وهو قوله -تعالى-: (اقرأ في اسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأعظم * الذي علمه بالقلم) 


ثم رجع النبي بعد نزول هذه الآيات عليه إلى السيدة خديجة خائفا مرتعدا، فأزاحت همومه، وهدأته، وذكرته بأخلاقه في الناس، وأنه يكرم الضيف، ويصل صلة الرحم. وصلة الرحم، ورزق المسكين، وعون على البلاء، ومن كان كذلك فلا يضيعه الله. ثم ذهبت. معه إلى ابن عمها؛ ورقة بين نوفل، وكان رجلاً نصرانياً عنده علم الكتاب، فسألته عما حدث مع النبي، فأدرك بعلمه أن هذا ليس إلا الشرع الذي أنزل على موسى - عليه السلام له -، فازداد النبي ثباتًا على أمره.

نزول الوحي علي النبي صلي الله عليه وسلم 
نزل الوحي على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- لأول مرة. وإعداده وتعليمه، ثم عاد جبريل -عليه السلام- بالوحي بعد ستة أشهر. إيذانًا ببدء مرحلة الدعوة والرسالة بعد أن هيأه للوحي من قبل، وقد أشار إلى الرسالة في تلك المرحلة وهدفها في قوله -تعالى-: (يا أيها المدثر قم فانذر)؛فالوقوف يدعو إلى الاستعداد لتلك المرحلة، واستحضار كل المعاني التي تساعد على أداء مهامها الإخلاصية. والامتثال لأمر الله.

جهر النبي صلي الله عليه وسلم
بدأ النبي -صلى الله عليه وسلم- بالدعوة إلى الإسلام مجاهرة عندما نزل قول الله تعالى: (وأنذر عشيرتك الأقربين)؛ فانطلق النبي يدعو قومه؛ حيث وقف على جبل الصفا يدعوهم؛ ليجتمعوا معه، فاجتمع أكثر الناس، وخطبهم النبي يختبر مكانته بينهم، ومدى مصداقيته عندهم، حيث سأل أولاً عن اعتقادهم به إذا حذرهم من قدوم الخيل إليه. سفح الجبل الذي أراد أن يهاجمهم، فاستجاب الناس كلهم ​​بتصديقه على ذلك، فقال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يحذرهم من عذاب الله إذا استمروا في أمرهم. 

الهجرة إلي الحبشة والمقاطعة
وعندما اشتدت معاناة المسلمين؛ ونتيجة لتزايد تعذيب قريش لهم، أذن لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بالهجرة إلى الحبشة حتى جعل الله لهم فرجًا ومخرجًا من حالهم. وكانت بلاد الحبشة مسيحية، وكان يحكمها ملك عادل يحسن الناس، فهاجر إليها المسلمون مرتين. في المرة الأولى بلغ عددهم اثني عشر رجلاً وأربع نساء، بينما في المرة الثانية وصل عددهم إلى ثلاثة وثمانين رجلاً وإحدى عشرة امرأة، فاشتد الأذى على النبي والمسلمين.


قررت قريش مقاطعة بني هاشم في أطراف مكة. فامتنعت عن التعامل معهم أو الزواج منهم أو البيعة لهم، واستمرت هذه المقاطعة ثلاث سنوات. ثم أراد الله أن يرفع تلك المقاطعة بتسخير أحد الحكماء. ولإنهاء الأمر تجدر الإشارة إلى أن حدث الهجرة إلى المدينة المنورة سبقه وفاة عم الرسول. أبو طالب في السنة العاشرة للبعثة، وقد حزن النبي صلى الله عليه وسلم لوفاته حزنا شديدا. بسبب مناصرته له، ودفع أذى قريش عنه، ففي نفس العام ماتت السيدة خديجة -رضي الله عنها-، فازداد حزن النبي. وسمي ذلك العام (عام الحزن) بسبب ذلك.

غزوات النبي صلي الله عليه وسلم
وقد أذن الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بقتال المشركين من قبائل العرب بعد أن استقر بالمدينة المنورة، فبدأت تلك الغزوات بغزوة كبرى انتصر فيها المسلمون. وهي غزوة بدر، واستمرت هذه الغزوات حتى بلغت نحو خمس وعشرين غزوة، وقيل ست وعشرون، وقيل سبع وعشرون، قاتل النبي في تسع منها، وهي: بدر. وأُحد والخندق وبني قريظة وبني المصطلق وخيبر وفتح مكة ويوم حنين. والطائف.


وكان فتح مكة أهم هذه المعارك. انطلقت شرارتها في اليوم العاشر من رمضان في السنة الثامنة للهجرة. ولما نقضت قريش اتفاقها مع رسول الله؛ وبقتال حلفائه من بني خزاعة، حشد النبي أصحابه. ولتجهيز جيش قوامه عشرة آلاف مقاتل، توجهوا نحو مكة المكرمة ودخلوها فاتحين دون قتال. ودخل النبي - صلى الله عليه وسلم - البيت الحرام وهدم الأصنام. ثم أمر بلالاً فأذن بالصلاة، ثم قام فخطب في الناس، فعافى عنهم، وأطلق عنهم قائلاً: “اذهبوا فأنتم  الطلقاء”

االمؤاخاة بين االمهاجرين والأنصار 
وقد بنى النبي - صلى الله عليه وسلم - المسجد، ثم أنجز عملاً عظيماً أرسى من خلاله أسس الأخوة بين المسلمين. وكان ذلك عندما آخى بين المهاجرين والأنصار، في دار أنس بن مالك -رضي الله عنه-، فأصبح المسلمون في المدينة إخوة يتقاسمون معيشتهم مع بعضهم البعض، وكانت هذه الأخوة حلاً. إلى الضائقة المالية التي حلت بالمهاجرين بعد أن تركوا أموالهم في مكة.
 

وفاة النبي صلي الله عليه وسلم
خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى البيت الحرام بمكة. لأداء مناسك حجته الوحيدة، التي أدّاها في السنة العاشرة من الهجرة، وكان ذلك الحج؛ إشارة للناس إلى تطهير البيت الحرام من الشرك والضلال، وبدء مرحلة جديدة من الطهارة والإيمان.


كما كانت تلك الحجة؛ إشارةً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أجله قد اقترب؛ إذ وقف بين الناس واعظًا يوصيهم بمجموعة من الوصايا الخالدة، وتجدر الإشارة إلى أن الشكوى بدأت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في نهاية شهر صفر من السنة الحادية عشرة للهجرة. فاستأذن زوجاته في الرضاعة في بيت أم المؤمنين السيدة عائشة - رضي الله عنها -، وعهد بإمامة المسلمين في صلواتهم أثناء مرضه إلى أبي بكر الصديق. الصديق -رضي الله عنه-، ثم حدثت وفاته يوم الاثنين. الثاني عشر من شهر ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة.

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

1

followers

0

followings

1

similar articles