تفسير سورة البقرة
تفسير ايات من سورى البقرة؟
توضيح الايات للناس جميعا ليتدبرو القران بشكلالايات للناس جميعا ليتدبرو القران بشكل؟
مثلهم كالذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون (17)
حال المنافقين الذين آمنوا -ظاهرا لا باطناً- برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ثم كفروا، وصاروا يهيمون على وجوههم في ظلمات ضلالهم دون أن يشعروا، ولا رجاء لهم في ذلك. فالخروج منها، كحال جماعة في ليلة مظلمة، أوقد أحدهم ناراً عظيمة للدفء والإضاءة، فلما أشرقت النار وأضاءت ما حولها، انطفأت وأظلمت. فبقي أصحابها في الظلام، لا يبصرون شيئاً، ولا يجدون سبيلاً ولا مخرجاً.
صم بكم وعميان لا يرجعون (18)
صم عن سماع الحق، وسماعه وتدبره، وبكم عن النطق به، عميان عن رؤية نور الهدى. ولذلك لا يمكنهم العودة إلى الإيمان الذي تركوه واستبدلوه بالضلال.
أو كمطر من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق. جعلوا أصابعهم في آذانهم من الصواعق. اتقوا الموت و إن الله محيط بالكافرين. (19)
أم أن حال طائفة أخرى من المنافقين يظهر لهم الحق تارة، ويشككون فيه تارة أخرى، كحال طائفة تمشي في الهواء الطلق، فيسقط عليهم مطر غزير، مصحوب بظلمة، أحدهم على فوق الآخر، مع الصواعق، وومضات البرق، والصواعق المشتعلة، مما يؤدي إلى انهيارهم من الرعب الشديد. أصابعهم في آذانهم. خوفا من الموت. إن الله تعالى محيط بالكافرين، فلا يفتقدونه ولا يعجزون عنه.
يكاد البرق يخطف أبصارهم كلما أضاء لهم وهم مشوا فيه، وإذا أظلم عليهم قاموا، ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم، إن الله على ذلك قدير كل شيء (20)
ويكاد البرق لشدة سطوعه أن يخطف أبصارهم، فكلما أضاء لهم مشوا في نوره، وإذا ذهب أظلم عليهم الطريق، ووقفوا في أماكنهم. ولولا نظر الله لهم لذهب سمعهم وأبصارهم، وهو على ذلك قادر في كل وقت. وله القدرة على كل شيء.
يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون (21)
نداء من الله إلى البشرية جمعاء: اعبدوا الله الذي رباكم بنعمه، واتقواه ولا تخالفوا دينه. خلقكم من لا شيء وخلق الذين من قبلكم. لتكون من الصالحين الذين رضي الله عنهم وأرضاهم.
الذي جعل لكم الأرض قرارا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم. فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون (22)
إن ربكم الذي جعل لكم الأرض بساطا؛ ليسهل عليه عيشكم، وتكون السماء مبنية، وينزل الغيث من السحاب، فيخرج لكم من مختلف الثمرات وأنواع النباتات رزقا لكم، فلا تجعلوا لله أندادا في العبادة، وأنت تعلم أنه متفرد في الخلق والرزق، وأنه مستحق للعبودية.
(23) وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين. (23)
وإن كنتم - أيها الكافرون المعاندون - في شك من القرآن الذي أنزلناه على عبدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وزعمتم أنه ليس من عند الله، فأتوا بسورة من مثله إلى سورة من القرآن واستعينوا بمن استطعتم من أعوانكم إن كنتم صادقين في دعواكم.
فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين. (24)
فإن عجزت الآن - وستعجز مستقبلا لا محالة - فاتق النار بالإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم، وبطاعة الله عز وجل. إن هذه النار التي يوقدها الناس والحجارة أعدت للذين كفروا بالله ورسله.
وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار. كلما رزقوا منها من ثمرة قالوا هذا الذي رزق. (25)
أيها الرسول، أخبر أهل الإيمان والعمل الصالح بأخبار تسعدهم، أن لهم في الآخرة جنات عجيبة، تجري من تحتها القصور الشامخة، والأشجار الظليلة، الأنهار. كلما رزقهم الله نوعا من الفاكهة اللذيذة قالوا: رزقنا الله هذا النوع من قبل، فإذا ذاقوه وجدوه جديدا في طعمه ولذته، وإن كان يشبه سابقه في اللون والمظهر والاسم. ولهم في الجنة زوجات مطهّرات من جميع أنواع الرجس، الحسية كالبول والحيض، والمعنوية كالكذب وسوء الخلق. إنهم في الجنة ونعيمها مقيم، لا يموتون فيها ولا يخرجون منها.
إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا بعوضة فما فوقها. فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فخلاص أي لون أراد الله بهذا؟ مثال. يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا ولا يضل به إلا الفاسقين. (26)
إن الله تعالى لا يستحي من الحق أن يذكر شيئاً صغيراً كان أو كبيراً ولو تمثل بأصغر شيء كالبعوضة والذبابة ونحو ذلك مما ضربه الله مثلاً لعجز كل شيء. الذي يعبد من دون الله . أما المؤمنون فيعرفون حكمة الله في تقليد صغير وكبير خلقه، وأما الكافرون فيسخرون ويقولون: ماذا يقصد الله بضرب مثلاً بهذه الحشرات الدنيئة؟ فيجيبهم الله بأن المقصود هو الاختبار، وتمييز المؤمن من الكافر. ولذلك يصرف الله بهذا المثل أناساً كثيرين عن الحق لأنهم يستهزئون به، ويهدي به آخرين إلى مزيد من الإيمان والهدى. إن الله عز وجل لا يظلم أحدا. لأنه لا يبتعد عن الحق إلا من عصاه.
( 27 ) إن الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله أن يوصل ويفسدوا في الأرض أولئك هم الخاسرون. (27)
والذين ينقضون عهد الله الذي أخذ عليهم من التوحيد والطاعة، وثبته بإرسال الرسل وإنزال الكتب، ويخالفون دين الله، كقطيعة الأرحام، وإفساد الأرض، هؤلاء هم الخاسرون في الدنيا والآخرة.
كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم؟ ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون. (28)
فكيف تنكرون - أيها المشركون - توحيدية الله عز وجل، وتشركون به في العبادة مع الدليل القاطع على ذلك في أنفسكم؟ إنك كنت ميتا فأنشأك وأحياك، ثم يميتك بعد انتهاء أجلك الذي قدره لك، ثم يبعثك حيا يوم القيامة، ثم إليه ترجعون للحساب والجزاء.
هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا ثم استوى إلى السماء فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم. (29)
فالله وحده هو الذي خلق لك كل بركات الأرض التي تنتفع بها. ثم أراد أن يخلق السماوات فسوهن سبع سماوات وهو بكل شيء عليم. وعلمه - سبحانه - يشمل جميع ما خلق