شأن الصحة في الإسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
شأن الصحة في الإسلام
القرآن شفاء
- الإسلام قد حث على الصحة:
- إن الإسلام قد حث على القوة والحزم والحفاظ على الصحة وجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :"المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز فإن أصابك شيء فلا تقل لو إني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان". متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم :" لا بأس بالغنى مع التقى والصحة مع التقى خير". وقال صلى الله عليه وسلم:" نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة والفراغ".
وقد جاء في القرآن الكريم ما يدل على الحفاظ على الصحة والقوة والمنع من المؤذي الضار،كما قال الله تعالى -:{حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشوني اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} فأخبر الله تعالى أنه حرم علينا هذه المأكولات لأنها ضارة بالبدن والدين فحرم" الميتة "وهي التي ماتت حتف أنفها. فهي حرام . و" الدم "يقصد به الدم المسفوح كان أهل الجاهلية يضعون الدم في القصاع ثم يشربونه فهو نجس وفيه مضرة بالبدن .و" ولحم الخنزير" فإنه رجس أو فسقا فهو حرام الإنسي منه والوحشي وإن أكله النصارى فهو حرام. وفيه مضرة بالبدن فإن أكله يسبب أمراضا خطيرة، وفيه مضرة بالبدن فقد ذكر العلماء أنه لا يوجد حيوان لا يغار على أهله إلا الخنزير لذلك حرمه الله تعالى علينا حماية لنا لديننا وأخلاقنا وأبداننا.
و" وما أهل به لغير الله" فهو مما ذبح على الأنصاب والأصنام
والأوثان تقربا لهم فهذا حرام وإن ذكر اسم الله تعالى عليه.
" والمنخنقة" وهي التي ماتت خنقا خطأ أم عمدا بأن خنقها أحد أو التوى عليها حبل فخنقها فهي حرام.
و"الموقوذة" وهي التي قتلت بشيء ثقيل على رأسها وكان أهل الجاهلية يضربونها على رأسها بالخشب حتى تموت ومثله أن ما يفعله النصارى بالصرع فهو ميتة وموقوذة حرام أكله ويسبب أمراضا." والمتردية" وهي التي سقطت من مكان عالي فماتت فهي حرام إلا إن أدركها تتحرك برجلها أو عينها تتحرك فذبحا فإنها تحل.
"والنطيحة " فهي الشاة التي تنطح الشاة فتموت من النطح فهي ميتة وحرام." وما أكل السبع " من ذئب أو أسد أو نمر بأن نخر بطنها أو ظهرها فإنه لا يحل أكلها. " وما ذكيتم على النصب " هو ما ذبح على الأصنام والأوثان كما كان أهل الجاهلية يفعلون فكانوا ينحرون الإبل ويشرحون اللحم على الأنصاب فهذا مما حرمه الله على المؤمنين.
والله سبحانه قد أحل لنا الطيبات التي تنفع أبداننا وحرم علينا الخبائث التي تضر أبداننا وأدياننا.
-:}اليوم أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله واتقوا الله إن الله سريع الحساب { والله سبحانه وتعالى قد أحل لنا الطيبات من المأكولات التي تنفع أبداننا وأديننا وتوجب شكره عليها مما يزيد لنا من نعمه سبحانه.
وأحل لنا صيد الكلاب المعلمة كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم:" إذا أرسلت كلبك وذكرت اسم الله عليه فكل". وكذلك الجوارح من الطيور كالصقر فإن حكمه كالكلب فالكلب المعلم يصتاد الصيد بعلم ولا يقتله بل يمسكه على صاحبه برفق وعلم ولا يكون ميتة لذلك أحل الله عز وجل صيده. والله المستعان.
