الرحمة في الاسلام: خلق النبي و دستور الامة

الرحمة في الاسلام: خلق النبي و دستور الامة

0 reviews
 

الرحمة من القيم العظيمة التي جاء بها الإسلام، وهي صفة من صفات الله عز وجل، فقد بدأ سبحانه أغلب سور القرآن الكريم بـ:

"بسم الله الرحمن الرحيم"، لِيُعلّم الإنسان أن الرحمة يجب أن تكون أساس حياته وتعاملاته.

وقد جعل الله تعالى الرحمة سببًا من أسباب محبته لعباده، وأمر بها في القرآن، فقال:

"وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا" [البقرة: 83]، وقال أيضًا:

"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ" [آل عمران: 159].

أما النبي محمد ﷺ، فقد كان مثالًا حيًا للرحمة، حتى مع أعدائه، فقد كان يصفح ويعفو، ويُكرم من أساء إليه، ويقول:

"ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" [رواه الترمذي].

وفي فتح مكة، رغم كل ما فعله المشركون من إيذاء وقتال، وقف النبي ﷺ وقال:

"اذهبوا فأنتم الطلقاء"، فكان ذلك درسًا خالدًا في العفو والرحمة.

الرحمة لا تقتصر على التعامل مع البشر فقط، بل تشمل الحيوان والنبات والبيئة كلها، فقد قال النبي ﷺ:

"في كل كبدٍ رطبةٍ أجر" [رواه البخاري]، أي أن الإحسان لأي مخلوق حي يُعتبر عبادة.

كما أن الإسلام ربط بين الإيمان الحقيقي والرحمة، فقال ﷺ:

"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" [رواه البخاري ومسلم]، وهذه قمة الرحمة والتراحم.

وتتجلى الرحمة في سلوك المسلم حين يساعد الفقير، ويواسي الحزين، ويرفق بالضعيف، ويعفو عند المقدرة. هي ليست فقط كلمات أو مشاعر، بل أفعال تظهر في الحياة اليومية، وتؤسس لمجتمع متماسك، قائم على الحب والتفاهم.

في زمن كثرت فيه القسوة والأنانية، نحن في أمسّ الحاجة لإحياء قيمة الرحمة، لنكون أقرب إلى الله، وأقرب إلى الناس، وننشر نور الإسلام الحقيقي في العالم.

فلنكن رحماء، نتأسى برسولنا الكريم، ونقتدي بالقرآن، ونجعل من الرحمة أسلوب حياة، نُحسن به لأنفسنا، ولمجتمعنا، ولأمتنا و الرحمة هي من أعظم القيم التي جاء بها الإسلام، وهي صفة من صفات الله عز وجل، فقد بدأ سبحانه أغلب سور القرآن الكريم بـ:

"بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ"، وهذا دليل على أن الرحمة هي الأصل في كل شيء، وهي مفتاح من مفاتيح الخير في الدنيا والآخرة.

وقد جاء في الحديث القدسي:

"إن رحمتي سبقت غضبي"، ما يدل على أن رحمة الله أعظم من عذابه، وأنه سبحانه يحب عباده الرحَماء، ويجازيهم خيرًا على كل موقف فيه إحسان ولين ورحمة.

القرآن الكريم والسنة النبوية امتلأوا بالآيات والأحاديث التي تحث على الرحمة، في التعامل مع النفس، ومع الآخرين، حتى مع من نختلف معهم. قال الله تعالى:

"وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا" [البقرة: 83]، وقال أيضًا:

"فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ" [آل عمران: 159]، وهذا في وصف النبي ﷺ في تعامله مع الصحابة رغم ما وقع منهم من أخطاء.

وقد كان النبي محمد ﷺ نبيّ الرحمة، كما وصفه الله عز وجل في قوله:

"وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين" [الأنبياء: 107].

وكان ﷺ يتعامل برحمة مع الصغير والكبير، مع المرأة والطفل، مع العدو والصديق. حتى الحيوانات كان يوصي بها خيرًا، وقد ورد أنه دخلت امرأة النار في هرة حبستها، ودخل رجل الجنة لأنه سقى كلبًا.

الرحمة تشمل كل شيء، وتبدأ من النفس:

أن ترحم نفسك بالابتعاد عن الذنوب.

وأن ترحم أهلك باللين والحنان.

وترحم الناس بكلمة طيبة أو ابتسامة صادقة أو موقف فيه مساعدة.

 

وقد قال النبي ﷺ:

"من لا يَرحم لا يُرحم" [رواه البخاري]، وقال أيضًا:

"الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" [رواه الترمذي].

وتظهر الرحمة الحقيقية في أوقات الشدة، حينما يكون في قلبك قدرة على الانتقام، ولكنك تختار العفو، كما فعل النبي ﷺ يوم فتح مكة حين قال لمن آذوه:

"اذهبوا فأنتم الطلقاء"، فسامح وعفا، وكان قدوة في العفو عند المقدرة.

في زمن أصبحت القلوب فيه قاسية، وانتشرت الأنانية والمصالح، نحن بحاجة لإحياء خُلق الرحمة في بيوتنا، في كلامنا، في تعاملنا مع الكبير والصغير. فالدين ليس فقط عبادات، بل أيضًا معاملات وأخلاق.

فلنبدأ بأن نكون رحماء مع أهلنا، جيراننا، أصدقائنا، بل ومع كل من حولنا، لعل الله يرحمنا يوم نلقاه.

 

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

0

followings

1

similar articles