دروس من شباب النبي ﷺ – كيف رباه الله ليكون خير البشر

دروس من شباب النبي ﷺ – كيف رباه الله ليكون خير البشر

0 reviews

مولد النبي ﷺ ونشأته كما رواها أحمد عامر – نظرة تأمل في البداية المباركة

المقدمة

في زمن طغى فيه الظلم والجهل، وعمّت فيه عبادة الأصنام واندثرت القيم، بزغ نور الهداية بولادة خير الخلق محمد ﷺ. في هذه المقالة، والمستوحاة من الحلقة الثانية لأحمد عامر عن السيرة النبوية، نسلط الضوء على بدايات النبي ﷺ، من ولادته وحتى شبابه، ونكشف كيف مهّد الله له الطريق ليحمل أعظم رسالة عرفها التاريخ.

 

 

مولد غير عادي في عام الفيل

وُلد النبي ﷺ في عام الفيل، العام الذي حاول فيه أبرهة هدم الكعبة، فأنقذ الله بيته بمعجزة أذهلت العرب. وهذا لم يكن مصادفة، بل إعداد رباني لميلاد أعظم إنسان. وُلد يتيم الأب، وتكفل به جده عبد المطلب، الذي كان يرى فيه علامات مميزة منذ ولادته، وكان يقربه من قلبه ويفضله على بقية أولاده وأحفاده.

 

 

البركة في رضاعة النبي 

 جرت العادة أن يُرسل أبناء قريش إلى البادية، وهناك أخذته حليمة السعدية رغم فقرها. وما إن حملته، حتى بدأت علامات البركة تظهر في بيتها: الضرع امتلأ لبنًا، والناقة أقبلت، والأرض أزهرت. وكانت هذه أوضح إشارة أن الطفل الذي في حجرها ليس عاديًا.

 

 

حادثة شق الصدر: تطهير مبكر

في البادية، وقعت الحادثة التي أرعبت حليمة وزوجها، وهي شق صدر النبي ﷺ. رآه الأطفال ومعه رجلان يفتحان صدره ويطهرانه، ثم أعاداه كما كان. خافت حليمة وأرجعته لأمه، لكن هذا الحدث كان إشارة من السماء أن هذا الطفل له مكانة عظيمة، وأن قلبه يُطهّر ليكون وعاء للوحي لاحقًا.

 

 

وفاة الأم وكفالة الجد

عاد النبي ﷺ لأمه آمنة بنت وهب، لكنه لم ينعم معها طويلاً، إذ توفيت وهو في عمر 6 سنوات. تنقّل بعد ذلك إلى كنف جده عبد المطلب، الذي احتضنه بحب شديد، حتى إنه كان يُجلسه على فراشه الخاص في الكعبة، رغم اعتراض أعمامه. لكن لم يمكث طويلاً، فقد تُوفي الجد بعد عامين، فانتقل إلى عمه أبو طالب.

 

 

كفالة أبو طالب: حب رغم الفقر

رغم فقر أبي طالب، إلا أنه أحب النبي ﷺ بشدة، وكان يأخذه معه في أسفاره التجارية. تعلم النبي ﷺ من هذا الاحتكاك الصبر، والمعاملة الحسنة، والانضباط، والصدق في البيع والشراء، وهي الصفات التي أصبحت لاحقًا جزءًا أصيلًا من شخصيته النبوية. كان لا يكذب، ولا يغش، ولا يرفع صوته، ولذلك أُطلق عليه لقب "الصادق الأمين" بين الناس.

 

 

العمل في الرعي: مدرسة الأنبياء

عمل النبي ﷺ في رعي الغنم، كما ذكر أحمد عامر أن هذا العمل كان مشتركًا بين كل الأنبياء، لأنه يُعلّم الصبر والتواضع والرحمة. لم يرَ النبي هذا العمل عيبًا، بل مصدرًا للشرف، وكان يخالط البسطاء ويتعلم كيف يتعامل مع الجميع.

 

 

التجارة وزواجه من خديجة

عندما سمعَت السيدة خديجة بأمانته وصدقه، عرضت عليه أن يتاجر في مالها، فقبل وذهب إلى الشام. عاد محققًا أرباحًا لم تحققها من قبل، والأهم أن أخلاقه أبهرت غلامها ميسرة. حينها طلبت خديجة الزواج منه، وكان عمره 25 سنة، وكان زواجًا ناجحًا قائمًا على المودة والدعم.

 

 

احترام الناس له قبل النبوة

إن الناس في مكة كانوا يثقون بالنبي ﷺ ثقة عمياء. بدليل أنه لما اختلفت القبائل على من يضع الحجر الأسود في الكعبة، قالوا: "نرضى بمحمد"، فاحتكموا إليه، واحتكم هو ﷺ إلى العقل، فوضع الحجر على ثوب، وأمر كل قبيلة أن ترفع من طرف. موقف أظهر حكمته ورجاحة عقله قبل نزول الوحي بسنوات.

 

 

دروس مستفادة من نشأة النبي ﷺ

  1. أن الفقد واليتيم لا يمنع من تحقيق العظمة.
  2. أن الصدق والأمانة هما أساس بناء الثقة.
  3. أن العمل البسيط مثل الرعي يُكوّن الشخصية الناضجة.
  4. أن الشاب الذي يحترمه الناس قبل أن يتكلم، هو شاب بدأ ببناء سمعته بأفعاله، لا بشهرته.

 

 

خاتمة: البداية التي مهّدت للنبوة

الحياة المبكرة للنبي ﷺ، كما عرضها أحمد عامر، تثبت أن الله كان يُعد نبيّه منذ ولادته. لم يكن الطريق سهلًا، لكنه كان مليئًا بالتربية والتهذيب والاختبارات. فكانت طفولته وشبابه هي مرحلة الإعداد الحقيقي لحمل رسالة عظيمة، وقيادة أمة، وتغيير مجرى البشرية.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

2

followings

0

followings

0

similar articles