حكم الترحم على الكفار

حكم الترحم على الكفار

0 المراجعات

      حكم الترحم على الكفار

الترحم على الكفار

 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن ولاة:

أما بعد:

       - إن المسلمين في الأونة الأخيرة وما يجري في الساحة من أمور يعلم علم يقين  أن المسلمين في غفلة وجهل وضعف في العقيدة والدين والتمسك بالإسلام الصحيح الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وذلك لما نرى من الجهل بالدين والوقوع في الشرك الأكبر والبدع والأهواء والمعاصي وهذا كله لبعد المسلمين عن دينهم اتباعهم الدنيا وملذاتها  وشهواتها وذلك مشاهد آثاره في الساحة الإسلامية وأمور المسلمين وذلك لما أغتيلت الصحفية والإعلامية شرين أبو عاقلة النصرانية التي تعمل مع قناة الفضائية الجزيرة رأينا من جهل المسلمين وغفلتهم وضعف إيمانهم وعدم وجود عقيدة الولاء البراء في قلوبهم.

      وذلك في جنازة هذه الصحفية النصرانية رأينا من التعازي والحماسة والضجيج والبكاء  والنصرة لها كأنها امرأة مسلمة محترمة لها قدرها في الإسلام وعند المسلمين كما هو  حق لكل امرأة مسلمة وهذه الحماسة التعاطف لمرأة  نصرانية   لا يجوز في دين الإسلام فالترحم على الكفار لا يجوز وهو محرم ومن فعله فهو آثم وهو دليل على ضعف الإيمان والجهل وضعف العقيدة.

  •     مسائل في عدم الترحم على الكفار والولاء لهم:

·        أولا: أدلة على عدم جواز الترحم على الكفار:

وذلك في أمور منها : 

 

  •     الدليل من الكتاب:

 

       فقد قال الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم -:{ ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون} فلا يجوز الصلاة على الكفار سواء الجنازة أو صلاة الغائب أو غير ذلك .

      و قال الله تعالى-:{ ما كان للنبي والذين ءامنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربة من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم  وما  كان استغفار ابراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم}

  •     الدليل من السنة: 

      فقد تقدمت آي التوبة وأنها نزلت في عمه أبي طالب وقد كان يؤوي النبي صلى الله عليه وسلم  ويدافع عنه قبل البعثة وبعد البعثة في مكة في العهد المكي  لكنه مات مشركا وأبى أن يقول:  لا إله إلا الله عند موته. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" لأستغفرن لك ما لم أنه عنك". فنزلت الآيات السابقة ونزلت في أبي طالب قوله تعالى -:{ إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشآء وهو أعلم المهتدين} وأنه لما مات عبد الله بن سلول رأس المنافقين ذهب النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبره وصلى عليه فنهاه الله تعالى لن عبد الله بن سلول منافق نفاقا أكبر.

 

  • ·        ثانيا: لا يجوز الدعاء والاستغفار للكفار من اليهود والنصارى:

       لا يجوز  الدعاء والاستغفار للكفار  من اليهود والنصارى والمشركين والمنافقين والملحدين بالرحمة والمغفرة . والدليل على ذلك قوله تعالى -:{ ما كان للنبي والذين ءامنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربة من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم  وما  كان استغفار ابراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم}وتقدم حديث النبي صلى الله عليه وسلم في إرادة استغفاره صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب.

  • ·        ثالثا :الولاء والبراء:

 -        إن عقيدة الولاء والبرآء من أصول  العقيدة الإسلامية ومن ليس له ولاء للمؤمنين وبراءة من الكافرين من اليهود والنصارى والمشركين والملحدين فهذا إما أن يكون جاهلا وأما أن يكون ضعيف الإيمان أو ليس له عقيدة أما أن يكون منافقا ولا يخرج عن هذه المساوئ والمخازي وكلها لا ترضي ربنا الجليل سبحانه الذي يجب أن يكون الموالاة لله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم  وعباده المؤمنين  والبراءة من المشركين والكافرين ،كما قال الله تعالى --:}:- يأيها الذين ءامنوا لا تتخذ ا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول وإياكم .......}الآية.

  • ·        رابعا: يجب الحذر والتحذير من مشايخ الضلالة والسوء .

