
رحلتي مع سوره (يوسف)...من الالم الي الامل🌸
رحلتي مع سورة يوسف: من الألم إلى الأمل
تجربتي مع سورة يوسف
مقدمة
لي مع سورة يوسف علاقة مختلفة تمامًا عن أي سورة أخرى في القرآن الكريم. فهي ليست مجرد قصة نبي أقرأها أو سورة أتلوها ضمن وِرد يومي، بل هي مرآة أرى فيها نفسي وتجربتي مع الحياة، وأستمد منها الأمل والصبر في أصعب اللحظات. كل مرة ألمس فيها معانيها العميقة أشعر وكأنها أنزلت لتكون رسائل خاصة لي وحدي، تهديني وتربطني أكثر بالله عز وجل.
حين أجد نفسي في القصة
كل مرة أقرأ السورة أشعر وكأنها تخاطبني بشكل مباشر. ابتلاءات يوسف عليه السلام من الغدر والخذلان والظلم، كثيرًا ما وجدت فيها صورة من معاناتي وتجربتي الشخصية. أحيانًا أشعر أن ظلم الإخوة يشبه ما مررت به من خيبات في حياتي، وأن غربة يوسف في البئر أو في السجن تشبه غربتي الداخلية في بعض المواقف. لكن في المقابل، أجد في ثباته وصبره رسالة قوية أن الفرج قادم مهما طال الطريق، وأن الله لا يترك عباده المخلصين.
رسائل الطمأنينة
حينما قال يوسف: "معاذ الله" أمام الفتنة، أتعلم أن التمسك بالمبدأ هو النجاة الحقيقية. وحين صبر على السجن ظلمًا، أتعلم أن الظلم مهما طال فلن يدوم. أما عندما قال لإخوته: "لا تثريب عليكم اليوم"، أشعر أن قلبي يتعلم العفو من جديد، وأن التسامح قوة لا يعرفها إلا من ذاق مرارة الأذى. في كل موقف من هذه المواقف أجد نفسي وكأنني أسمع كلمات طمأنينة مباشرة من الله.
الصدف التي لا تنتهي
أكثر ما يدهشني في علاقتي بسورة يوسف هو تكرار الصدف التي تجمعني بها. كثيرًا ما أكون في حالة ضيق أو في موقف صعب، وفجأة أسمع السورة تُتلى في مكان غير متوقع: في سيارة أجرة، أو عند مروري بجانب مسجد، أو حتى في بيت أحد الأقارب. أشعر في تلك اللحظات أن السورة لم تأتِ صدفة، بل هي رسالة خاصة من الله لي وحدي.
تكررت هذه التجارب كثيرًا لدرجة أنني أصبحت أترقبها. أحيانًا أكون غارقة في التفكير والقلق، ثم يمر بجانبي شخص يشغل تلاوة سورة يوسف بصوت عالٍ، وكأنها إشارة تقول لي: "اطمئني، الله معك." هذه اللحظات تبعث بداخلي يقينًا عميقًا أن الأمر أبعد من المصادفة، وأنها صورة من صور اللطف الإلهي الذي يُعيدني دائمًا إلى الثبات والإيمان.
لماذا سورة يوسف بالذات؟
لأنها تجمع كل معاني الرحلة الإنسانية: الخوف، الغربة، الأذى، الصبر، الأمل، الفرج، ثم التمكين. فهي ليست قصة عابرة بل منهج حياة كامل. كأن الله أودع فيها أسرار الصبر والرحمة واليقين، لأقرأها في لحظاتي الصعبة فأشعر أني لست وحدي، وأن هناك نبيًّا عظيمًا مر بما هو أشد ثم نصره الله وجعل عاقبته خيرًا.
خاتمة ملهمة
سورة يوسف بالنسبة لي ليست مجرد سورة أحفظها أو أتلوها، بل هي صديقة ورفيقة درب. كلما ضاقت بي الدنيا، لجأت إليها فوجدت فيها بابًا من نور، يذكرني أن الله رحيم، وأن بعد كل محنة منحة، وبعد كل صبر فرج.
إنها السورة التي تعلمني أن أتمسك بالأمل، وأبتسم رغم الألم، وأمضي واثقة أن حكمة الله أعظم من كل ما أراه بعيني. أما لقاءاتي المتكررة بها في كل مكان وزمان، فهي عندي ليست مجرد صدف عابرة، بل رسائل محبة وطمأنينة من الله، يربط بها قلبي دائمًا ويؤكد لي أني في رعايته ولست وحدي أبدًا.
كلما سمعت سورة يوسف بالصدفة، تذكرت أن الله لا يتركني أبدًا، بل يرسل لي من رحمته ما يربط قلبي ويقويني