- العسل شفاء من الأمراض:
وقال تعالى-:}وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لأية لقوم يتفكرون{ فالعسل من أفضل علاج وشراب وأخبر تعالى أنه فيه شفاء من الأمراض وجاء في السنة أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن أخي استطلق بطنه يعني- الإسهال - فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" اسقه عسلا" فذهب فسقاه عسلا ثم جاء فقال يا رسول الله لم يزد بطنه إلا استطلاقا قال صلى اله عليه سلم :"اسقه عسلا "فذهب فسقاه ثم رجع فقال يارسول الله لم يزد بطنه إلا استطلاقا ثلاثا مرات فقال صلى الله عليه وسلم": اسقه عسلا "فسقاه عسلا فشفاه الله تعالى فقال النبي صلى الله عليه سلم :"صدق الله وكذب بطن أخيك".
وقال تعالى -:{يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا} فهذه الآية فيها دلالة على الاعتناء بالصحة وذلك بالأكل والشراب النافع لأن الأكل يحافظ على الصحة و الاسراف في الطعام والشراب يجلب الأمراض لما يترتب عيه من الأمراض والتخمة والنهم والشبع منهي عنه في الشرع إذا كان على وجه التخمة أما أصله فهو جائز.
- القرآن شفاء من الأمراض الأبدان والأرواح والقلوب:
وقال تعالى-:{وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا}فالقرآن شفاء لأمراض الأبدان والأرواح والقلوب وأيضًا القرآن كله شفاء وليس بعضه و"من" هنا لبيان الجنس وليس للتبعيض كما قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى.
لكن لكي يشفى بالقرآن لابد من شروط وهو قبول المحل وأن يكون المحل صالحا والسلاح قويًّا وهو الإيمان القوي والمعالج بالقرآن ينبغي أن يكون قويا في إيمانه وعقيدته وعبادته وسلوكه لكي ينجح الدواء والعلاج وإلا لم ينفع ولم يكن المفعول قويا كما قال قال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى :" والسلاح بضاربه ليس بحده فقط". وأيضًا: المريض ينبغي أن يكون قريبا إلى الله سبحانه وشرعه مستقيما لكي ينجح الدواء كما قال الله تعال-:{قل هو للذين ءامنوا هدى وشفاء}
- أحاديث جاءت في الاعتناء بالصحة والعلاج:
وجاء أيضا: في السنة الكثير من الأحاديث يبن لنا علاج الأمراض والوقاية منها بمشروبات ومأكولات نافعة تنفع أبداننا وأديننا وعقولنا وأخلاقنا كما قال صلى الله عليه وسلم:" الشفاء في ثلاث : شربة عسل ، وشرطة محجم ، وكية نار وأنا أنهى أمتي عن الكي". فالعسل معروف مفعوله وقد ذكره الله تعالى في القرآن والحجامة فيها شفاء ومنفعة ووقاية وعلاج من الأمراض والكي أيضا فيه شفاء وعافية لكن مكروه لأنه فيه تشويه للجسد وتعذيب للنفس.
وقال صلى الله عليه وسلم:"ما ملأ ابن آدم وعاء شر من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه". ونهي صلى الله عليه وسلم عن التنفس في الإناء وامر بتغطية الإناء الطعام في الليل وقال :" أنه ينزل الوباء في الليل فإذا كان الإناء مكشوفا نزل على ذلك الإناء ." أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وجاء في السنة ان الأعراب جاؤوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله هل نتداوى قال النبي صلى الله عليه وسلم:" نعم تداووا عباد الله ولا تداوا بحرام" وقال صلى الله عليه وسلم:"إن الله لم يجعل شفاؤكم فيما حرم عليكم" وقال له رجل أنه يستعمها للدواء فقال صلى الله عليه وسلم:"هي داء وليست دواء". وقال صلى الله عليه وسلم:"إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له دواء إلا الهرم" وفي رواية:"إن الله خلق الداء والدواء فتداوا ولا تداوا بحرام" وقال صلى الله عليه وسلم:"إن الله أنزل الداء والدواء علمه من علمه وجهله من جهله".
- مسائل في الحجامة:
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الحجامة على الريق أمثل -يعني أفضل- وتزيد في العقل والحفظ فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس ولا تحتجموا يوم الجمعة والسبت والأحد تحريا واحتجوا يوم الإنثنين والثلاثاء فإنه اليوم الذي عوفي فيه أيوب من البلاء ولا تحتجموا يوم الأربعاء ولا ليلة الأربعاء فإنه لا يكون بلاء ولا وباء إلا يوم الأربعاء أو ليلة الأربعاء". و هو حديث حسن وهذا الحديث أفضل ما جاء في الحجامة وفيه مسائل :
1. الأولى : أن الحجامة على الريق قبل الأكل في الصباح أفضل ويفضل قبل الزوال بثلاث ساعات.
2. الثانية: أن الحجامة تزيد في العقل والذكاء.
3. الثالثة:أن الحجامة تزيد في حفظ العلوم وتعين على ضبط العلم.
4. الرابعة:أن الحجامة يوم الخميس فيها بركة وشفاء.
5. الخامسة: النهي عن الحجامة يوم الجمعة والسبت والأحد تحريا. يعني أن الراجح لا يحتجم يوم الأحد وفي اليومين قبله.
6. السادسة: أن الأيام التي يحتجم فيها وفيها شفاء وعافية يوم الإثنين وخاصة يوم الثلاثاء فإنه يتأكد الاستحباب لأنه اليوم الذي عفي الله عز جل أيوب من البلاء وشفاه من مرضه.
7. السابعة: النهي الشديد م الحجامة ويم الأربعاء وليلة الأربعاء فإن في هذا اليوم -يوم الأربعاء وليلة الأربعاء- ينزل فيه البلاء والوباء. وقال صلى الله عليه وسلم :" من احتجم في يوم سبعة عشر وتسعة عشر وإحدى وعشرين كان شفاء من كل داء".
- الحبة السوداء شفاء من كل داء:
وأيضا : قال صلى الله عليه وسلم": عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء إلا السام ". و"السام" مرض الموت.
والحبة السوداء فيها شفاء وعافية ومفعولها ناجع وفعال جدًا ومجرب وأنا جربتها في كثير من الأمراض وشيفت سريعا جدا وهذا مجرب أن في علم الحديث والدراسات الطبية الحديثة أن الحبة السوداء فيها الشفاء والعلاج الأمثل والأفضل والأقوى.
من فوائد الحبة السوداء أنها تعالج أمراض الجلد والدماغ وتزيد في الحفظ والذاكرة الإدراك التعلمي وتذهب القلق و وتهدئ من التوتر وشرب ملعقة صغيرة في الصباح في الليل وقاية من الأمراض وسبب للنوم الهادئ إذا شربها في الليل قبل النوم وتنشط الجسد وغير ذلك من فوائدها الكبيرة الكثيرة.
وقال صلى الله عليه وسلم:" عليكم بالقسط الهندي فإن فيه سبعة أشفية ."
وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :"عليكم بالشفاءين : القرآن والعسل". وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتداوي بالعسل كما جاء في السنة.وقال صلى الله عليه وسلم:" من أصطبح على سبعة تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سحر أو سم".
ومن الأمور الدينية التي تحافظ على الصحة الجسدية والنفسية والعقلية والروحية كالمس والحسد والعين والسحر الصلاة فإن الصلاة لها تأثير عظيم في دفع أنواع الأمراض التي ذكرت وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا أبا هريرة اشتكيت" فقلت : نعم قال :"فقم فصل فإن الصلاة شفاء". وقال صلى الله عليه وسلم:"عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين من قبلكم وقربة إلى ربكم ومنهاة عن الإثم وتكفير السيئات مذهبة الداء من الجسد".
ومن الأمور الدينية وهو من العبادات الدعاء بالسلامة والعافية من الأمراض كما جاء من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:"اللهم أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة واللهم أسألك العافية في ديني ودنياي وأهللي ومالي واللهم اتر عوراتي وآمن روعاتي اللهم احفظني من امام ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن تحتي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي". وقال صلى الله عليه وسلم:" اسألو الله العافية في الدنيا والآخرة". ومن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم:"اللهم أسألك الصحة والعافية وحسن الخلق والرضا بالقدر".
