منهج أهل السنة  (أهل الإسلام) مع ولاة الأمور

منهج أهل السنة  (أهل الإسلام) مع ولاة الأمور

0 المراجعات

 بسم الله الرحمن الرحيم

منهج أهل السنة  (أهل الإسلام) مع ولاة الأمور

منهج أهل السنة والجماعة (السلفيين) في النصيحة لولاة الأمور.   

- والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن ولاه:

 أما بعد :

 - إن منهج أهل السنة والجماعة. ينصحون ولاة الأمور ويبيون الخطأ وينصحون في السر والعلن إذا كانت المصلحة في السر نصحوا في السر وإذا كانت المصلحة في العلن نصحوا في العلن ولكن النصيحة في العلن في هذا العصر لا تجوز وإن قال بها بعض أهل العلم والسنة وأيضا يجد الذين يصتادون في الماء العكر ما يسوغ لهم الخروج على السلطان والتمر د عليه لأن أكثر الناس فيهم نزعة خارجية وإن كانوا لا يبدعون ولا يسمون خوارج فهم يبغضون الحاكم والسلطان ولو أنكر أحد في هذا الزمان لتبعه الغوغائين وحدث بسببها فتنة والطعن فيه وسَبُّهُ وشَتْمُهُ وهذه كما ترى أخي الكريم مفسدة أخرى .

  • إنكار الصحابي ليس حجة:

أيضًا: إنكار الصحابة رضي الله عنهم على عبد الملك بن مروان ليس كإنكار الناس اليوم فالصحابة رضي الله عنهم يقدر بعضهم بعضا ويحترم بعضهم بعضا وأيضا عبد الملك بن مروان يعرف لهم قدرهم وحقهم وكذلك الصحابة ، الصحابة يعرف بعضهم بعضا وهم أهل فهم وتدين لكن في هذا العصر لو أنكرأحد منهم على السلطان لأسجنه وعذبه وربما قتله بل ربما قتل أمة من الناس عرفت.

وكذلك: إذا جاء النص من الحديث وجاء أثر عن الصحابي ، يخالف الحديث فوجب تقديم النص والصحابي حجة ما لم يخالف النص.

والحجة في الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم. والصحابة الكرام رضي الله عنهم تبع للكتاب والسنة.والله أعلم.

- النصيحة للسلطان لابد من آداب وشروط منها :

آداب النصيحة للسلطان

النصيحة للسلطان لابد لها من آداب وشروط: 

الأول:  الإذن  فإذا  أذن السلطان للرعية  بالنصيحة وجب عليهم ذلك.
الثاني:  أن يكون الناصح من المقربين للسلطان كالعلماء وهذا أدب لا يتنافى مع السابق.
الثالث:  أن تكون في السر كما جاء عن عياض بن غنم عن النبي صلى الله عليه وسلم:" من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية فليأخذ بيده ولينصحه في السر فإن قبل منه فذاك وإلا كان أدى الذي عليه". وهو صحيح. 
الرابع:  أن يتلطف ويعظه  ويلين له في الكلام ولا يشدد عليه أو يعنفه كما كان من هدي السلف.
الخامس:  أن يقدر على الوصول إلى السلطان  فإن تعذر عليه الوصول فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
السادس:  ألا يعلن ذلك  إلى الناس فيقول قد نصحت السلطان وقلت له كذا وكذا.

  • - ماذا إذا فسدت ولاة أمورنا وظلموا وجاروا ! ؟
  • الجواب :

أولا:  الدعاء لهم وإصلاح العمل.

      والله عز وجل ما سلطهم علينا إلا لفساد أعمالنا فينبغي إصلاح العمل والرجوع إلى الله عز وجل والتمسك بالإسلام في الظاهر والباطن والتوبة من الذنوب.والاجتهاد بالدعاء له بالصلاح والمعافاة قال الفضيل بن عياض رحمة الله عليه: " لو كانت لي دعوة  مستجابة لاصرفتها إلى السلطان" قالوا يا أبا علي ولما ؟! قال: "إن دعوت  بها لنفسي  لم تعدني وإذا دعوت بها إلى السلطان فصلح فصلح العباد والبلد ." وأهل السنة والجماعة يعلمون أن  وجود السلطان في البلاد فيه  حكم عظيمة ومصالح كثيرة  حتى ولو كان جائرا ظالما  كما قال الحسن البصري رحمة الله عليه : هم يلون  من أمورنا  خمسة: الجماعة والجمعة  والأعياد والفيء  الثغور والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسد".  ويعلمون أن السلطان ظل الله في الأرض، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي بكرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" السلطان ظل الله في الأرض من أكرمه أكرمه الله ومن أهانه أهانه الله" حديث حسن. وجاء بلفظ:" من أجل سلطان الله أجله الله". وهو صحيح.

  • ثانيا : عدم التشهير بولاة الأمور ونشر سيئاتهم .

.    ونشر سيئات ولاة الأمور من  منهج الخوارج و احذر هذا النوع من الفتنة والطعن  واهتم بصلاح حالك مع الله عز وجل واصلح دينك  وصحح عقيدتك   وعبادتك واشتغل بطلب العلم وتهذيب أخلاقك  ولا تشتغل بما لا يعنيك فتقع في الغيبة وإشعال الفتنة وربما يحاسبك الله  عز وجل على غيبتك للسلطان حتى ولو كان جائرا فغيبته حرام مادام أنه مسلم. 

  •  ثالثا:  عدم غبيته  وتنقصه .

  وغيبة السلاطين والعلماء أشد أنواع الغيبة  فغيبة السلاطين تسبب تسلط السفهاء على السلطان والتمرد عليه والخروج بالقول والسيف.

وغيبة العلماء تفقد الثقة في حملة الشريعة فيفسد الدين بغيبة العلماء وتفسد الدنيا بغيبة السلاطين والحكام.

  • رابعا: النصيحة في السر عند الإنكار عليه. 

 قال الإمام عبد الله عبد الله بن المبارك رحمة الله تعالى:" من استخف بالسلطان ذهبت دنياه ومن استخف بالعلماء ذهبت  آخرته ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته" .   وذلك لأن غيبة السلطان يترتب عليها الاستخفاف بالسلطان مما يسبب الخروج والتمرد عليه القريب أو البعيد .

      و لا يجوز الإنكار على ولي الأمر علنا ​​و كيفية الإنكار على ولي الأمر والنصيحة له تكن في السر وتقدم  الحديث عن  النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بالنصح في السر.

 وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال  قال النبي صلى الله عليه وسلم:" من خرج على السلطان قيد شبر  فمات مات ميتة جاهلية " وفي رواية:" لقي الله يوم القيامة ولا حجة له". متفق عليه. وقال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :" لا تتعرض للسلطان فإن سيفه مسلول"  إذا غضب السلطان وأهين لابد أن ينتقم.   

       أما ما استدلوا به ان الإمام أحمد  أنه أنكر على المأمون  والمامون قال بخلق القرآن وهو منكر عظيم بل كفر أهل السنةمن قال :القرآن مخلوق .فقال رمه : " اصبروا حتى يستريح بر او يستراح من فاجر وقال  :"الله الله في دماء المسلمين عليكم الإنكار بقلوبكم ". وأيضا: الإمام أحمد ما انكر ذلك على المنابر وأعلن للناس جميعا بل صبر وتمسك بالسنة ونهى عن الخروج عليه  فكانت العاقبة له  ورفع الله شأنه  وأصبح يلقب بأمام أهل السنة والجماعة رحمه الله تعالى.

  • -  أصول أهل السنة مع ولاة الأمور:

     -أن منهج أهل السنة  مع ولاة الأمور منهج القرآن والحديث وعلى ما كان عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم

وهذا هو الحق الذي يجب التمسك به ،  وإذا اتبع العبد فيه طريق أهل البدع والأهواء مع ولاة الأمور ،  فهذه الطريق تؤدي به إلى  الهلاك في الدنيا والآخرة.

