ذكر الله... حياة للقلوب ونور للأيام

ذكر الله... حياة للقلوب ونور للأيام

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

ذكر الله... حياة للقلوب ونور للأيام

ذكر الله... حياة للقلوب ونور للأيام

في زحام الحياة وتقلّب الأيام بين تعبٍ وهمومٍ وانشغالاتٍ لا تنتهي، يظلّ **ذكر الله** هو النور الذي يضيء القلب، والبلسم الذي يسكب الطمأنينة على الأرواح. هو طوق النجاة للمؤمن في بحر الدنيا المتلاطم، وسرّ السعادة الدائمة التي لا تُشترى بمالٍ ولا تُنال بمنصب.

قال الله تعالى:  “فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون”  (سورة البقرة: 152).

فالذكر بابٌ عظيم من أبواب القرب إلى الله، وهو عبادةٌ سهلة لا تحتاج إلى مكانٍ أو زمانٍ مخصوص، بل هي مفتوحة في كل لحظة من لحظات الحياة.

الذكر حياة القلوب وطمأنينة الأرواح

ذكر الله ليس مجرد كلمات تُتلى على اللسان، بل هو حياةٌ للقلوب، ودواءٌ للنفوس. قال الله تعالى:

"الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب"**  (سورة الرعد: 28).

فالقلب الذي يذكر الله لا يعرف القلق، ولا تسيطر عليه الأحزان، لأن فيه نورًا يبدد ظلمة الخوف والوحدة. عندما يلهج اللسان بالتسبيح والتهليل، يُشرق في الداخل نور الإيمان، ويغدو الإنسان أكثر صبرًا ورضا وسكينة

ذكر الله... حياة للقلوب ونور للأيام

*الذكر في كل مكان وزمان

من رحمة الله بعباده أن جعل ذكره عبادةً لا تحتاج إلى طهارةٍ كاملة أو مكانٍ محدد. يستطيع المؤمن أن يذكر ربه في أي وقتٍ وأي حال، قائمًا أو جالسًا أو على جنبه. قال تعالى:

“الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم” (سورة آل عمران: 191).

فالرجل يمكنه أن يذكر الله في **المواصلات العامة**، أثناء **الانتظار في عمله**، أو وهو يسير في الطريق. لا يحتاج إلى سجادة ولا مكانٍ منعزل، بل إلى قلبٍ حاضر ولسانٍ ناطق بالحب لله.

وكذلك المرأة تستطيع أن تذكر الله وهي في **المطبخ تعدّ الطعام**، أو في **البيت ترتّب شؤونها**، أو في **وقت الانتظار**، فكل لحظة من يومها يمكن أن تكون طاعةً وعبادةً إذا صاحبتها نية صادقة وذكرٌ لله.

لكن الذكر يُستثنى في **موضعٍ واحد فقط** وهو **الحمام أو أماكن قضاء الحاجة**، احترامًا لحرمة اسم الله وتنزيهًا له عن الأماكن غير الطاهرة.

أنواع الأذكار وأثرها

الأذكار كثيرة ومتنوعة، ولكلٍّ منها أثره الجميل في النفس:

* التسبيح**: “سبحان الله”… تنزّهٌ لله عن كل نقص.
* التحميد**: “الحمد لله”... شكرٌ واعترافٌ بنعمه.
* التهليل**: “لا إله إلا الله”... توحيدٌ خالصٌ لا تشوبه شبهة.
* التكبير**: “الله أكبر”... تعظيمٌ لله فوق كل شيء.
* الاستغفار**: “أستغفر الله”... تطهيرٌ للنفس وتجديدٌ للتوبة.

هذه الكلمات البسيطة تُحدث في القلب أثرًا عجيبًا، فهي تُنقي الروح من الغفلة وتغسلها من الذنوب، وتملأ الحياة بركة وسعادة.

ذكر الله... حياة للقلوب ونور للأيام

فوائد ذكر الله

1. **طمأنينة القلب وراحة النفس:
  الذكر يزرع السكينة في أعماق الإنسان، ويجعل روحه مستقرة مهما كانت الظروف حوله.

2. **غفران الذنوب وتكفير الخطايا:
  قال النبي ﷺ: *«من قال سبحان الله وبحمده مئة مرة حُطّت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر»*.

3. **الحفظ من الشيطان والشرور:
  فالمؤمن الذاكر محاط بعناية الله، محروس من وساوس الشيطان وشرّ الناس.

4. **زيادة الرزق والبركة في الوقت:
  من داوم على الذكر وجد أن حياته أكثر بركة، وأموره تُيسّر بفضل الله.

5. رفعة الدرجات في الجنة:
  قال ﷺ: *«سبق المفردون»، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات»*.

6. دوام الصلة بالله:
  الذكر يجعل الإنسان قريبًا من ربه في كل لحظة، يشعر بأنه في معية الله، فلا ييأس ولا يضعف.

*الذكر أسلوب حياة

الذكر ليس عبادةً وقتية، بل **أسلوب حياةٍ للمؤمن الصادق**. فهو يذكر الله في سرّه وعلانيته، في فرحه وحزنه، في قوته وضعفه. اللسان الذاكر لا يعرف الفراغ، لأن وقته مليء بالنور   - إن أجمل ما في الذكر أنه لا يحتاج جهدًا، لكنه يصنع أعظم الأثر. كلمة “سبحان الله” قد ترفعك في ميزان الحسنات، و”لا إله إلا الله” قد تُنقذك من النار، و”أستغفر الله” تمحو عنك ذنوب السنين.

الخاتمة: ذكر الله حياة وسعادة

الذكر ليس ترديدًا آليًا للألفاظ، بل هو **نبض الإيمان في القلب**. هو صلةٌ بين العبد وربه لا تنقطع أبدًا. فليكن لك وِردٌ ثابت من الأذكار في كل صباحٍ ومساء، في طريقك أو عملك أو بيتك، لتعيش في ظلّ الله وحفظه.  واذكر أن كل لحظة تمرّ دون ذكر الله هي لحظة ناقصة من عمرك، لأن العمر الحقيقي هو الذي يُقضى في طاعة الله.
فاحرص أن تكون من الذاكرين الله كثيرًا والذاكرات، فهم أحياء القلوب، وأقرب الناس إلى رحمة ربهم، قال تعالى:  "فاذكروني أذكركم"**...
 فمن ذكر الله، ذكره الله في السماء، وكان في معيته ورعايته دائمًا. 
 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

81

متابعهم

77

متابعهم

759

مقالات مشابة
-