الاخلاص والنية في أحاديث رسول الله
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
قال تعالى : «َفمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا» اما بعد سوف نتكلم اليوم عن
الاخلاص والنية
قال امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
{انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او الى إمرأة ينكحها في هجرته الى ما هجر اليه}
لقد دل الحديث على ان النية معيار لتصحيح الاعمال فاذا صلحت النية صالح العمل واذا فسدت فسد العمل.
فينبغي على كل إنسان مراعاة ان يكون عمله خالصا لوجه الله لا يشرك فيه احد غيره
يقول الله تعالى في الحديث القدسي: انا اغنى الشركاء عن الشرك ،من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشريكه.
وقد قال احد العلماء :الاخلاص ان تريده بطاعته ، ولا تريد سواه.
وقال تعالى« وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء»
واعلم اخي القارئ ان الاخلاص قد يصحبه آفة العجب فمن اعجب بعمله حبك عمله، وكذلك من استكبر حبط عمله.
وينبغي على المسلم ان يحمد الله ويشكره على انه هداه ووفقه إلي هذا العمل الصالح
قال تعالى «وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه أنيب»
لذلك يشترط لقبول العمل أن يكون خالصا لوجهه الله إن يكون علي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم . ومقابل الاخلاص في العمل الرياء وهو منهي عنه حذرنا منه النبي الكريم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر» فقيل: وما هو يا رسول الله؟ قال: «الرياء، يقول الله تعالى يوم يجازى العباد بأعمالهم: اذهبوا إلى الذين كنتم تراؤونهم بأعمالكم فانظروا هل تجدون عندهم جزاء».
وبين الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث خطورة الرياء وأنه شرك بالله وسبب في بطلان جميع الأعمال التي يدخلها
والرياء نوعان:
احدهما : أن الانسان لا يريد بطاعته إلا الناس.
الثاني: ان يريد الناس ورب الناس وكلاهما محبط للعمل
قال الفضيل بن عياض: ترك العمل من اجل الناس رياء ، والعمل من اجل الناس شرك والاخلاص ان يعافيك الله منهما.
وكما أن الرياء محبط العمل ، كذلك التسميع وهو: أن يعمل لله في الخلوة ، ثم يحدث الناس بما عمل بقصد التفاخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من سمَّع سمَّع الله به، ومن يرائي يرائي الله به»
لذلك يجب على كل مسلم ان يخلص النية في جميع اعمالك وأحواله لأن النية هي التي تميز العبادة عن العادة
والنية لغة: القصد
وشرعا: قصد الشئ مقترنا بفعله
مثلا حينما يجلس الرجل في المسجد بقصد الاستراحة فهذه عادة وقد يقصد بها العبادة اذا نوى الاعتكاف. فالفرق بين العبادة والعادة هي النية، أو عندما يقاتل الرجل فالنية هي التي تفرق بين من يقاتل في سبيل الله وبين من يقاتل ليقال هذا الرجل شجاع وغير ذلك كثير
وفي قوله صلى الله عليه وسلم: «وانما لكل امرئ ما نوى» دليل على أنه لا يجوز لأحد أن ينوب عن أحد آخر في العبادات ولا التوكيل في النية
وهذا الحديث اثر عظيم في اعمال القلوب ،لان النيات من اعمال القلوب ،ومن فوائد هذا الحديث ان الانسان يؤجر أو يؤزر أو يحرم بحسب نيته ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم« فمن كان هجرة الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله»