صلاة الفجر وفضائلها التي لا تحصى ولا تعد
أبدأ كلامي بخير كلام نزل علي وجهه الارض ألا وهو القرآن الكريم وقول الله تعالي في سوره الإسراء الايه رقم 78
(أقم الصلاة لدلوك الشمس إلي غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) .
فمما لاشك فيه أن اصل الطاعات والأعمال الصالحة هي الصلاة ، وهي أم العبادات واساسها والعنوان الحقيقي للايمان وأعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين ،وخير الأعمال وقرة عين الأبرار ،وبريد الجنة،وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة.
أما عن صلاة الفجر محور حديثنا اليوم فلها من الفضائل ما لا حصر له حتي أقسم بها المولي عز وجل حين قال (والفجر*وليال عشر) سوره الفجر .
ولعظم مكانتها أكد النبي عليه الصلاة والسلام علي الرغبه في المحافظة عليها حين قال (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الاول ،ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ،ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ،ولو يعلمون ما في العتمه والصبح لأتوهما ولو حبوا)
صدقت ي حبيبي ي رسول الله.
ولكن الان دعونا نقطف من بستان صلاه الفجر بضعه أزهار من فضائلها.
*فصلاة الفجر جالبة لمزيد فضائل والأجور ربما لما يصحبها من المشقة والعناء ومجاهده النفس في وقت الأداء والوضوء علي المكاره وأحيانا في البرد مثل الأيام التي نعيشها الآن .
وأما عن العرف الشرعي ففيه ما يعظم الثواب والأجر علي قدر المشقة والنصب ،كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الأجر علي قدر نصبك) ويقصد بالنصب هنا العناء والمشقه .
وأعظم ما قيل من فضائل في حق صلاة الفجر قول النبي صلى الله عليه وسلم ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها) ولذا لم يتركها رسول الله لا في حضر ولا سفر ولا ريب ان اجر فريضة صلاة الفجر نفسها سيكون أعظم من سنتها.
ايضا (ان من صلي الفجر في جماعة فهو في ذمه الله)
واستشهد بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من صلي الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشئ فيدركه فيكبه في نار جهنم) .
وقال القرطبي : وقوله من صلي الصبح فهو في ذمة الله أي في أمان الله وفي جواره ،اي قد استجار بالله تعالي والله تعالي قد اجاره فلا ينبغي لاحد أن يتعرض له بضرر او اذي فمن فعل ذلك فالله تعالي يطلبه بحقه،ومن يطلبه لم يجد مفرا ولا ملجأ ،وهذا وعيد شديد لمن يتعرض للمصلين وترغيب في حضور صلاة الفجر والمداومه عليها .
أيضا من اعظم الفضائل لصلاه الفجر انها صلاة مشهوده.
#فصلاه الفجر ملتقي ملائكه الليل والنهار ويشهدونها من المصلين، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم (تفضل صلاة الجميع صلاة أحدكم وحده بخمس وعشرين درجة ، وتجتمع ملائكه الليل وملائكه النهار في صلاة الفجر ثم يقول ابو هريره:فاقرءوا إن شئتم قول الله تعالى (ان قرآن الفجر كان مشهودا).
ويقول الشيخ السعدي (وقرآن الفجر) اي صلاة الفجر وسميت قرآنا لمشروعيه إطالة القرآن فيها أطول من غيرها ولفضل القراءة فيها حيث شهدها الله وملائكته.
ايضا # أن صلاة الفجر تورث لصاحبها نور يوم القيامة.
لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( بشر المشائين في الظلم إلي المساجد بنور من الله يوم القيامة) والجزاء من جنس العمل ومن جاهد نفسه وفضل القيام وعزف عن النوم ومشي في الظلام لأداء صلاة الفجر فسيعوضه الله بنور تام يوم القيامة.
ايضاً من فضائل صلاة الفجر ان حضور صلاة الفجر والعصر في جماعة عصمة من دخول النار وضمانا لدخول الجنة.
لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لن يلج النار احد صلي قبل طلوع الشمس وقبل غروبها) وقال ايضا ( من صلي البردين دخل الجنه ) .
والمقصود بالصلاة من الحديثين حسب تفسير الرواه هما الصبح و والعصر لأداء صلاة الفجر في أول النهار والعصر في آخره ،فهنيئا لرجال الفجر الذين فازوا بالغنيمة الكامله.
ولم أجد افضل من ان اختم فضائل صلاة الفجر من قول النبي صلى الله عليه وسلم (من صلي العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ،ومن صلي الصبح في جماعة فكأنما صلي الليل كله) .
في النهايه حرصت علي توضيح الاسباب المعينه علي الحفاظ والمداومه علي صلاة الفجر في جماعه وهي:
١/ المواظبة علي الوضوء قبل النوم.
2/ الالتزام بقراءة اذكار النوم ولو ذكر واحد شريطة الاستمرار.
3/ الحرص علي النوم المبكر والبعد عن السهر المفرط.
4/ عقد النيه علي القيام لصلاه الفجر.
5/ الاستعانه بعد الله سبحانه وتعالى بوسائل للاستيقاظ مثل المنبة او الهاتف المحمول.
6/ تجنب تناول الطعام قبل النوم.
7/ مراجعة سير الصالحين وعبادتهم .
ولكي ترتقي النفوس وتبقي في ميدان المجاهده والمصابره يجب تذكير بنصيحة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال ، أن لهذه القلوب إقبالا وإدبارا فإذا أقبلت فخذوها بالنوافل ،وإن ادبرت فالزموها الفرائض.
في النهايه أسأل الله سبحانه وتعالى ان يعلمنا ما ينفعنا وان ينفعنا بما علمنا انه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
