قصة النبى عزير

قصة النبى عزير

0 reviews

في يوم من الأيام، في أرض خربت تمامًا، والبيوت فيها كانت مهدودة، والشوارع مهجورة، والدنيا كلها ساكنة... وقف راجل طيب، اسمه عُزير، يبص حوالين منه باستغراب ووجع.

هو كان راكب حماره، وماشي في طريق طويل بين الخراب، وحامل معاه شوية أكل بسيط: سلة فيها تين، وشوية عنب، وإبريق صغير فيه عصير.

لف وشه للسما، وبص حوالين منه، وقال في نفسه بصوت شبه الهمس:

> "أنّى يُحيي هذه الله بعد موتها؟"

 

يعني: "إزاي ربنا ممكن يرجّع الحياة للمدينة دي بعد ما بقت كدا؟ بعد ما مات فيها كل شيء؟"

مش كان بيتحدى ربنا، لا... كان بيفكر، زي أي حد قلبه مشغول، وعقله بيدوّر على الحكمة.

لكن ربنا، بحكمته اللي أكبر من عقل أي مخلوق، حب يورّيه بعينه إجابة السؤال ده.
فـ...

أماته الله مية سنة.
ميتة حقيقية.
وجسمه نام، والدنيا كملت، والحمار اللي كان معاه مات واتحلل.

وعدّى الزمن...

مية سنة.
جيل راح، وجيل جه، والمدينة اتعمرت، والناس رجعت.

وفجأة، فاق عزير من نومه.
فتح عينه، وبص حواليه...

لقى شكله زى ما هو، الأكل زى ما هو، التين والعنب مش عفنوا، العصير مش اتحلل.

لكن الحمار؟
كان بقا عضم، متكسر، متوزع على الأرض.

ربنا كلمه، وقال له:

> "كم لبثت؟"

 

عزير قال:

> "لبثتُ يوماً أو بعض يوم."

 

كان فاكر إنه نام شوية، أو يمكن يوم واتنسي.

لكن ربنا قال له الحقيقة:

> "بل لبثت مئة عام."

 

تخيّلي إحساسه!
مية سنة!
والأكل متغيرش!
وجسمه ما كبِرش!

بس الأعجب لسة...

ربنا حب يورّيه قد إيه قدرته عظيمة،
فقال له:

> "فانظر إلى طعامك وشرابك لم يتسنه، وانظر إلى حمارك."

 

وهنا كانت المعجزة...

بدأ الحمار يرجع للحياة قدامه.

العظام اتجمّعت،
غطّاها اللحم،
اتكوّن الجلد،
ونفخ فيه الروح.

رجع الحمار ينهق ويتنفس.

وعزير واقف مذهول، بيبص، قلبه بيرجف من رهبة المعجزة، ودموعه بتنزل من جمال القدرة الإلهية.

وبعدها، قال:

> "أعلم أن الله على كل شيء قدير."

 


---

لكن القصة مكملتش هنا...

رجع عزير لبلده، لكنه ماكنش متعرف...
الناس كبرت أو ماتت، الجيل اللي كان يعرفه اختفى.
بس كان في واحدة ست عميانة، كانت خادمة زمان عنده، عجزت، لكنها عرفت صوته!

دعـى ربنا يرجعلها بصرها...
ودعـى ربنا إنه يثبّت للناس إنه هو فعلاً عزير.
فرجع النور لعينيها، وقالت للناس:

> "ده عزير... ده دعى لي وأنا شفيت، ده راجع بمعجزة من ربنا!"

 

وبكدا صدّقوا إنه نبي، وربنا بعثه بحكمة وعبرة.


---

القصة دي مش بس عن معجزة...
هي عن الشك الطبيعي، والتفكر، وحكمة ربنا في الرد.

أوقات بنبص حوالينا ونقول:
"هي الدنيا دي هتتصلح إزاي؟"
"هي القلوب دي ممكن ترجع تحب؟"
"هو أنا ممكن أفرح تاني؟"

بس الإجابة ساعات مش بتتقال بالكلام...
بتتعيّش، زي ما عاشها عزير.

ربنا بيقدر يحيي كل شيء ميت…

قلبك، حلمك، مدينتك، وحتى أيامك.

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

0

followings

1

similar articles