- أذكار الصباح والمساء:
ومن الأمور الدينية التي تحافظ على الصحة أذكار الصباح والمساء مثل ما جاء عن النبي صلى الله عليه سلم قال:" من قال حين يصب وحين يمسي بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم فإن قالها في الصباح لم يفاجأه فجأة بلاء حتى يمسي وإن قالها في المساء لم يفجأه فجاة بلاء حتى يصبح". ومنها قراءة أية الكرسي قال صلى الله عليه وسلم:" من قرأ آية الكرسي حين يصبح حفظ من الجن حتى يمسي إن قرأها حين يمسي حفظ من الجن حتى يصبح". وقال صلى الله عليه وسلم:" قل قل هو الله أحد والمعوذتين حين تصبح وحين تمسي لم يضرك شيء".
- الرقية الشرعية:
ومنها: الرقية الشرعية فإنها شفاء وعافية ووقاية من المراض الروحية من المس والسحر والحسد والعين والرقية الشرعية مثل أن يرقي بما جاء في السنة من ذكر السور التي يستشفى بها كفاتحة الكتاب فعن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال :"فاتحة الكتاب شفاء من كل داء" و في حديث أبي سعيد الخذري رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم للذي رقى سيد الحي فشفاه الله تعالى:" وما يدريك أنها رقية" انه قرأ عليه فاتحة الكتاب مع النفث والبزاق.
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى:"لقد مرضت في مكة ولم أجد طبيبا ولا دواء فكنت أعالج نفسي بفاتحة الكتاب فأخذ ماء زمزم فأقرأ عليه فاتح الكتاب مرارًا فكنت أبرأ سريعا فكنت أصف لمن يشتكي فكان يبرأ سريعًا.
ومن أسماء الفاتحة الشافية والرقية والكافية يعني الكافية من كل داء.
- ممارسة الرياضة نعمة وسبب كبير في الحفاظ على الصحة:
ومن الأمور التي تحافظ على الصحة ممارسة الرياضة فالرياضة فوائدها عظيمة من الحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية والنفسية والمزاجية وتذهب الأمراض الكثيرة ومن الأمراض المزمنة وتقلعها إذا فعل المريض الرياضة بصفة منتظمة فإنها تقلع عنه وتزيل الأمراض المزمنة و الإنسان إذا حافظ على ممارسة الرياضة فإنها تورثه صحة و قوة ونشاطا وتبقي الإنسان شبابا ولا يضعف عن الكبر و في شبابا حتى مع الكبر ولا تزل عليه الأمراض عند كبره وتبقى عضلاته قوية ولا تضمر كثيرا كما هو حال الشيوخ الذين لا يلعبون رياضة.
والرياضة في حياة الإنسان أمر مهم للغاية وضرورية جدًا خاصة في هذا الزمان الذي قد كثرت فيه الأمراض الجسدية والنفسة والعقلية.
- تنبيهات في الحفاظ على الصحة:
ومن الأمر التي تحافظ عن الصحة الأكل الصحي كالخضروات الفواكه واللحوم والألبان فهذه من المأكولات التي تحافظ عن الصحة وكما قال أهل بعض أهل العلم:" حسن الغداء يغني عن الدواء". وأيضا: من الأمور التي تجلب الأمراض المختلفة التخليط في الأكل فيأكل هذا ويخلط معه هذا فهذا من يجبل به الأمراض حتى ذكر بعض المفسرين أن العلماء قالوا: أن السبب الكبير الذي يجلب الأمراض هو:" التلخيط في الأكل".
ومنها إدخال الطعام على الطعام فهذا مما يسبب الأمراض ومنها: الشبع المفرط وهو التخمة والنهم وفي كلام العرب: ان المعدة بينت الداء. ومنها دخول الحمام (المغتسل) على شبع فهذا مما يبب المرض ومنها السهر بدون حاجة دينية او دنيوية لن ذلك يضر البدن والقوى والعين كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن قال الليل كله:" إنك إن فعلت ذلك أنهكت بدنك وأغرت عيناك" يعني: ضعفت.
