كيف بنا لو رأينا الرسول صلى الله عليه وسلم؟

كيف بنا لو رأينا الرسول صلى الله عليه وسلم؟

0 reviews

             فى زحام هذه الحياة وقسوتها وما يمر بنا كمسلمين من أحداث متسارعة .. يشتاق المسلم منا للنبى الحبيب صلى الله عليه وسلم .. ويود لو كان ممن عاصروه وجلسوا بين يديه .. فى هذا المقال تمثلت بعض اللقطات الآسرة من حياته صلى الله عليه وسلم وتخيلت أنى أراه أمامى ..

والحقيقة يا أخوتى أنها كانت منشورات متفرقة على فيسبوك .. كتبت كل منها وأنا فى حال من الوجد بالنبى مختلف .. صلوات ربى وسلامه عليه .. ولكنى أحببت اليوم أن أجمعها لكم فى مقال واحد على أشارككم بعض ما جال فى خاطرى ومس وجدانى بشدة ..

والآن أترككم مع هذه الخواطر وأرجو أن تشاركونى خواطركم فى حب المصطفى صلى الله عليه وسلم

 

وكأنى أراه طفلاً بهياً يعدو فى مرابع بنى سعد مع إشراقةِ كل صباح .. بعيونٍ صافية .. يحمل صغارَ الأغنام .. يسقيها .. ويعيد الشاردَ منها .. لا يقطعُ سكونَ الصحراءِ حوله سوى تسبيحِ الكائنات ..
يجوب الأرضَ تحت سماءٍ واسعة .. يلقى الكونَ بصدرٍ فسيح .. 
ومع نسمات الليلِ يتراءى له الجلالُ فى ظلال القمر .. وومض النجوم .. يرشُفُ الصبرَ واللين .. العطفَ والحلم .. والجلَدَ والشجاعة !

**************************************************

وكأنى أراه صبياً يافعاً .. يرمقُ دارَ الندوةِ من بعيد .. فيخطو نحوها واثقاً .. ويعمِد إلى فراغٍ بجوار سيدِهم فيعتليه .. 
يتعجبون .. مكانٌ مثلُه قد أُعِدَّ للكبار!
ولا يدرون أن المكانَ هو الذى شَرُف بجلوسه .. وأنه لولاهُ ما ذُكِرَ المكانُ .. ولا الكبار!

**************************************************

وكأنى أراه شاباً عشرينياً باسماً يتجولُ فى دروبِ مكة .. تارةً يقضى حاجةَ عجوز .. وتارةً يحملُ الأماناتِ من الناس .. تارةً يخرج فى التجارة يأسِر الناسَ بصدقِه وأمانتِه .. وتارةً يقصِدُه الساداتُ للحكم بينهم فى أمرٍ أعضلهم !
حتى إذا جَنَّ عليه الليلُ أوى إلى الكعبة .. لكنه يضيقُ بما حولها من أوثانٍ وإفك .. فيُقلِّب وجهه فى صفحةِ السماء ..... لابد أن  للأمرِ وجه آخر !

**************************************************

كأنى أراه يزداد يقيناً أن الأمرَ جلَل .. رؤياهُ تصبحُ مثلَ فلقِ الصبح .. ترافقه الغيمةُ فى حِلِّهِ وتِرحالِه يستظلُ بها .. يسَلِّمُ عليه الحجرُ والشجرُ كلما غدا أو راح .. 
كأنى أراه وقد حُبِّبَت إليه الخلوةُ .. وصار يؤثرُ سكونَ الغارِ على صخبِ الحياة .. فهناك .. يستجمعُ فكرَه وروحَه .. ينظر من عليائه إلى منتهى طرْفه فلا يجد إلا سماءً صافيةَ الأديم .. وجبالاً متعانقةً كأنها ساجدةٌ لعظمةِ الواحدِ الأحد .. يناجيه بلا واسطة .. ويتحنثُ إليه وقد جاءه وحيداً لا هادى له إلا الله ..

**************************************************

كأنى أراهُ فى عُمقِ السكون .. والروحُ قد شفَّت .. والقلبُ رقٌ .. وأوشك أن يعانقَ بوجدانِه عنانَ السماء .. فإذا بالسماءِ تدنو إليه ..

يضُمُّه جبريلُ .. قد حان اللقاء

يضُمُّه أن شاء اللهُ أن يرحم هذه الخليقةَ التائهةَ .. فاختار قلبَك ليكونَ مهبِطَ وحيِهِ .. وملتقى نورِه .. اختاره ليكونَ مُستودَعَ حكمتِهِ .. ومُمثلَ قدرِه ..

يضُمُّه أن اقرأ يا محمد .. اقرأ ما سيُلقَى عليك من قولٍ ثقيل .. اقرأ وتهيَّأ .. وودِّع ما مضى ..

اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ *

**************************************************

أوَمُخرِجىَّ هُم؟!

بكل براءةِ وصفاءِ الابتداءِ أراه يتساءل!

