قصه اسلاميه عن الفقر و الكرم واعطاء الجار
خرج رجلا ليتمشيو كان لديه ثلاثه اولاد وفجأه راي في طريقه رجل معه بقرة يكاد ينفجر الحليب منها من كثره خيرها وبركتها ولم رأي هذا المشهد تذكر هذا الرجل الطيب جاره فقير الحال الذي لايملك الا بقره صغيره و ضعيفه لاتنتج الحليب وبناته السبعه فحدث نفسه قائلا أقسم انني ساشتري هذه لجاري وتذكر قوله تعالي (لن تنالو البر حتي تنفقوا مما تحبون) وبالفعل اشتري البقره وذهب بها الي بيت جاره
ففرح الجار فرحا كبيرا وشكره كثيرا علي معروفه هذا ودعا له .
وبعد مرور سته اشهر جاء الصيف وتشققت الارض من شده الجفاف وكان الرجل من البدو ينتقل من مكان الى مكان يبحث عن
الطعام والماء ،ومن شده الجوع و العطش لجأ الرجل الي الدحول (وهي حفر في الارض توصل الي الماء ) و هذه الدحول يعرفها
البدو جيدا دخل الرجل وحيدا في الحفره وانتظره اولاده الثلاثه وفجاه ضل الرجل طريقه ولم يستطع الخروج منها وبعد انتظار
طويلا ايقنوا انه مات او لدغه ثعبان او تاه تحت الارض وهلك وكانو اولاده في غايه الفرحه لانهم اخيرا سيقتسمو مال ابيهم
اسرعوا الي المنزل واخذوا الميراث وتذكر اوسطهم البقره الذي تصدق بها والدهم لجاره الفقير ووسوس لاخوته فذهبوا الي
جارهم وطرقوا الباب عليه وقالو له اعطنا البقرة فقال الجار لقد اعطاها اباكم الي وهي تطعمني انا وبناتي
قالو بصوت مرتفع اعد لنا بقرتنا وخذ مكانها جملا صغيرا والا سناخذها بالقوه ولن تنال منا اي شئ
فقال الرجل الفقير سوف اشتكي الي ابيكم
فردوا ساخرين منه وقالو له لقد مات ابينا
فزع الرجل و سالت دموعه بالبكاء وقال كيف مات
قالوا لقد دخل حفره في الصحراء ولم يخرج منه حتي يومنا هذا
فقال لهم الرجل الفقير خذوا بقرتكم ولكن بشرط ان تدلوني علي هذا الدحل
فوافق الابناء وذهبو جميعا الي هذا الدحل ولما وصلو الي مكان هذا الدحل ربط الرجل حبلا في وسط جسدهونذل
الرجل الدحل واخذ يطوف به حتي سمع انين صوت خافت ووجد رجلا حيا يتنفس فسقاه حتي ارتوي وحمله الرجل الي
بيته كل هذا واولاد الرجل لايعلمون شيئا ، وكان الفقير مندهشا وسأل جاره
كيف عشت اسبوعا كاملا بدون ماء ولا طعام
قال الرجل دخلت الي الدحل ووجدت الماء وضللت الطريق ولم استطع العوده فشربت الماء لمده ثلاثه ايام
ولكني لم احتمل من شده الجوع وفجاه شعرت بلبن بارد يتدفق علي لساني من اناء في السقف لا استطيع ان
اراه وكان هذا الاناء يأتيني ثلاثه مرات كل يوم ولكنه نقطع منذ يومين
فأخبره الرجل عن البقرة التي اخذها منه اولاده
فعرف الرجل ان اللبن كان من عند الله بسبب التصدق علي جاره الفقير والبقره التي اعطتها اليه ورجع الرجل الي
اولاده ووبخهم علي ما فعلوه واعطي البقرة لجاره وهنا نتذكر حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم حيث قال
( صنائع المعروف تقي مصارع السوء)وقال الله تعالي (مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة
حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم)