فضل الاستغفار في فتح أبواب الرزق

فضل الاستغفار في فتح أبواب الرزق

Rating 5 out of 5.
2 reviews

بركة الاستغفار في كل شئ

يُعدّ الاستغفار من أعظم القربات التي حثّ عليها الإسلام، وهو ليس مجرد ترديد باللسان، بل عبادة عظيمة تجمع بين التذلل لله والاعتراف بالتقصير، مع عزم صادق على التوبة. وقد جعل الله للاستغفار أثرًا مباشرًا في تفريج الكربات، ومحو الذنوب، وفتح أبواب الأرزاق. ولذا كان من السنن التي داوم عليها النبي ﷺ وأمر بها أصحابه.

الاستغفار في القرآن الكريم

جاءت نصوص القرآن الكريم مؤكدة على أن الاستغفار يجلب الرزق ويُكثر البركة. قال تعالى على لسان نوح عليه السلام:

﴿فَقُلتُ استَغفِروا رَبَّكُم إنَّه كانَ غَفّارًا * يُرسِلِ السَّماءَ عَلَيكُم مِدرارًا * ويُمدِدكُم بِأَموالٍ وبَنينَ ويَجعَل لَكُم جَنّاتٍ ويَجعَل لَكُم أَنهارًا﴾ [نوح: 10-12].

فهذه الآيات تبيّن أن الاستغفار سبب لنزول المطر، وكثرة المال، ورزق الذرية، والتمتع بالنعم والخيرات. كما قال تعالى:

﴿وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فيهِم وَما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم يَستَغفِرونَ﴾ [الأنفال: 33].

وهذا دليل على أن الاستغفار سبب لدفع العذاب عن الأمة، ورفع البلاء، وزيادة الرزق والبركة.

image about فضل الاستغفار في فتح أبواب الرزق
"رجل يرفع يديه بالدعاء في أجواء روحانية مع سماء مضيئة تعبيرًا عن فضل الاستغفار في جلب الرزق والبركة"

أحاديث نبوية في فضل الاستغفار

وردت أحاديث كثيرة عن النبي ﷺ تبين عظمة الاستغفار، منها:

قال رسول الله ﷺ: "من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب" [رواه أبو داود وابن ماجه].

وكان ﷺ يُكثر من الاستغفار في اليوم أكثر من سبعين مرة [رواه البخاري].

وقال أيضًا: "طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا" [رواه ابن ماجه].

فهذه الأحاديث تجمع بين وعد الله بالرزق والفرج، وفضل الإكثار من الاستغفار في حياة المسلم.

أقوال مأثورة عن السلف

كان السلف الصالح يدركون فضل الاستغفار عمليًا، فكانوا يحثون الناس عليه.

قال الحسن البصري رحمه الله: "استغفاركم يحتاج إلى استغفار"، إشارة إلى أن الكثير يستغفر بلسانه دون حضور قلب.

ورُوي أن رجلاً شكا إليه قلة المطر فقال له: "استغفر الله"، وجاءه آخر يشكو الفقر فقال: "استغفر الله"، وثالث يطلب الذرية فقال: "استغفر الله"، ثم تلا قوله تعالى في سورة نوح، لبيان أن الاستغفار جامع لكل الحاجات.

كيف يكون الاستغفار سببًا للرزق؟

قد يتساءل البعض: كيف يكون الاستغفار سببًا مباشرًا لزيادة الرزق؟

أولًا: الاستغفار يمحو الذنوب التي قد تكون سببًا في منع الرزق.

ثانيًا: القلوب تتطهر بالاستغفار، فيزداد التوكل على الله، وينال العبد توفيقًا في عمله وتجارته ومعيشته.

ثالثًا: الله وعد من يستغفر بالمغفرة والرحمة والرزق، ووعده حق لا يتخلّف.

فالعبد الذي يلزم الاستغفار يُفتح له باب من أبواب البركة لم يكن يتوقعه، سواء في ماله أو أهله أو صحته.

صور عملية للاستغفار

المداومة على قول: أستغفر الله العظيم وأتوب إليه بصدق وخشوع.

الإكثار منه في أوقات الصفاء، خصوصًا بعد الصلوات وفي الأسحار، لقوله تعالى: ﴿وَبِالأَسحارِ هُم يَستَغفِرونَ﴾ [الذاريات: 18].

الجمع بين الاستغفار والأعمال الصالحة كالصدقة والدعاء، ليكون سببًا لزيادة مضاعفة في الرزق والبركة.

تعويد الأهل والأبناء على الاستغفار، لتنشئة جيل يربط بين العبادة والرزق.

ثمار الاستغفار في حياة المسلم

سعة الرزق: فقد وعد الله بزيادة الأموال والبنين.

نزول الغيث: الاستغفار سبب لرحمة الله وإنزال المطر.

الطمأنينة والراحة النفسية: إذ يزيل الله بالاستغفار هموم القلب.

الوقاية من العذاب: كما في آية الأنفال.

القبول عند الله: حيث يمحو الذنوب ويزيد الحسنات.

خاتمة

الاستغفار ليس مجرد كلمات تُقال، بل عبادة عظيمة ودواء للذنوب وسبب للرزق. من أراد أن يفتح الله له أبواب الخير فعليه أن يكثر من الاستغفار مع صدق النية، ليفوز ببركات الدنيا ورضا الآخرة. فليكن شعارنا دائمًا: "استغفروا ربكم إنه كان غفّارًا".

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

115

followings

38

followings

0

similar articles
-