مع حلول العام الهجري الجديد.. كيف غيّرت رحلة النبي صلى الله عليه وسلم مجرى التاريخ؟
بدأت السنة الهجرية الجديدة 1447 فجر اليوم الخميس، الموافق 26 يونيو 2025، ليبدأ معها عام جديد من التقويم الإسلامي، يحمل معه الأمل بأن يكون أفضل من الأعوام السابقة. وفي هذه المناسبة، يتجدد الحديث عن حدث تاريخي عظيم هو الهجرة النبوية الشريفة، التي كانت نقطة تحول في تاريخ الإسلام، ومصدرًا للدروس والعبر المتجددة.
لماذا هاجر النبي محمد إلى المدينة المنورة؟
جاءت الهجرة النبوية بعد اشتداد الأذى من قريش للنبي صلى الله عليه وسلم ولأصحابه، لا سيما بعد وفاة نصيريه الأقربَين: عمه أبو طالب، وزوجته خديجة رضي الله عنها. فقد تصاعدت حملات التعذيب والاضطهاد، وكان من أبرز من قادوا هذا الأذى: أبو جهل وأبو لهب.
ومع استمرار الإيذاء وازدياد خطر القتل على النبي “صلى الله عليه وسلم” ، أُذن له بالهجرة إلى يثرب، حيث وجد ترحيبًا من الأنصار واستعدادًا لاحتضان الإسلام.
كم استغرقت الهجرة وما هو خط سيرها؟
استغرقت الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة حوالي 8 أيام، حيث تبلغ المسافة نحو 380 كيلومترًا، بدأها النبي محمد “صلى الله عليه وسلم” في الأول من ربيع الأول، ووصل إلى المدينة في اليوم الثامن من الشهر نفسه.
اتخذ النبي وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه مسارًا مختلفًا، سلكا فيه الطريق الجنوبي بدلًا من الطريق الرئيس المؤدي للمدينة، تفاديًا لرقابة قريش، ولبثا في غار ثور ثلاث ليالٍ، قبل استئناف الرحلة شمالًا إلى المدينة التي استقبلت نبيها بالأناشيد والفرح، ومنها نشيد: "طلع البدر علينا من ثنيات الوداع".
معجزات رافقت الهجرة النبوية
رافقت الهجرة معجزات تُظهر عناية الله بنبيه، منها:
نوم المشركين أثناء محاصرتهم لبيت النبي “صلى الله عليه وسلم” دون أن يروه.
عدم رؤية الكفار له ولأبي بكر داخل غار ثور.
تعثر حصان سراقة بن مالك حين اقترب من ملاحقة النبي.
امتلاء ضرع شاة أم معبد باللبن بعد أن مسّها النبي، رغم ضعفها.
لماذا نحتفل بالهجرة في المحرم وليس ربيع الأول؟
رغم أن الهجرة فعليًا كانت في شهر ربيع الأول، إلا أن المسلمين يحتفلون بها مع بداية شهر المحرم، حيث أوضحت دار الإفتاء المصرية، أن السبب يعود لاختيار الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه الهجرة كتقويم رسمي للدولة الإسلامية، وذلك في السنة 17 أو 18 للهجرة.
واستُقرّ الرأي على أن يكون شهر المحرم بداية العام الهجري، لأنه يلي موسم الحج، وهو شهر حرام، مما يجعل انطلاق السنة منه رمزيًا ومعنويًا.
دروس مستفادة من الهجرة النبوية
الهجرة لم تكن مجرد انتقال جغرافي، بل كانت رمزًا للتضحية والصبر والإيمان، فقد ترك الصحابة ديارهم وأموالهم طمعًا في رضا الله، كما جسّد النبي محمد “صلى الله عليه وسلم” في رحلته معاني القيادة، والثقة بالله، والتخطيط المحكم، والرحمة في التعامل مع الخصوم.
اقرا ايضا:
هل كان الشيخ الشعراوي يستمع إلى أم كلثوم؟ قراءة معاصرة لفتاوى الإمام في الغناء والموسيقى