وعن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" إن لنفسك عليك حق ولبدنك عليك حق ...... ولعينك عليك حق". ومنها النوم على شبع بل لابد من الحركة بعد العشاء كما قيل:" تعشى وتمشى تتغشى وتغدى تمدى تتبدى "ونصح بعض الأطباء الحكماء أحد الملوك فقال له: أمشي خمسين خطوة بعد العشاء. ومنها: عدم النوم على غضب وقلق فإن ذلك سبب الأمراض و الموت .
ومن الأمور التي تجلب الأمراض القلق والتعصب والغضب فإن هذه الأمر مما تجلب الأمراض كما هو معلوم للناس كأمراض الضغط والسكري والجلطة القلبية والدماغية والشلل النصفي وربما الكلي وغير ذلك. نسأل الله تعالى العافية والسلامة.
- علم الطب أفضل العلوم بعد علم الشريعة:
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:"أنبل علم بعد الشريعة علم الطب " . فعلم الطب علم شريف فيه حفظ الأبدان والعقول التي تعرف الله سبحانه وتعظمه وتمجده وبه حفظ الأبدان التي تقوم بالطاعة والعبادة ولا يكون شيء من العبادات على وجه القوة والاتقان والكمال إلا بالصحة والعافية و سلامة العقل ولا تصلح أمر الدنيا والسعي في تحصيل الرزق والتعلم والتعليم والتوفق والنجاح والمهارة في العلوم والصناعات إلا بصحة الأبدان والعقول ولا تقوى الأمم في الدين والأخلاق والاقتصاد والسياسة والأمور العسكرية إلا بقوة الأبدان وسلامتها من الأمراض وصحة عقول أبنائها وتعلمه فرض كفاية لابد من وجود طبيب في بلدة وإذا عمد طبيب في بلدة فإن أهل البلدة كلها تأثم لابد من وجود طائفة تقوم بتعلم علم الطب والتمهر فيه وإتقانه أيَا لابد من إتقان علم الطب والتوفق فيه لكي تستغني الأمة عن الأطباء الكفار فينبغي احترام الأطباء الثقات وعلم الطب. والله المستعان.
- الحذر من الطبب بغير علم:
فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من طبب ولم يعلم منه طب فهو ضامن ." ومعنى الحديث أنه من عالج المرضى بدون علم ولم يكن له علم بالطب فهو ضامن ما أتلف من الأبدان وما ضر من مريض فهو ضامن عند القاضي الشرعي وفي القضاء وأيضًا: هو ضامن في الآخرة بأن الله سبحانه يحاسبه على تعديه لحدود الله عز وجل وتكلفه ما ليس له علم و قال الله تعالى-:}ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤلا} وقال تعالى-:}قل لا أسألكم عليه ن أجر وما أنا من المتكلفين} فتكلف الإنسان ما ليس له به علما لا يجوز وهو محاسب على كلامه في العلم بدون علم.
وأيضًا: لا يجوز للطبيب أن يتكلم ما ليس له به علم فإن علم بالمرض عالجه بإخلاص وصدق ورحمة ولطف ورفق وإن لم يعلم بالمرض ولم يهتدي إليه فلا يُيَئِسُ المريض بأن يقول هل هذا مرضك ليس له علاج فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" لكل داء دواء علمه من علمه وجهله من جهله" فيقول لمريض هذا المرض له علاج ولكن انا لم أهتدي إليه فاذهب إلى طبيب آخر ربما تجد عنده علاج .
فالطبيب المسلم يجب عليه أن يكون ثقة رفيقا رحيما لطيفا خبيرا عالما بالطب حاذقا حافظا لأسرار الناس مخلصا في عمله وإلا لم يكن طبيبا يعول عليه ويؤجر على عمله بل إذا خالف الشريعة وهذه الأوصاف التي ذكرتها فإنه يذم ولا يحمد بل ينتفي عنه اسم الطبيب الحقيقي ويطلق عليه عند العقلاء بالسفيه والفاسق. والله المستعان وبالله التوفيق ولا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم.
- نصائح للطبيب المسلم:
1. أولاً: يجب على الطبيب أن يتقي الله عز وجل في المرضى ويعالج المرضى بإخلاص وفق ولطف ولا يقسوا على المريض أو يوبخه أو يعاقبه.