  -       إن هذا العلم وهذه الشريعة الإسلامية السمحة هي دين تتدين بها لله سبحانه و تحاسب عليها أمام الله عز وجل يوم القيامة وقد جاء عن الإمام ابن سيرين رحمة الله عليه:" إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم " والفتوى والكلام في العلم والشرع ليس لعبة كما يتفق أو يهوى أن يتكلم به بل لابد من التثبت والنظر واستحضار الأدلة من الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم والفهم الصحيح والعقل وقد رأينا وسمعنا من يفتي بجواز الترحم على الكفار من اليهود والنصارى ومنهم )شرين ابو عاقلة)ويسمونهم إخوانا لنا وأخوة إنسانية وهذا  لا يجوز . والفتوى والقول بأنه‍م إخواننا والترحم عليهم الفتوى بذلك محرمة ومن أفتى بذلك فقد أتى محرما وهو آثم.

 

 

  •     خطر القول بوحدة الأديان وأخوة الأديان وتقارب الأديان:

 

-        فالنصارى ليسوا إخوانا لنا بل هم أعداء وعقيدتهم مخالفة لعقيدتنا إسلامية فالنصارى تقول عيسى  عليه السلام ابن الله أو ثالث ثلاثة أو هو الله  ،كما قال الله تعالى -:{ لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم أنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم}

   فاليهود والنصارى كفار ومن لم يكفر النصار فهو كافر كما قال العلماء : من لم يكفر الكافر فهو كافر . والآية السابقة دليل صريح بين ظاهر في كفر النصارى .

    فوحدة الأديان وأخوة الأديان وتقارب الأديان كلها باطل فالله سبحانه وتعالى لا يقبل من الدين إلا الإسلام ، كما قال الله تعالى -:{ إن الدين عند الله الإسلام} وقال تعالى-:{ ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}.

 

  • ·        خامسا: التنبيه على غفلة وجهل المسلمين:

 

   -      يجب على المسلمين أن يتنبهوا ويفيقوا من هذه الغفلة فهم  في غفلة وجهل عظيم فكيف يصلون على امرأة نصرانية تقول أن المسيح عيسى بن مريم عليه السلام هو الله أو ثالث ثلاثة أو ابن الله  ولا تؤمن بالنبي محمد صلى اله عليه وسلم ولا تتدين بدين الإسلام؟.!

    والله إن هذا لهو الجهل العظيم والغفلة الشديدة و بعد عن الدين كبير جدا ومن قال وفعل هذا فهو ضعيف جاهل ليس له عقيدة ولا علم.

      فاتقوا الله معشر المسلمين وقد قال النبي ﷺ كما جاء من حديث ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها ".قال قائل: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول  الله؟ قال:" بل أنتم يومئذ كثير لكن غثاء كغثاء السيل فلينزعن المهابة من صدور عدوكم وليقذفن في قلوبكم الوهن" قالوا : وما الوهن ؟ قال ": حب الدنيا وكراهية الموت." وفي رواية" :حب الحياة وكراهية الموت. "  وجاء عن عبد الله بن عمر ضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم:" إذا تبايعتم بالعينة واشتغلتم بالزرع وأخذتم أذناب البقر وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا لا يرفعه حتى ترجعوا إلى دينكم. "  صححه الألباني.

  •      ختاما:

   -         وأخيرا يجب على المسلمين أن يرجعوا ألى دينهم ويلتزموا بدين الإسلام ويتعلموا العقيدة الصحيحة والمنهج السليم والشريعة السمحة ويأخذوا ذلك من الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح رضوان الله عليهم وعلى يد العلماء الربانيين ويلتزموا مجالس الذكر وحلق العلم ويطلبوا العلم ويصححوا العقيدة ويربوا أنفسهم على الإسلام وأخلاق الإسلام لكي ينالوا السعادة في الدنيا والآخرة وينالوا رضا الله عز وجل في الدنيا والآخرة. وانظر أيضا: حكم الترحم على غير المسلم للشيخ العلامة صالح الفوزان وانظر أيضا:حكم الهجرة إلى بلد الكفر

والله المستعان وبالله التوفيق ولا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم.


 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

20

متابعين

3

متابعهم

3

مقالات مشابة