قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام
ذهب بعض المؤرخين إلى أن ابراهيم عليه السلام ولد بغوطة دمشق في قرية برزة في جبل قاسيون والصحيح أنه ولد ببابل ، وذهبوا إلى أنه الإبن الأوسط لأبيه وله أخوان هما ناحور و هاران ،واختلفوا في اسم أبيه هل هو آزر أم تارح والصواب أنه آزر كما ورد في القرآن الكريم ( وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر ..)
كان آزر يعبد الأصنام ،وكانت هي مصدر رزقه ،فكان ينحتها ويبيعها ،وكان من الطبيعي أن يكون أول من يدعوه إبراهيم لأنه أقرب الناس إليه . وقد بدأ إبراهيم الدعوة مع أبيه بالحكمة والموعظة الحسنة وأحسن ما يكون وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين . فاستهل حواره مع أبيه بقوله يا أبت … وهي كلمة مشعرة بالتلطف و الإحترام والرحمة في آن واحد ، وأخذ يرددها في كل حديثه : يا أبت لا تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا .يا أبت إني قد جاءني من العلم مالم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا .يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان الرحمان عصيا ،يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمان فتكون للشيطان وليا .حتى لما زجره أبوه رد عليه ردا عنيفا و قال له سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا ،فلا جدال ولا أذى .
لم يجمد إبراهيم عليه السلام في دعوته،بل أخذ ينوع في أسلوبها كأحسن ما تكون الدعوة ،وهذا ضروري لاختلاف أحوال المدعوين ،فهو تارة يدعو بشكل فردي وتارة بشكل جماعي ،فتارة بالتلطف كما سبق ،وتارة بإقامة الحجة البالغة عليهم حيث قال : هل يسمعونكم إذ تدعون .أو ينفعوكم أو يصرون ،قالوا بل وجدنا آباءنا كذلك يفعلون ، ثم أخذ يبين لهم لماذا عليهم أن يعبدوا الله دون شريك له في العبادة فقال (الذي خلقني هو يهديني ،والذي هو يطعمني و يسقين ،وإذا مرضت هو يشفين والذي يميتني ويحيين ،والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ).
فكان من نتيجة ذلك أن استجاب الله دعواته كلها سوى الغفران لأبيه ،قال ربي هب لي حكما و ألحقني بالصالحين ،واجعل لي لسان صدق في الآخرين .و اجعلني من ورثة جنة النعيم .واغفر لأبي إنه كان من الضالين .ولا تحزني يوم يبعثون ،يوم لا ينفع مال ولا بنون .إلا من أتى الله بقلب سليم.
كما أن هناك فوائد نستخلصها من قصة سيدنا ابراهيم عليه السلام وهي التأمل في الكون يزيد المؤمن إيمانا ويقينا ، والدعوة إلى الله ينبغي أن تكون متنوعة بين التلطف وإقامة الحجة ، وأن الصبر مفتاح الفرج والدعاء مفتاح القدر ،ومن يتوكل على الله فهو حسبه .