2. ثانيًا: يجب على الطبيب أن يكون عالما بالطب حاذقًا خبيرًا ولا يتكلف العلاج بدون علم إن كان يعلم العلاج قال به وإن جهله يقول لم أهتدي بهذا العلاج وربما تجده عند طبيب آخر.
3. ثالثًا: وينبغي ألا ييأس المريض بل يفرحه ويبعث في نفسه التفآل والإيجابية أنه سيشفى في العاجل إن شاء الله تعالى فإن الكلام الإيجابي يقوي المريض حتى قال بعض أهل العلم :أن الكلام الإيجابي نصف العلاج وسبب للشفاء.
4. رابعًا:ينبغي تذكير المريض بالله عز وجل وانه تعالى هو الشافي والطبيب إنما هو مجرد سبب الشفاء بيد الله تعالى ويعلق قلبه بالله تعالى.
5. خامسًا:ينبغب للطبيب المسلم أن يتعلم أمر دينه وعقيدته ويتفقه في الدين لكي يتقي الله عز وجل في عمله ومهنته ولا يدخل في مخالفات في العقيدة أو الشبهات أو المعاصي.
6. سادسًا: يوجب على الطبيب المسلم أن يحذر من أن يبني علمه على ما أحدثته من البرامج التعليم العلماني المادي الذي يبعد العبد والمريض عن تعلقه بالله تعالى والأمور المعنوية والدينية كمثل أن ينفي العلاج بالقرآن أو الأدوية النبوية التي جاءت في السنة النبوية ويصرف المريض عن الأمور الروحية ويأمره بالمخالفات الشرعية كمثل الاستماع إلى الموسيقى دون القرآن فإنه كما العلماء: "من لم يكفه القرآن فلا كفاه الله عز وجل ومن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله عز جل" .
وأيضًا: وإتخاذ الصديقة دون الزواج فإن في الزواج شفاء من كثير من الأمراض البدنية والعقلية والنفسية واتخاذ الصديقة علاقة محرمة تفضي إلى العشق والحب الحرام الذي من الشيطان ومشاهدة الأفلام بقصد إذهاب القلق والوحدة والتوتر فإن هذا من المحرمات.
7. سابعًا: ينبغي للطبيب أن يعالج من ليس عنده مالا مجانا ويتعاهده بالعلاج إلى أن يشفى أو يجد ما يغنيه ما يسدد ثمن العلاج وهذا من الحسنات و الصدقات التي يؤجر عليها و يبارك الله عز وجل فيها ويفتح من رزقه. وبالله التوفيق.
- نصائح للمرضى:
1. أولا: يجب على المريض أن يحسن الظن بالله سبحانه فإن الله عز وجل لا يقدر أمرًا إلا فيه حكمة ومصلحة للعبد ويجب الصبر على قضاء الله عز وجل وقدره ويستحب له الرضا.
2. ثانيا: أن يتخذ الأسباب في العلاج من الأدوية المباحة التي أذن الله تعالى بها و ليحذر من الدواء المحرم فإن الله عز وجل لم يجعل شفاؤه فيما حرم الله عليه كما مر في الحديث.
3. ثالثا: ألا ييأس من العلاج بل يتوكل على الله عز وجل ويتخذ الأسباب ويصبر حتى يأذن الله تعالى بالشفاء فإن الشفاء بيد الله تعالى ولا يعلق قلبه بالأسباب والطبيب وليعلم إنما هي أسباب والنافع الضار هو الله تعالى.
4. رابعًا: وإذا لم يحصل الشفاء بعد العلاج فليعلم أن ذلك اختيار الله تعالى فلصبر وليرضى ولا ييأس لعل الله سبحانه يفرج الغمة.
5. خامسًا: أن يتوب من الذنوب فإن الذنوب سبب لنزول البلاء ،كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :" ما نزل بلا إلا بذنب وما رفع إلا بتوبة" و المرض سببه الذنوب.