لم يَختبر بعدُ مرارةَ الخذلانِ من الأقربين ..

كأنى أراه وقد جمعهم حوله يؤلف قلوبهم:

إن الرائدَ لا يكذبُ أهلَه .. والله لو كذبتُ الناسَ جميعاً ما كذبتُكم ...

كأنى أراهم وأُسائلُهم ..

قل لى يا أبا لهب .. كيف صدَّك الخوف ُ من العرب عن سماع كلمةِ الحق .. فخذلت ابن أخيك؟

وأنت يا وليد بن المغيرة .. خبِّرنى كيف ألجأك الكبرُ والعلوُّ أن تجحدَ ما استيقنتْهُ نفسُك؟

قل لى يابن أبى معيط .. أين تذهب العقولُ حين يتمكنُ منها الخِلُّ الشقىّ؟!

وأنت يا أبا جهل .. كيف كذَّبتَ من كان بالأمس الصادقَ الأمين؟

خبرونى يا بنى مخزوم .. هل كسِبتُمُ الرِّهان من بنى عبد مناف؟ هل استحق الأمر؟

وأنت يا أبا طاااالب .. بم نفعك دينُ الآباء .. وقد كنت أعلمَهم بالحق .. وأنه ما أراد بكم إلا خيرا ؟!!!

خبرونى جميعا ..

كيف يستحيلُ الحقُّ باطلاً .. والباطلُ حقاً .. حين يُزيَّفُ الوعىُ .. وتُنفَقُ الأموالُ صداً عن سبيل الله؟

حين نخشى البعيدَ .. فنخذُلَ القريب ..

حين نغلقُ أفهامَنا عما فيه نجاتُنا .. فيدهمُنا الطوفانُ فى مُستراحِ غفلتِنا ..

خبرونى .. كيف يندمُ المرءُ حين يدركُ أنه اصطفَّ مع الباطل .. وخذلَ حقاً ظاهراً لا محالة ؟

**************************************************

يا صباحاااه !!

كأنى أسمعُها منهُ مُدَوِّيةً شُجاعة .. يرتجفُ لها القلب!

تنزل "وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ"

فيصعَدُ إلى الصَّفا ويجمعُ الناس ..

يهتف فى قومه بهتافٍ مزلزل أن أنقذوا أنفسَكم من النار ..

أدركوا أنفسَكم من طوفانٍ لا نجاةَ منه لولا رحمةَ الله .. ووثبةَ الداعى .. وصيحةَ الحق ..

يا صباحااه !!

أرأيتم إن أخبرتُكُم أن خيلاً تخرجُ من سفحِ هذا الجبل .. أكنتم مُصَدِّقِىّ؟!

كأنى أراه يصيحُ بها فينا ...

أرأيتم إن أخبَرَكم أن المسلمَ على المسلمِ حرام .. دمُه ومالُه وعرضُه ..

إن أخبَرَكم أن الظلمَ ظُلُمات ..

إن أخبَرَكم أن النارَ قد حُفَّت بالشهوات .. وحفت الجنةُ بالمَكارِه ..

إن أخبَرَكم أنكم تَنافسْتُمُ الدنيا كما تَنَافسَها الذين مِن قبلِكم فحذارِ أن تُهلِكَكُم كما أهلكتهم ..

أكنتم مُصَدِّقوه؟!

أرأيتم إن أخبَرَكم أن مَن تابَ قبل أن تطلُعَ الشمسُ من مغربِها تاب اللهُ عليه .......

أكنتم مُصَدِّقوه؟!

**************************************************

أقبلَ الشتاءُ .. وتطاولَ الليلُ .. وطابَ الفِراش ..

أُطفئَت الأنوارُ وخلا كلُّ حبيبٍ بحبيبه .. نام الجسدُ ولم يذق القلبُ طعمَ النوم .. وكأن جرْسَ الآياتِ يتهادى إلى قلبى .. يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ..

وكأنى أراه .. قائماً بين يدى ربه تتفطَّر قدماه .. يقوم أدنى من ثلُثى الليلِ ونصفَه وثلُثه ..

"قم" .. سمِعها فأجاب .. ولا زال قائماً بها حتى لقِى بها ربَّه .. تتعجبُ منه حبيبَته .. ألم يغفرْ لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر .. فيبكى ويقول .. أفلا أكون عبداً شكورا!

كأنى أراه وأسمعُه يهمس فى أذن أحدِنا .. نعم الرجل فلان ....... لو كان يقوم من الليل!

**************************************************

كانت هذه بعض خواطرى فى حب رسول الله جاشت بها نفسى عندما تطاول عليه رسام الكاريكاتير الفرنسى .. وانطلق المسلمون فى شتى بقاع الأرض ينافحون عن نبيهم تحت شعار : إلا رسول الله .. 

أخبرونى فى التعليقات إن أحببتم أن أشارككم خواطر أخرى فى ومضات أخرى من حياته صلى الله عليه وسلم .. وما أكثرها 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

1

followers

0

followings

1

similar articles