  •  - المعاملة الشرعية إذا كان في المسلمين  ولاة  ظلمة جورة وهي كتالي:
  • - الأول الأصل :
  • - السمع والطاعة  في المعروف 

  ،كما قال الله تعالى -:{ يَا أَيُّهَا ​​​​الَّذِي نَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا } [النساء:59] .     

وعن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله علبه وسلم أنه قال: " على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره إلا أن يؤمر  بمعصية ، فإذا أمر بمعصية ،  فلا سمع ولا طاعة له " .متفق عليه.

  • - الأصل الثاني :
  • - الصبر على ظلمه وجوره .

 وجاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " إنكم ستلقون أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض " رواه البخاري.

   وتقدم  قول  الإمام أحمد لما جاء الناس في زمن المأمون  فقال:" اصبروا حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر". .والصبر على ظلمه وجوره حتى يفرج الله الغمة ويكشف الكربة  والصبر على ظلمه  سبب لتكفير السيئات ورفع الدرجات والرضا من الله سبحانه .

 وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه يطرد من حوضه  صلى الله عليه وسلم الخوارج والرافضىة وهذا بسبب   اعتقادهم ومنهجهم في الخروج على السلطان بالقول والسيف  وتكفيره .والله المستعان.

  • - الثالث الأصل :
  • - عدم الخروج عليه بالقول والسيف. 

  والخروج على السلطان من منهج الخوارج والخرواج يكفرون السلطان إذا لم يحكم بما انزل الله عز وجل 

 ومن كفر الحاكم وخرج عليه فقد ضل وابتدع في الدين وخرج عن منهج اهل السنة و الجماعة .

  • - الأصل الرابع :
  •  الجهاد والغزو والحج معه.

  وهذا الأصل عند السلف و  قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: " ويرون إقامة   الحج والجهاد الجمع والأعياد مع الأمراء  أبرارا كانوا أو فجارا".

  • - الأصل الخامس:  
  • الدعاء له بالصلاح والمعافاة. 

 وهذا الأصل معروف عند السلف  فهذا جاء في الأثر عن الفضيل بن عياض.وذلك إذا دعوت على السلطان بالشر وهلاك شره ويزداد شره على الرعية وهذا فساد لا يحبه الله عز وجل -: {وَاللهُ لاَ يُحِبُّ  اَلْفَسَادَ} [ البقرة: 205] - : {وَاللهُ لاَ يُحبُّ اَلْمُفْسِدِينَ} [ المائدة: 64].

و.الدعاء على السلطان بالشر منهج الخوارج المارقين. والله المستعان. ، 

  •    الأصل السادس : 
  •  الذب وإجلال السلطان والولاة . 

وهذا أيضا :من منهج السلف والسُّنِّيُّ  السَّلَفيُّ يحترم السلطان  ويجلَّه ويحبُّه  لله عز وجل وطاعة لله عز وجل وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم وحفاظا على أمن البلاد و مصالح العباد.

قال طاووس وهو من كبار التابعين والإخوان: من السنة إجلال: الوالدين والسلطان  والعالم والإخوان . والإجلال معناه : الاحترام والتوقير . وتقدم أثر الإمام عبد الله بن مبارك 

قال سهل بن عبد الله التستري: لايزال الناس بخير  ، ما عظموا ، صنفين من الناس: السلاطين والعلماء  فإذا عظموا هذين  الصنفين أصلح الله لهم الدنيا والآخرة .

نسأل الله تعالى أن يصلح ولاة أمورنا ويعافيهم وأن يردنا إلى دينه ردا جميلا.آمين. وأنظر أيضًا:منهج أهل السنة والجماعة مع ولاة الأمور واستمع أيضًا:من أصول عقيدة أهل السنة والجماعة : "طاعة ولاة الأمور " /فضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

20

متابعين

3

متابعهم

3

مقالات مشابة