6. سادسًا: أن يتضرع بالدعاء الله عز وجل فإن الله تعالى هو الذي يكشف البلاء والضر وحده وقال تعالى-:{وقال ربكم أدعني أستجب لكم} وكما قيل إن الدعاء والبلاء يعتلجان في السماء فالدعاء إما أن يمنع البلاء وإما أن يرد البلاء وأما أن يخفف البلاء عند نزوله وقال صلى الله عليه وسلم:" الدعاء ينفع مما نزل مما لم ينزل فعليكم عباد الله بالدعاء". وهو حديث صحيح.
- الصحة البدنية:
لكي يصح الإنسان ويعافى من الأمراض لابد له من اتخاذ أسباب الصحة والعافية من الأكل الجيد فالأكل الجيد سبب لقوة البدن والحفاظ على الصحة وتكثير المناعة للجسد ومن المأكولات الفاكهة والخضروات واللحوم والأسماك والألبان وأيضًا: والحركة كممارسة الرياضة المنتظمة أو ركوب الدراجة أو المشي فإن هذه الثلاثة من أسباب الصحة والعافية والأطباء متفقون على هذه الثلاثة أعني: (الرياضة كالجري وغيرها والمشي وركوب الدراجة) أنه سبب للفاء والعافية والصحة الجسدية والعقلية النفسية والمزاجية.
ومن أسباب الصحة النوم الجيد لابد للجسد ان يأخذ حقه من الراح الجسدية والدماغية والتفسية وهذه تكون بالنوم الكافي. فإن هذه الثلاثة الأكل والحركة والنوم أصول الصحة وسبب الصحة والعافية .
- الصحة النفسية:
الصحة النفسية لابد منها وهي أمر ضروريا فالصحة النفسية هو أن يكون الإنسان مطمئنا ليس قلقا ولا متوترا ولا خائفا ولا راهبا من الناس وليس مترددا وهو ما يعرف بالأمراض النفسية فإذا كان الإنسان عنده الاطمئنان النفسي والراحة النفسية والسلام الداخلي فهو معافى من المرض النفسي ويلزم من ذلك ثقته بنفسه وقوة إرادته وشخصيته واتخاذ قرارته ولا يتردد فهذا هو المعافى والصحيح النفسي.
- الصحة النفسية لابد لها من أمور وهي كالتالي:
- الأول:أن يكون قويا نفسيا ولا يتأثر بما حلوه من المؤثرات من الأقوال السلبية والمواقف السيئة والمصائب والصدمات فإن هذه السلبيات تسبب الأمراض النفسية كالتوتر والقلق وعدم الإرادة والخوف والرهاب.
- ثانيا: أن يقرأ القرآن ويستمع له فإن القرآن في راحة نفسية عظيم فقراءة القرآن سبب للاطمئنان وتجدد النفس كأنك إنسان جديد قال الله تعالى-:}ألا بذكر الله تطمئن القلوب} وهو سبب كبير في الشفاء من الأمراض النفسية ومجرب.
- ثالثا: أن يحط نفسه بالإيجابيين أهل الخير والصلاح والتفآل الذي ليس لهم قسوة أو كبر أو احتقار فإن من كان متكبرا أو يحتقر الناس فإن النفس لا ترتاج له ويؤثر على الشخص المخالط له آثار سلبية من فقدان الثقة بالنفس وتهوين الذات واحتقارها وهذا ذنب كبير من المتكبر يحاسب عليه أمام الله تعالى يوم القيامة لأنه أذى أخيه وتكبر عليه وأورثه فساد في نفسه وصحته، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:" المسلم أخو المسلم لا يحقره ولا ظلمه ولا يخذله" .رواه مسلم. اللهم صل وسلم على نبينا محمد الرؤوف الرحيم.
- رابعًا: أن يراجع طبيب نفسي إذا كان يحس من نفسه بعض الأمراض النفسية مثل التردد والخوف والقلق والرهاب ويختار طبيبا مسلما ثقة.
- خامسًا: أن يمارس الرياضة فإن الرياضة سبب كبير في الشفاء من الأمراض النفسية وتعدل المزاج وتقوي الجسد والنفس والشخصية والثقة بالنفس .
- سادسا: أن ينمي مهارته بتعلم مهارة جديد حتى لو كانت بسيطة فإن إنجاز الأمور الصغيرة مما يزيد في الثقة بالنفس وتقدير الذات.
- سابعا: ينبغي البحث عن القدرات والمواهب التي أعطاها الله سبحانه للإنسان فإن كل إنسان قد أعطاه الله عز وجل قدرات ومواهب مما يستطيع أن يطور من نفسه فليستعن بالله ولا يعجر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:" احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز"متفق عليه.
وأيضًا: فإن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة البدنية بل الصحة البدنية مربوطة بالصحة النفسية فإذا صحت الصحة النفسية صحة الصحة البدنية فإن القلق والتوتر مما يسبب أمراضا بدنية كمرض القلب والسكتة الدماغية وغير ذلك.
- الصحة الروحية:
فإن الصحة الروحية لا تقل أهمية عن الصحة البدنية والصحة النفسية بل سلامة العبد من الأمراض الروحية سبب للعافية والسلامة من الأمراض البدنية والنفسية ومن الأمراض الروحية كالمس الذي يكون من الجن والحسد والسحر والعين فإن الإنسان مأمور بالتوقي من هذه الأمراض فإن الجن موجود كما ذكره الله عز جل في القرآن وأنه يأذي ويعتدي على الإنسان عند عدم تحصينه فإنه معرض للأذى من الجن والعين الحسد والسحر فإن السحرة موجودون والحسدة موجودون والعين قد كثرت في هذا الزمان.
فيجب التحص منهم وذلك بالأوراد الشرعية كالمحافظة على الصلوات وقراءة جزء من القرآن وأذكار الصباح والمساء وأذكار دخول البيت والخروج منه ودخول المسجد والخروج منه وعند الطعام والشراب والفراغ منهما ودعاء السوق وذكر الله عز وجل عند الركوب والسفر ورؤية الهلال وهبوب الريح وصياح الديكة وسماع نباح الكلاب ونهيق الحمير بالليل وغير ذلك من الذكر المقيد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقول لا حول ولا قو إلا بالله ولا إله إلا الله والاستغفار والذكر المطلق.
وهذه الأذكار موجود في كتب الأذكار ككتاب "الوابل الصيب لرفع الكلام الطيب" للعلامة ابن القيم وكتيب "صحيح الكلم الطيب" للشيخ الألباني وكتيب "حصن المسلم" لسعيد بن وهف القحطاني و"صحيح الأذكار وغير ذلك.
- الأسباب للوقاية من المرض الروحي ( المس والحسد والعين والسحر) ما يلي:
1. أولا: التوبة من الذنوب والاستغفار فإن الذنوب مما تسلط على العبد الجن والسحرة والحسدة وغيرهم.
2. ثانيا: المحافظة على الصلوات الخمس في الجماعة.
3. ثالثا: التحص بقراءة جزء من القرآن يوميا.
4. رابعًا: الأذكار أطراف الليل والنهار والذكر المطلق والذكر المقيد كما تقدم.
5. خامسا: قراءة المعوذتين.
6. سادسا: الرقية الشرعية بنية الاستشفاء والوقاية.
و أخيرًا ينبغي للمسلمين جميعا أن يعتنوا بالصحة فإن الصحة نعمة كبيرة وهي كما يقال: الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضى. فإن بدون صحة لا يكون شيء لا من العبادات ولا من الكسب وتحصيل الرزق ولا من التعلم والمهارة في العلوم و الصناعات ولا من النجاح والتفوق فالصحة مبني عليها أمورًا كثيرة وبدون صحة لا يتمتع بامور الحياة الدنيوية وكل شيء بالنسبة للمريض ليس له طعم لهذا يجب على الإنسان أن يحافظ على الصحة ويتخذ أسباب الصحة والعافية.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه ولم تسليمًا كثيرًا.
والحمد لله رب العالمين
تم الفراغ من هذه الرسالة ليلة الأحد13 ربيع الأول سنة 1444من الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم والموافق ل9 أكتوبر2022م. وانظر أيضًا:مسائل متفرة عن الرقية الشرعية والحسد والمس والسحر وانظر أيضًا:الآيات التي يداوى بها من المس والسحر والعين الشيخ ابن باز